لبنان «يدفن رأسه في الرمال» و«القلّة المالية» تلاقي «قلّة الحيلة» الرئاسية

u0639u0627u0645u0644u0627u0646 u0623u0645u0627u0645 u0635u0648u0631u062au064au0646 u0644u0631u0641u064au0642 u0627u0644u062du0631u064au0631u064a u0641u064a u0645u0646u0637u0642u0629 u0635u064au062fu0627 u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u0627u0633u062au0639u062fu0627u062fu0627u062a u0644u0625u062du064au0627u0621 u0627u0644u0630u0643u0631u0649 u0627u0644u0640 11 u0644u0627u063au062au064au0627u0644u0647 (u062f u0628 u0627)
عاملان أمام صورتين لرفيق الحريري في منطقة صيدا خلال الاستعدادات لإحياء الذكرى الـ 11 لاغتياله (د ب ا)
تصغير
تكبير
... «القلّة تولّد النقار». عبارة قد تكون الأكثر تعبيراً عن الواقع في لبنان حيث ان «قلّة الحيلة» السياسية واستمرار الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية التي ما زالت «رهينة» المشهد الاقليمي المتفجّر أفضت الى تفجُّر «النقار» بين «ديوك» معسكريْ 8 و 14 آذار، في حين جاءت «القلّة المالية» للدولة التي تظهّرها الأرقام لتُشعِل «النقار» داخل الحكومة بعدما وُضعت امام محكّ ايجاد مصادر تمويل لنفقات إضافية أنذرت بـ «صِدامٍ» مع الشارع الذي رسم «خطاً احمر» امام اي زيادات ضريبية ولا سيما على صفيحة البنزين.

وهكذا، غرقت بيروت أمس في محاولة ايجاد «وصْفات من حواضر البيت» لهموم معيشية ومالية طغت على كل العناوين التي تشغل «الكرة الأرضية» ولا سيما في ما خصّ الأزمة السورية والتطورات العسكرية المتسارعة التي تشهدها وما يرافقها من «مدّ» نزوح جديد ولا سيما باتجاه تركيا، كما على «أمّ المشكلات» التي يعانيها لبنان والمتمثلة بالفراغ الرئاسي الذي يقترب من إنهاء شهره الـ21.


واذا كانت «عودة الروح» الى حكومة الرئيس تمام سلام اعتُبرت تجديداً لـ «بوليصة التأمين» في سياق عدم رغبة اي فريق داخلي او خارجي في ان ينهار لبنان بالكامل في هذه اللحظة الخارجية البالغة الخطورة وفي ظل احتضانه «قنبلة موقوتة» يشكّلها وجود نحو 1.5 مليون نازح سوري على أرضه، فإن التحوّلات المتدحرجة في الميدان السوري الملاصق لـ «بلاد الارز» وامكان دخول عامل عسكري مضاد هدفه فرْملة اندفاعة تقدم النظام السوري عبر روسيا وايران و«حزب الله» بدأ يثير مخاوف مكتومة من مدى قدرة لبنان على البقاء في حال «الحرب الباردة» او ان يبقى في حال التلقي «الموْضعي» لتشظيات الأزمة السورية وانخراط «حزب الله» العسكري فيها.

وفيما كان مجلس الوزراء يضع في جلسته امس (يعقد جلسة جديدة اليوم) ملف الدفاع المدني على سكة الحلّ ويتفق على ضرورة ترشيق الإنفاق ووقف الهدر ومحاربة الفساد وإقرار الموازنة العامة كإطار ضروري لمعالجة مَواطن الخلل في الوضع المالي والاقتصادي، فإن دوائر سياسية حذّرت من استمرار الأفرقاء اللبنانيين في ممارسة سياسة «دفن الرأس في الرمال» حيال المخاطر المتعاظمة في المنطقة والتي يزداد انكشاف لبنان عليها في ظلّ الفراغ الرئاسي وعدم التقدير الصحيح للأكلاف التي يمكن ان تدفعها البلاد سواء على صعيد استقرارها او حتى مستقبل «صيغة الحكم» فيها بحال بقي استرهان الرئاسة لنتائج «الحرب العالمية» غير المباشرة الدائرة في الاقليم اللاهب.

وبحسب هذه الدوائر، فإن الأسابيع الأخيرة كرّست سياسياً سقوط اي امكان لـ «فك أسْر» الانتخابات الرئاسية بمبادرات محلية من النوع الذي حمل قطبيْ «14 آذار» اي الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع الى دعم مرشحيْ «حزب الله» والنظام السوري للرئاسة اي النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، اذ حُسم بما لا يقبل الشك ان الحزب ليس في وارد القبول بأي إفراج عن «رئاسية لبنان» إلا في توقيته الاقليمي ووفق دفتر شروطه كاملاً وانه غير معني بأي «جوائز كبرى» لا يكون هو مَن يحدّد كل «الكرات الرابحة» فيها.

واذ تعتبر الدوائر نفسها ان الشغور الرئاسي مرشح لان يستمرّ «لما بعد بعد» 2 مارس المقبل وهو الموعد الجديد لجلسة الانتخاب في البرلمان ولا سيما في ضوء اقتراب الأزمة السورية من مرحلة «تطاحُن» سعودي - ايراني مباشر، فإنها تدعو الى إبقاء الأنظار على الحدود اللبنانية - السورية وسط مخاوف من تطورات بدت التمهيدات لها من خلال «حرب الممرات» بين داعش و»جبهة النصرة»في جرود عرسال والقلمون السوري، فيما توقفت باهتمام عند مخاوف أثارها خبراء غربيون من إمكان ان يفضي ارتفاع وتيرة الضغط الروسي - الايراني على المعارضة السورية في حلب الى»دفرسوارات»مفاجئة عبر مناطق حدودية لبنانية لممارسة ضغط على معاقل النظام السوري.

وفي هذه الأثناء، تُستكمل التحضيرات لإحياء الذكرى 11 لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري الأحد المقبل، وسط ترقُّب لمضمون كلمة نجله الرئيس سعد الحريري الذي بات شبه محسوم انه لن يبادر الى اعلان ترشيح رسمي للنائب فرنجية وإن كان سيتطرق الى حيثيات مبادرته في هذا الاتجاه، في حين تشخص الأنظار الى المشهدية التي ستطلّ بها قوى»14 آذار»على جمهورها بعد الاهتزاز الأقوى من نوعه في العلاقة بين»المستقبل»و»القوات اللبنانية».

ويسود انتظار في هذا السياق لما اذا كان رئيس»القوات»جعجع سيحضر شخصياً ذكرى 14 فبراير التي ستقام في»البيال»، ام انه كما أشاعت بعض الأوساط سيغيب»لدواعٍ أمنية»على ان تحضر عقيلته النائبة ستريدا جعجع ووفد رفيع من»القوات»، الى جانب سائر مكوّنات تحالف»ثورة الارز»وأمانته العامة.

وفي ايّ حال، فان ما سيرسو عليه مشهد 14 فبراير هو محاولة»ترميم»صورة»14 آذار»التي لم يسبق ان مرّت منذ ولادتها بمثل هذا»الاختبار»القاسي لوحدتها التي يعني انهيارها بالكامل سقوط عنصر التوازن السياسي بوجه»حزب الله»وذلك رغم الانشقاقات التي عصفت بفريق»8 آذار» مع ترشيح كل من عون وفرنجية.

«الأسد سقط لأن إيران وروسيا هما مَن يقاتلان»

جعجع يطالب بتدخّل دولي سريع يوقف المجازر في سورية

| بيروت - «الراي» |

وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ما يجري في سورية حالياً بأنه «مأساة إنسانية كبرى، وحرب إيرانية - روسية على بعض المجموعات الإرهابية وفي المقابل على الكثير من المجموعات الثائرة على النظام».

وشدّد في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» على ان «نظام بشار الأسد سقط لأن مَن يقاتل الآن في سورية هما ايران وروسيا، واذا كان من انتصار فسيكون لهما».

ودعا المجتمع الدولي الى «التدخل بسرعة لوقف المجازر التي تحصل، ومن جهة ثانية للتمهيد لحلّ فعلي قوامه إسقاط نظام الأسد وقيام دولة ديموقراطية تَعدُّدية حرة في سورية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي