هل يحضر فرنجية ذكرى اغتيال الحريري... ويغيب جعجع؟

لعبة «الاستطلاعات» الرئاسية قبل جلسة الإثنين: بري يصوّب على السنيورة ليصيب... عون

تصغير
تكبير
عون: التفاهم مع «القوات» ليس على حساب أحد وحصرية السلاح عندما تنتهي إسرائيل
رغم تحرك بعض المؤشرات الضاغطة في اتجاه إخراج الأزمة الرئاسية في لبنان من عنق الانسداد المتحكّم بها، يبدو واضحاً ان أيّ أفق عملي لن يكون واقعياً في الرهان على جلسة الإثنين المقبل، مهما تنوّعت المناورات التي يمارسها أفرقاء داخليون في هذا الاتجاه.

وتوقفت اوساط واسعة الاطلاع عبر «الراي» عند الالتباسات التي أحاطت تسريب رئيس البرلمان نبيه بري أخيراً، معلومات مفادها أن أطرافاً يجرون استطلاعات حول النصاب القانوني وإمكان اكتماله في جلسة الإثنين، من دون ان يفصح عن هوية الأطراف، علماً انه كان يشير الى أفرقاء مؤيدين لترشيح زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية.


وإذ فسّر البعض هذا التسريب بأنه لإحباط محاولة يقوم بها الرئيس فؤاد السنيورة لتأمين النصاب العدَدي لمصلحة فرنجية الذي يدعمه تيار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري، فإن الأوساط الواسعة الاطلاع قالت ان بري كان يتعمّد الغمز من قناة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في إطار النزاع المتجدّد بينهما، عقب الهجوم الذي شنّه تكتل عون قبل ايام على وزراء حركة «امل» ولا سيما وزير المال في ملف التعيينات الإدارية، ملاحِظة ان هذه الخلاصة تبلورت أكثر مع ما نُقل عن بري أمس، من أن «موضوع الميثاقية لا ينطبق على جلسة انتخاب الرئيس، لأن نصاب أكثرية الثلثين (أي 86 نائباً) هو ميثاقي بحد ذاته لأنه سيكون مكوناً من كل الطوائف والفئات والقوى»، ومعتبرة ان هذا التكتيك لا يعني فعلاً ان هناك إمكانية لتوفير نصاب عددي بمعزل عن النصاب السياسي التوافقي على انتخاب ايّ من المرشحيْن عون وفرنجية، باعتبار ان الأمور يستحيل ان تمرّ بلا تَفاهُم سياسي واسع، لا يبدو متاحاً ابداً بعد.

وفي ظل ذلك تنقل الأوساط عن بري تكرار قوله في مجالسه الخاصة إن «الأزمة الرئاسية لا تزال في الثلاجة»، كما ان هذا هو انطباع مختلف القوى السياسية من دون اي اوهام عشية جلسة 8 الجاري، التي ستحضرها كتلة «القوات اللبنانية» رغم تبنّيها ترشيح عون، الذي يمضي في قرار مقاطعة الجلسات مدعوماً من «حزب الله» ما لم يضمن انه سيكون هو الرئيس المنتخَب.

ولم تغفل هذه الأوساط أهمية رصْد الاتجاهات التي ستبرز الأسبوع المقبل، لمناسبة الذكرى الـ 11 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي ستكون الأنظار مركّزة عبرها على المواقف التي سيعلنها الرئيس الحريري في كلمته في احتفال «البيال» في 14 الجاري.

وتشير المعطيات المتوافرة في هذا السياق الى ان من غير المحسوم بعد اذا كان الحريري سيعلن تبنّيه رسمياً وعلناً ترشيح فرنجية في هذه الكلمة، ام يستبق الاحتفال بمقابلة تلفزيونية يعلن فيها هذا التبنّي، وذلك لعدم إحراج بعض حلفائه في قوى «14 آذار» ولا سيما «القوات اللبنانية».

وتفيد المعلومات ان تحركاً باشره الامين العام لقوى «14 آذار» فارس سعيد قبل ايام في بيروت وشمل قوى في «14 آذار» ويكمله من خلال الزيارة التي بدأها إلى الرياض للقاء الحريري، بهدف لملمة الخلافات الناشئة حول الملف الرئاسي، اقله بما يكفل تمرير ذكرى 14 فبراير، بصورة متماسكة لـ «14 آذار». وهو أمر يتخذ بُعداً يتجاوز المناسبة في ذاتها، لأن تكريس صورة التباين والخلافات في هذه الذكرى سيترك آثاراً سلبية للغاية على واقع التوازن السياسي المفقود في البلاد في حال لم تتدارك «14 آذار» صورة اهتزازها.

ومع بدء العدّ التنازلي لهذه الذكرى، شخصت الانظار على 3 نقاط: الاولى اذا كان الحريري سيحضر شخصياً كما فعل العام الماضي، وسط كلام عن تزايُد المؤشرات لإمكان ان يشارك في المهرجان من لبنان، ولكن من دون القدرة على حسم مثل هذا الأمر، الذي يبقى رهناً باعتبارات أمنية وسياسية. والنقطة الثانية اذا كان النائب فرنجية الذي وجّه له «المستقبل» دعوة هي الأولى من نوعها لحضور الذكرى سيلبّيها شخصياً ام انه سيكتفي بإرسال ممثّل له، بما يجعله يتفادى الظهور بمظهر مَن قطع «طريق الوسط» في التموْضع السياسي، وبما يوفّر عليه في جانب آخر إمكان الالتقاء بسمير جعجع، الذي تدور علامات استفهام حول اذا كان سيحضر شخصياً الى «البيال»، وهذه هي النقطة الثالثة التي تتركّز عليها الأضواء باعتبارها ستكون المؤشر الفعلي لحقيقة ومستقبل العلاقة بين «القوات» و«المستقبل».

وكان لافتاً امس، صدور موقفيْن، الاول لعون، الذي اغتنم الذكرى العاشرة لتوقيع التفاهم بين «التيار الحر» و«حزب الله» ليؤكد ان «تفاهمنا مع (القوات اللبنانية) لم يأتِ على حساب أحد ولا يمس بأحد وليس ضد أحد ولا يؤثر على أحد»، مشيراً الى أن «علينا العمل على تقوية الصداقة غير المتينة مع البعض»، ومشيراً في اول كلام مباشر له بعد مواقف السيد حسن نصر الله التي أكد فيها الاستمرار بدعمه للرئاسة الى ان «هناك صدقاً في العلاقة مع حزب الله واحتراماً للكلمة»، مضيفاً: «هناك أمر واقع وحرب على حدودنا وفي أرضنا ويجب ألا نسحب السلاح، وحصرية السلاح تصبح عندما تنتهي إسرائيل (...) ما زلنا على الوعد ضد الارهاب وضد إسرائيل وهذا الامر يجمعنا وحزب الله».

أما الموقف الثاني فلفرنجية، الذي اعلن أن «الأمور ايجابية، والظروف السياسية هي التي توصل رئيس الجمهورية»، مشيراً الى ان «الرئاسة محطة ولا خلاف مع حلفائنا»، ومتوجهاً الى القاعدة الشعبية: «انتم الاساس ومن هذه القاعدة انطلق الرئيس سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية ومن هذه القاعدة سأنطلق اذا كانت لدي الحظوظ للفوز برئاسة الجمهورية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي