«14آذار» استعادت «الصورة» وزعيم «المستقبل» متمسك بمبادرته تأييد فرنجية

الحريري: لبنان لن يكون ولاية إيرانية ونرفض التحامل على دول الخليج

تصغير
تكبير
هل نحن أمام أحزابٍ تعمل لله... أم أمام أحزابٍ تعمل للفتنة؟
نحن عرب... وعرباً سنبقى
تساوى الشكل مع المضمون في الرمزية التي حملها الاحتفال الذي أقيم عصر أمس في الذكرى 11 لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تحت عنوان «الحق معك... واليوم أكثر».

وإذا كان حضور زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري شخصياً للمشاركة في هذه الذكرى شكّل المفاجأة الأكبر، فإن مشهدية الصورة الجامعة التي حرص الحريري الابن على أن يختتم بها الاحتفال (أقيم في البيال) وضمّته الى قادة «14آذار»، ولا سيما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أعطت الإشارة الأقوى الى الحرص على إعادة الروح الى هذا التحالف بعد «التصدّع» الذي أصابه جراء الخلاف حول الملف الرئاسي.


وفي موازاة الشكل الذي كان نقطة الاستقطاب الأبرز فيه العناق الطويل بين الحريري وجعجع ثم بين رئيس «المستقبل» ووزير العدل اللواء أشرف ريفي (بعد الخلاف العلني بين الرجلين قبل ايام على خلفية انسحاب ريفي من مجلس الوزراء بسبب المماطلة في ملف ميشال سماحة) على وقع التصفيق الحار من الحاضرين، فان مضمون كلمة الحريري لم يكن مفاجئاً، اذ عرض فيه مجمل مسار الملف الرئاسي وحيثيات مبادرته الى تأييد اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة في محاولة لإنهاء فراغ الـ 21 شهراً في الموقع الدستوري الاول، معلناً التمسك الضمني بهذه المبادرة، ومؤكداً مباركته في الوقت نفسه المصالحة بين «القوات اللبنانية» وتيار العماد ميشال عون، معتبراً ان من حق «القوات» ترشيح عون، داعياً في الوقت نفسه الجميع الى النزول الى البرلمان «وسنهنئ الفائز أياً يكن».

وأكد الحريري في كلمته التي صوّب فيها بقوة على «حزب الله» من دون ان يسميه مباشرة على خلفية انخراطه في الحرب السورية وأزمات المنطقة وتعطيله الرئاسة والتحامل على السعودية ودول الخليح العربي «التي لم تبادرنا يوماً بأي أذى»، ان «زمن الاستقواء الإيراني، لن يستطيع ان يصنع قادةً أكبر من لبنان»، لافتاً الى «ان هناك من قرّر أن يقاتل في الأماكن الخاطئة وتحت شعاراتٍ خاطئة».

وتساءل: «أيّ عقلٍ متهوّر يحرّك هذه السياسات في مقاربة العلاقات الأخوية؟ هل نحن أمام أحزابٍ تعمل لله، أم أمام أحزابٍ تعمل للفتنة؟ نحن عرب على رأس السطح، ولن نسمح لأحد بجر لبنان الى خانة العداء للسعودية ولأشقائه العرب. لن يكون لبنان تحت أي ظرفٍ من الظروف ولايةً إيرانية. نحن عرب، وعرباً سنبقى».

وبعدما أشار ضمناً الى مشاركة «حزب الله» في محاصرة مضايا وحلب ومدن سورية اخرى، تطرق الى الملف الرئاسي، معلناً «أننا لن نخشى وصول أي شريكٍ في الوطن الى رأس السلطة، ما دام يلتزم اتفاق الطائف حدود الدستور والقانون، وحماية العيش المشترك، وتقديم المصلحة الوطنية وسلامة لبنان على سلامة المشاريع الإقليمية».

وأوضح في اشارة الى خلفيات مبادرته الى تأييد اسم فرنجية للرئاسة، الى انه انطلق من ان «أربعة من الزعماء المسيحيين، اجتمعوا في بكركي، (مقر البطريركية المارونية)، واتفقوا في ما بينهم، وبرعاية بكركي، أن ما من مرشّح مقبول لرئاسة الجمهورية إلا أحد هؤلاء الأربعة»، مذكراً بان محاولات ايصال جعجع فشلت ولم ينجح الرئيس امين الجميل في الحصول على قبول من «8 آذار» فيما لم يصل حوار «المستقبل» مع عون الى أي نتيجة في الملف الرئاسي، مضيفاً: «من الأربعة، لم يبق إلا الوزير سليمان فرنجية. ونعم، بعد سنة ونصف السنة من الفراغ، وبعدما رفض كل الأطراف، حلفاء وخصوم، تبنّي مرشح توافقي من خارج الأربعة، فتحنا حواراً مع فرنجية. والتقيته في باريس، وتوصّلنا معه لتفاهم. والهدف هو إنهاء الفراغ، ووضع حدّ للتدهور، وحماية النظام والسلم الأهلي».

واعتبر ان هذه الخطوة «أرغمت الجميع على إعادة وضع انهاء الفراغ الرئاسي، الذي كان الجميع قد نسيه، في واجهة المشهد السياسي (...) خطوة أدّت بحلفائنا القوات اللبنانية لأن يتوصلوا بعد 28 سنة، لمصالحة تاريخية مع التيار الوطني الحر؟ وكنّا من أوّل الداعين وأكثر المرحبين بهذه المصالحة. وليتها حصلت قبل زمن بعيد، كم كانت وفّرت على المسيحيين وعلى لبنان! خطوة أدّت بالدكتور جعجع أن يقرر الانسحاب من السباق ويعلن الجنرال عون مرشح القوات اللبنانية لرئاسة الجمهورية؟ وهذا من حقه وحق الجنرال عون (...) والآن تفضّلوا إلى مجلس النواب وانتخبوا رئيساً، إلا إذا كان مرشحكم الحقيقي هو الفراغ؟».

وأكد «اننا فخورون أن ليس لدينا أي دور إقليمي وأي دور بالدم السوري، وبالدم العراقي وبالدم اليمني فيما غيرنا يريد أن يلعب أدواراً عسكرية، ويغرق بدماء شعوب عربية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي