مر بها خالد بن الوليد والفرزدق وعبدالله الجابر... وأطلالها تضج بعبارات تطالب الزوار بالابتعاد

الخويسات تكتب تاريخها بالحب والجن... والإهمال!

تصغير
تكبير
عبدالله الصباح:

إهمال كبير في المنطقة ودعوات الإصلاح كالنفخ في «جربة مقضوضة»

عدنان الحيدري:

فوجئنا بكميات كبيرة من النفايات في المكان وهناك أناس لا يبالون

يوسف عباس:

خوف الناس من الألغام التي زرعها النظام البائد وراء إهمال الخويسات

عبدالله الفقيه:

النفايات تفسد جمال الخويسات والحفاظ
على نظافة الأماكن الجميلة ضرورة
على ساحل الخويسات التاريخي، تختبئ أحلام الماضي الجميلة ورقصة الهبّان والعرضة والحَبال وبقايا ذكريات دانة الخليج، التي تُقلب أحزانها، وتترقب أقواما رحلوا إلى المدينة لعلهم يعودون يوما، ليبنوا بيت الشعر ويوقدوا السراج ويسقوا الحقول وفاء وحبا.

الخويسات التي مر بها الصحابي خالد بن الوليد في معركة ذات السلاسل، وأنشد بها الشاعر الفرزدق أجمل قصائده، وكان الشيخ عبدالله الجابر يقضي بها إجازاته، أضحت مدينة أشباح ومكبا للنفايات، تشتكي جفاء الاهتمام الحكومي، وتعاني عتمة الليل وحكايات الجن المخيفة، وفي ما يلي استعراض من مرتادي هذا المكان ومحبيه الذين التقتهم «الراي» لما يؤرق شغفهم بهذا الموقع التاريخ المهم الذي يعاني الإهمال:


أبدى الشيخ عبدالله الصباح الذي يمتلك مزرعة في منطقة الخويسات استغرابه من اتخاذ الكثيرين من الخويسات موقعا للتخييم بعكس ما كان العام الماضي، حيث «كان التخييم في هذا الموقع ممنوعا»، مشيرا إلى أن «الموسم الجاري شهد انتشار المخيمات في كل مكان ما يدعو للتساؤل عن عمل الجهات المعنية سواء البلدية أو غيرها إضافة إلى أن بعض المخيمات قريب من معسكرات الجيش».

وبين الشيخ عبدالله أن «فصل الربيع وكما هو معروف يبدأ في فبراير وليس نوفمبر كونه بداية الوسم وظهور بذور النباتات البرية ونتيجة للتوقيت الخاطئ لموعد التخييم تموت النباتات البرية في بداية ظهورها نتيجة حركة السيارات والبقايات فالمطلوب أن يتأخر موسم التخييم حتى يكتمل نمو النباتات البرية»، لافتا إلى أنه «قبل سنوات كانت المنطقة تعج بالمستهترين والسكارى والأمور المنافية للآداب ولا أحد يخاف من القانون هنا، وتجد الوضع الامني مترديا إلى جانب غياب النظافة والاهتمام». ولفت إلى أن «الإعلامي صلاح الساير سبق أن تحدث عن منطقة الخويسات لكن دون جدوى، والحكومة لم تراع المنطقة التي لها تاريخ طويل»، مستطردا: «أنت تنفخ بجربة مقضوضة».

وأكد أن «المنطقة جميلة ولابد من أن تحظى بالاهتمام والرعاية ولاتهمل»، مستغربا «الاهتمام بالمناطق الجنوبية وتحتوي على مطاعم وخدمات، فلماذا لا يفتح المجال لفتح مطاعم ومراكز خدمية لزوار الخويسات».

وأشار الشيخ عبدالله إلى أن «الخويسات تحتوي على قلبان وحظور قديمة ومبان تراثية ولابد أن تحظى باهتمام المسؤولين»، موضحا أن «المشكلة أن كل شيء جميل في الكويت نفقده من تراث وتاريخ قديم بسبب عدم اهتمام الحكومة بالتراث».

واقترح «بناء منطقة تراثية وملاهٍ بدلا من أن يتم بناء قرية في منطقة السالمي البعيدة عن الناس ويخصص الاهتمام للمواقع التراثية القديمة القريبة»، قائلا «إن الامارات عملت من تلال الرمل مناطق سياحية وتحظى بزوار من كل بقاع العالم، فلماذا لا يتم عمل الشيء نفسه في الكويت مع التركيز على السياحة وخلق مواقع ترفيه للمواطنين؟».

وأفاد الشيخ عبدالله بأن «أهل الطراريد تم منعهم دون أن يتم توفير البديل وهذا تخريب للهوايات وإفساد للتاريخ»، مطالبا بـ«إيجاد حل واهتمام سريع بالمنطقة المدمرة نتيجة غياب اهتمام البلدية، إذ تفتقد المنطقة لحاويات النفايات كما أن البلدية ووزارة الداخلية مطالبتان بالقيام بدورهما في هذه المنطقة لا سيما أنها كانت في أحد الأيام ملاذا لأحد القتلة الهاربين إضافة إلى بعض السيارات المسروقة».

وذكر موقفا حصل له في الماضي يدلل على قلة الوعي لدى مرتادي المكان، حيث قال: «كنت أمتلك ضبطية قضائية لتحرير المخالفات بحق من يخالف ويفسد البيئة، وشاهدت أحد قائدي المركبات يرمي علبة فارغة من زجاج السيارة فاستفسرت منه عن الفعل الذي قام به ورد علي: هذا بيت أبوك؟!»، مردفا: «هذا نتيجة غياب التوعية فلا يوجد رادع».

وفي موقع آخر يجلس عدنان الحيدري من جمهورية اليمن مع أصحابه في منطقة الخويسات ويقول «جئنا للمكان، وفوجئنا بكميات كبيرة من النفايات، وعملنا لنحو نصف ساعة لتنظيف المكان الذي اخترناه وجمعنا النفايات في أكياس ليتسنى لنا الاستمتاع بالمكان».

وأضاف: «المنطقة جميلة جدا، ونود أن ننبه أنفسنا أولا بضرورة المحافظة على المكان وجميع الذين يخرجون للتنزه في البر عليهم الاهتمام بالنظافة، فالدين الإسلامي حث على النظافة».

من جانبه، قال عبدالله الفقيه «إن النظافة أمر مطلوب في كل موقع ومكان، فالإنسان النظيف المظهر والمرتب يحبه الناس، كلما كان أحب للمشاهد والزائر»، مطالبا بـ«ضرورة الحفاظ على نظافة الاماكن الجميلة في الكويت».

بدوره، قال عبدالله محمد الذي كان يجلس مع عائلته بجانب مزرعة الشيخ عبدالله الجابر «إن البر مليء بالنفايات والأوراق المتناثرة وأكياس النايلون التي تضر بالبيئة وتفسد جمال الطبيعة، إذ لا توجد حاويات ولا يوجد عمال نظافة ولا تكاد تشاهد سيارات البلدية في المكان»، داعيا إلى «الاهتمام بالمكان وتنظيفه ليكون متنفسا للمواطنين».

وتحت أشجار المزرعة، جلس الحاج يوسف عباس مع أحفاده وابنه مستذكرا السنوات الماضية مع المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح «الذي كان يزور المزرعة مع جموع غفيرة من الأهالي، ما جعل المكان عامرا»، لافتا إلى أنه كان يملك بيتا والجميع يزورونه فيه «في أجواء رائعة، ولكن بعد الغزو اختفت هذه المظاهرة بسبب خوف الناس من الألغام التي زرعها النظام البائد».

وقال الحاج يوسف: «كانت هناك أنشطة وأغاني الهبان والعرضة وفعاليات وفرق شعبية تزور المكان بشكل أسبوعي مع المموّش وأكلات شعبية، وكنا ننصب الخيام في أجواء جميلة ينتشر فيها باعة الخضراوات والفواكه على الزوار الذين كانوا يستمتعون بجمع القلمان والخبيز».

واستذكر الحاج يوسف زيارة الأمير الراحل جابر الأحمد رحمة الله عليه، وقال: «أنا ابني شهيد، وقد زارنا أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد في إحدى الليالي في منزلنا في منطقة الفردوس، كما كنا نشهد كل أسبوع أنشطة لأهالي الشهداء».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي