مقابلة / «المرشحات» ضرورة لا رفاهية للارتقاء بنقاء المباني والسيارات والطائرات
باحث كندي لـ «الراي»: عواصف العراق وسورية تدمر فلاتر الهواء في الكويت
العطار متحدثاً للزميل غانم السليماني (تصوير أسعد عبدالله)
الكوارث الوبائية والطبيعية أجبرت العالم على إعادة تقييم أداء فلاتر الهواء
فحص الهواء النقي كان أشبه بالحلم والآن أصبح في متناول الجميع
الناس تجد في الهواء النقي ضرورة أساسية وليست رفاهية
فلاتر الهواء ذات الكفاءة الاعتيادية لا تتماشى مع ازدياد نسبة الهواء الملوث
الهواء غير النقي قد لا يأتي من الخارج فقد يكون داخلياً ايضاً
الاختيار العلمي لفلتر الهواء يبدأ بالتشخيص الفيزيائي والكيميائي للشوائب لمعالجة الهواء بصورة صحيحة واقتصادية
العواصف الرملية تتطلب أبحاثاً إضافية للوقوف على الأداء الفني لنظم التنقية وتقييمها هندسياً
على العالم ان يتحرك قبل ان تصبح كميات الهواء النقي محدودة وتُشترى كما حدث في الصين أخيراً
الاختيار الخاطئ لفلاتر الهواء لا يؤثر فقط على صحة الإنسان بل على كفاءة أداء الأجهزة المستخدمة فيها
معايير فحص فلاتر الهواء العالمية تحتاج إلى إعادة نظر لاستيعاب الظروف المناخية الصحراوية والاستوائية الحارة
توقعات بتضاعف أعداد أجهزة التكييف المركزي للحصول على الراحة الحرارية للجسم واستنشاق هواء بارد نقي
فحص الهواء النقي كان أشبه بالحلم والآن أصبح في متناول الجميع
الناس تجد في الهواء النقي ضرورة أساسية وليست رفاهية
فلاتر الهواء ذات الكفاءة الاعتيادية لا تتماشى مع ازدياد نسبة الهواء الملوث
الهواء غير النقي قد لا يأتي من الخارج فقد يكون داخلياً ايضاً
الاختيار العلمي لفلتر الهواء يبدأ بالتشخيص الفيزيائي والكيميائي للشوائب لمعالجة الهواء بصورة صحيحة واقتصادية
العواصف الرملية تتطلب أبحاثاً إضافية للوقوف على الأداء الفني لنظم التنقية وتقييمها هندسياً
على العالم ان يتحرك قبل ان تصبح كميات الهواء النقي محدودة وتُشترى كما حدث في الصين أخيراً
الاختيار الخاطئ لفلاتر الهواء لا يؤثر فقط على صحة الإنسان بل على كفاءة أداء الأجهزة المستخدمة فيها
معايير فحص فلاتر الهواء العالمية تحتاج إلى إعادة نظر لاستيعاب الظروف المناخية الصحراوية والاستوائية الحارة
توقعات بتضاعف أعداد أجهزة التكييف المركزي للحصول على الراحة الحرارية للجسم واستنشاق هواء بارد نقي
كشف الباحث في تقنية الهواء في المملكة المتحدة الدكتور إياد العطار كندي الجنسية وسوري الأصل ان«العواصف الرملية القادمة من العراق وسورية تتسبب في غلق فلاتر الهواء في الكويت نتيجة الرياح الشديدة لاسيما في فصل الصيف حيث تحمل تلك الرياح أتربة وعوالق صغيرة ما يؤدي إلى حجب الرؤية وتلوث الهواء ويعرض الانسان لخطر الإصابة ببعض أمراض الجهاز الصدري».
ولفت العطار في حوار مطول لـ«الراي» إلى ان «الكوارث الوبائية والطبيعية«H1N1 and SARS» كما الحال في بركان ايسلندا أجبرت العالم على إعادة النظر في تقييم أداء فلاتر الهواء والتشديد على إجراء الاختبارات الدقيقة في مختبرات عالمية ذات إمكانية متطورة لفحص الأداء».
وأشار العطار إلى «ازدياد الاهتمام العالمي بالارتقاء بنقاء الهواء ليس فقط للمباني بل السيارات والطائرات حيث أصبح وجود هذه الفلاتر ضرورة وبكفاءات عالية فقد نشاهد مسافراً يرتدي كمامة في الطائرة حفاظاً على صحته ما يعكس الاهتمام الشخصي المتزايد للحصول على الهواء النقي».
وذكر العطار انه«منذ عقود عدة كان فحص الهواء النقي أشبه بالحلم لعدم وجود التكنولوجيا المناسبة والحاسوب الآلي أما الآن أصبح في متناول الجميع بعد ان مثل تلوث الهواء تحدياً قوياً للمنطقة».
وقال إن «الاختيار الخاطئ لفلاتر الهواء لا يؤثر ليس فقط على صحة الإنسان بل على كفاءة أداء الأجهزة المستخدمة فيها ويزيد من تكلفة وعدد مرات الصيانة».
وشدد على ان «أداء فلتر الهواء يقيم هندسياً بواسطة مختبرات معتمدة عالمياً تستخدم أجهزة متطورة ذات قابلية لقياس كفاءة الفلتر في اصطياد عوالق ذات أحجام دقيقة جداً تصل إلى النانومتر لذلك، تخضع مختبرات الفحص العالمية لرقابة حكومية للتأكد من نزاهة النتائج لافتاً إلى ان «العالم يتجه حالياً نحو تطبيق استخدام هذا النوع من الألياف المجهرية بحجم النانومتر للحصول على كفاءات استثنائية لم يسبق تحقيقها من قبل».
وأشار العطار إلى ان «الاختيار العلمي لفلتر الهواء يبدأ بالتشخيص الفيزيائي والكيميائي للشوائب لمعالجة الهواء بصورة صحيحة واقتصادية عدا عن ذلك، فإنها اجتهادات شخصية» مؤكداً أن «الناس تجد في الهواء النقي ضرورة أساسية وليست رفاهية».
وذكر ان «معايير فحص فلاتر الهواء العالمية تحتاج إلى إعادة نظر لاستيعاب الظروف المناخية الاستثنائية الصحراوية منها والاستوائية الحارة ولاسيما ارتفاع نسب الرطوبة والحرارة وتركز الغبار كما الحال في منطقة شبة الجزيرة العربية».
وتابع«مما لا شك فيه تستخدم هذه المعايير للتقييم العادل لأداء الفلتر الهندسي من حيث الكفاءة والانسيابية والتصميم وليس فقط عن طريق التكلفة والعمر الافتراضي» مشيراً إلى ان «الفحص الهندسي لأداء الفلاتر عالية الكفاءة يكون بواسطة قياس حجم الشوائب وليس وزنها».
وذكر ان «بالرغم من ان الاختيارات التقليدية لفلاتر الهواء مازالت الأكثر شيوعاً مثل التنقية أحادية المرحلة واستخدام الفلاتر متعددة الجيوب الا ان علم تنقية الهواء تطور كثيراً خلال السنوات الماضية من خلال تواجد فلاتر ذات تصاميم ذكية حيث أصبح بالإمكان الحصول على درجة عالية من النقاء باستخدام فلاتر انسيابية الأداء وبالتالي تكون أقل استهلاكاً للطاقة».
وبين ان«استخدام فلاتر الهواء لا ينحصر على أجهزة التكييف المركزي بل تحتاجه التوربينات الغازية لتغذية الكمبريسورات بكميات كبيرة من الهواء النقي ومن ثم إلى شعبة الاحتراق لذا، لابد من منع وصول الشوائب اليها ما يتطلب أداء مميزا لفلاتر الهواء».
وقال إن «وجود الشوائب والأتربة العالقة في الهواء يؤثر سلباً على الأداء الديناميكي للكمبريسورات وقد يؤثر على الأداء العام لمنظومة التوربين حيث أثبتت الدراسات العلمية ان الهواء الملوث يعرض هذه المنظومة الى عدد أكبر وتركيز أعلى من الشوائب وبالتالي يتطلب زيادة عدد مرات التوقف للصيانة ولفترات أكثر ما يؤدى توقف انتاج الطاقة.».
وقال إنه «حسب الأبحاث العالمية فإن تردي مستوى أداء التوربين بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70 في المئة يرجع إلى الهواء الملوث للكمبريسورات».
ولفت إلى ان «توليد الطاقة بكل وسائلها يسهم بنسبة 41 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فإذا كان العالم يرغب في التقليل من هذه الانبعاثات فإن التوربينات الغازية سوف تلعب دوراً جوهرياً حيث تتمتع بكفاءات عالية لإنتاج الطاقة ومرونة في حرق أنواع عدة من الوقود لذا يتوقع الخبراء ان تصل الطاقة المنتجة من التوربينات الغازية إلى خمسة ملايين ميغاواط بحلول العام 2020».
وتوقع العطار «ان تتضاعف أعداد أجهزة التكييف المركزي ليس بهدف الحصول فقط على الراحة الحرارية للجسم، ولكن بهدف استنشاق هواء بارد نقي لاسيما اننا نقضي معظم أوقاتنا في أجواء داخلية سواء كان في المنزل أوالسيارة أو العمل أو المجمعات التجارية أو المطاعم وبالتالي فإذا كانت حياتنا العصرية تتطلب وجودنا في هذه الأماكن المغلقة فإن اختيار فلاتر الهواء المناسبة على أسس علمية وضبط جودته عن طريق مراقبة الكفاءة والأداء من قبل الجهات المختصة هي أولوية حتمية».
وبين ان «علم تنقية الهواء يرجع إلى نحو 2000 عام سابقة في عهد الدولة الرومانية حيث أيقنوا ان الغبار العالق بالهواء يضر بصحة الإنسان وقد نقل عن الفنان المشهور ليوناردو دافنشي ان استخدام قطعة قماش مبللة ووضعها على الأنف والوجه يقلل من خطر تنفس الدخان والأبخرة السامة خلال الحروب» فيما أوصى العالم الألماني الكيميائي جورج بويير في العام 1556 بضرورة تنقية هواء المناجم عن طريق التهوية لتخفيض تركيز الشوائب الضارة».
وتابع«بعد ذلك تطور علم تنقية الهواء عبر الأجيال دون المعرفة الحقيقة بمبادئها الهندسية التي تتحكم في أدائها وتطويرها ما أجبر العلماء والباحثين على الاعتماد حصراً على التجارب العملية لاختبار كفاءة فلاتر الهواء وانتظر العالم إلى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي إلى ان بدأت أول دراسات علمية في ألمانيا لفهم الأسس الهندسية لتنقية الهواء بواسطة «البرخت وكوفمان» تبعها أوائل الستينيات اكتشاف الحاسوب على النهوض بأبحاث تنقية الهواء أسفرت عن تطورات علمية عدة في هذا المجال».
وأوضح ان«تلوث الهواء يعتبرعاملاً إضافياً لجميع الاستخدامات التي تتطلب هواء نقيا ويجب ان لا ننسى انه إذا كان الهواء غير النقي قد يأتي من الخارج فقد يكون التلوث داخلياً مضيفاً «من المتوقع ازدياد الاحتياج العالمي للهواء النقي ونمو حجم صناعة فلاتر الهواء إلى أكثر من 6.23 مليار دولار بحلول العام 2018».
وتابع«إذا كانت الدراسات العلمية أثبتت ان كل شجرة صنوبر الأوريغيوني شاهقة تنتج»أوكسجين«يكفي لعائلة من 4 أفراد، فهل كل عائلة من 4 أفراد تزرع شجرة؟».
وأشار إلى ان«الهدف الرئيس في الحصول على فلتر للهواء هو تقديم الحلول للوصول لتنقية تزيل الشوائب المتسببة في سوء نوعية الهواء الداخلية استنشاقاً لكمية محدودة من الهواء الملوث ليس صحياً»لافتاً إلى ان «استخدام فلاتر هواء ذات كفاءات اعتيادية لا يتماشى مع ازياد نسبة الهواء الملوث وان توصيات مؤتمر باريس الأخير أكبر شاهد على ذلك».
وذكر ان«التصاميم الذكية لفلاتر الهواء الانسيابية جعلت امكانية الحصول على كفاءات أعلى في متناول اليد بما يتعلق باستهلاك الطاقة».
وقال ان«الكفاءات الفعلية للفلاتر النهائية المستعملة في أنظمة التكييف والتروبينات الغازية تميل إلى الانحراف عن الكفاءات المخبرية وخصوصاً في شبه الجزيرة العربية والمناخ الصحراوي والرطب لأن المنطقة تتعرص لعواصف رملية معروف عنها انها تحتوي على غبار ذي خصائص تختلف عن تلك المستعملة في المختبرات».
وأضاف ان«المعرفة التفصيلية بخواص الغبار الذي تتعرض له الفلاتر على الطبيعة أمر ضروري لإمكانية إجراء التحاليل المناسبة لتقييم وتحسين أدائها وقد يتطلب ذلك القيام بإدخال تعديل على التصاميم الاعتيادية لاستيعاب الخواص الفيزيائية والكيمائية لغبار وجو المنطقة عموماً ومن دون دعم الحكومات قد يحتاج الأمر إلى عقود لتحقيق تقدم ملحوظ في التطبيق الصحيح لتنقية الهواء».
وشدد على«أهمية تحديث متطلبات تنقية الهواء وخصوصاً فيما يتعلق بالتروبينات الغازية وتطبيقات أنظمة التكييف المركزي للغرف النظيفة والمباني الخضراء وغرف العمليات الجراحية».
وتسائل«كيف لا يحظى علم تنقية الهواء بالأهمية المطلوبة رغم ان أول رحلة الى الفضاء «القمر» استلزمت استخدام فلاتر عالية الكفاءة لحماية الحواسيب التي تحكمت في خط سير الرحلة ثم بعد ذلك استخدم مثل هذه الفلاتر في صناعة الإلكترونيات وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منها؟».
وأوصى بتأسيس مركز أبحاث يجذب العلماء والباحثين للمساهمة في هذا المجال الحيوي الذي تم اهماله عالمياً لفترة طويلة واستعمال الدعم في أبحاث تنقية الهواء والمختبرات وأدوات القياس لاحتواء مختلف أنواع نظم تنقية الهواء وفهم مميزاتها تحت الظروف المناخية السائدة في منطقة دول منظمة التعاون الخليجي بات أمراً ضرورياً كما اننا بحاجة الى محاكاة تركيز الغبار والعوالق بالهواء في ظروف العواصف الرملية التي تحدث بشكل متكرر بالمنطقة.
وقال إن«الناس عامة يربطون بين الهواء النقي وبين غرف الجراحة والحضانة عند الولادة أو إذا كان في البيت مولود جديد، وننسى انه من الجائز جداً ان يمرض الطفل جراء زيارة أي مكان مغلق لأننا قد نركز فقط على الشكل الخارجي للمبنى، ولا نعير اهتماماً لجودة الهواء في الأماكن الداخلية».
هو
• استشاري دولي وباحث في المملكة المتحدة في تنقية الهواء.
• حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة تورنتو الكندية وعلى شهادة الماجستير من جامعة الكويت والدكتوراه من جامعة لفبورو في المملكة المتحدة.
دور محوري
ذكر إياد العطار ان «الهواء النقي يلعب دوراً محورياً في رفع أداء هذه التطبيقات عبر حمايتها بفلاترعالية الكفاءة منها أجهزة التكييف المركزي التي لا غنى عنها في المستشفيات والمباني والمجمعات التجارية والسكنية لتقدم بدورها هواء نقيا ذا مواصفات فنية هندسية عالية الكفاءة إضافة إلى ذلك الغرف النقية لصناعة شبه الموصلات وغرف التحكم والسيرفرات بما في ذلك تقديم هواء نقي لأبنائنا في الحضانات والمدارس والجامعات».
توليد الطاقة
قال الدكتور إياد العطار ان «مع ازدياد عدد السكان والتطور الصناعي بما يتطلبه ذلك من بنية تحتية زاد الاحتياج لتوليد الطاقة لتغذية هذه المرافق وتشغيل أجهزة التكييف المركزي وتقديم هواء نقي بارد ودافئ».
ولفت العطار في حوار مطول لـ«الراي» إلى ان «الكوارث الوبائية والطبيعية«H1N1 and SARS» كما الحال في بركان ايسلندا أجبرت العالم على إعادة النظر في تقييم أداء فلاتر الهواء والتشديد على إجراء الاختبارات الدقيقة في مختبرات عالمية ذات إمكانية متطورة لفحص الأداء».
وأشار العطار إلى «ازدياد الاهتمام العالمي بالارتقاء بنقاء الهواء ليس فقط للمباني بل السيارات والطائرات حيث أصبح وجود هذه الفلاتر ضرورة وبكفاءات عالية فقد نشاهد مسافراً يرتدي كمامة في الطائرة حفاظاً على صحته ما يعكس الاهتمام الشخصي المتزايد للحصول على الهواء النقي».
وذكر العطار انه«منذ عقود عدة كان فحص الهواء النقي أشبه بالحلم لعدم وجود التكنولوجيا المناسبة والحاسوب الآلي أما الآن أصبح في متناول الجميع بعد ان مثل تلوث الهواء تحدياً قوياً للمنطقة».
وقال إن «الاختيار الخاطئ لفلاتر الهواء لا يؤثر ليس فقط على صحة الإنسان بل على كفاءة أداء الأجهزة المستخدمة فيها ويزيد من تكلفة وعدد مرات الصيانة».
وشدد على ان «أداء فلتر الهواء يقيم هندسياً بواسطة مختبرات معتمدة عالمياً تستخدم أجهزة متطورة ذات قابلية لقياس كفاءة الفلتر في اصطياد عوالق ذات أحجام دقيقة جداً تصل إلى النانومتر لذلك، تخضع مختبرات الفحص العالمية لرقابة حكومية للتأكد من نزاهة النتائج لافتاً إلى ان «العالم يتجه حالياً نحو تطبيق استخدام هذا النوع من الألياف المجهرية بحجم النانومتر للحصول على كفاءات استثنائية لم يسبق تحقيقها من قبل».
وأشار العطار إلى ان «الاختيار العلمي لفلتر الهواء يبدأ بالتشخيص الفيزيائي والكيميائي للشوائب لمعالجة الهواء بصورة صحيحة واقتصادية عدا عن ذلك، فإنها اجتهادات شخصية» مؤكداً أن «الناس تجد في الهواء النقي ضرورة أساسية وليست رفاهية».
وذكر ان «معايير فحص فلاتر الهواء العالمية تحتاج إلى إعادة نظر لاستيعاب الظروف المناخية الاستثنائية الصحراوية منها والاستوائية الحارة ولاسيما ارتفاع نسب الرطوبة والحرارة وتركز الغبار كما الحال في منطقة شبة الجزيرة العربية».
وتابع«مما لا شك فيه تستخدم هذه المعايير للتقييم العادل لأداء الفلتر الهندسي من حيث الكفاءة والانسيابية والتصميم وليس فقط عن طريق التكلفة والعمر الافتراضي» مشيراً إلى ان «الفحص الهندسي لأداء الفلاتر عالية الكفاءة يكون بواسطة قياس حجم الشوائب وليس وزنها».
وذكر ان «بالرغم من ان الاختيارات التقليدية لفلاتر الهواء مازالت الأكثر شيوعاً مثل التنقية أحادية المرحلة واستخدام الفلاتر متعددة الجيوب الا ان علم تنقية الهواء تطور كثيراً خلال السنوات الماضية من خلال تواجد فلاتر ذات تصاميم ذكية حيث أصبح بالإمكان الحصول على درجة عالية من النقاء باستخدام فلاتر انسيابية الأداء وبالتالي تكون أقل استهلاكاً للطاقة».
وبين ان«استخدام فلاتر الهواء لا ينحصر على أجهزة التكييف المركزي بل تحتاجه التوربينات الغازية لتغذية الكمبريسورات بكميات كبيرة من الهواء النقي ومن ثم إلى شعبة الاحتراق لذا، لابد من منع وصول الشوائب اليها ما يتطلب أداء مميزا لفلاتر الهواء».
وقال إن «وجود الشوائب والأتربة العالقة في الهواء يؤثر سلباً على الأداء الديناميكي للكمبريسورات وقد يؤثر على الأداء العام لمنظومة التوربين حيث أثبتت الدراسات العلمية ان الهواء الملوث يعرض هذه المنظومة الى عدد أكبر وتركيز أعلى من الشوائب وبالتالي يتطلب زيادة عدد مرات التوقف للصيانة ولفترات أكثر ما يؤدى توقف انتاج الطاقة.».
وقال إنه «حسب الأبحاث العالمية فإن تردي مستوى أداء التوربين بنسبة تتراوح بين 60 إلى 70 في المئة يرجع إلى الهواء الملوث للكمبريسورات».
ولفت إلى ان «توليد الطاقة بكل وسائلها يسهم بنسبة 41 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فإذا كان العالم يرغب في التقليل من هذه الانبعاثات فإن التوربينات الغازية سوف تلعب دوراً جوهرياً حيث تتمتع بكفاءات عالية لإنتاج الطاقة ومرونة في حرق أنواع عدة من الوقود لذا يتوقع الخبراء ان تصل الطاقة المنتجة من التوربينات الغازية إلى خمسة ملايين ميغاواط بحلول العام 2020».
وتوقع العطار «ان تتضاعف أعداد أجهزة التكييف المركزي ليس بهدف الحصول فقط على الراحة الحرارية للجسم، ولكن بهدف استنشاق هواء بارد نقي لاسيما اننا نقضي معظم أوقاتنا في أجواء داخلية سواء كان في المنزل أوالسيارة أو العمل أو المجمعات التجارية أو المطاعم وبالتالي فإذا كانت حياتنا العصرية تتطلب وجودنا في هذه الأماكن المغلقة فإن اختيار فلاتر الهواء المناسبة على أسس علمية وضبط جودته عن طريق مراقبة الكفاءة والأداء من قبل الجهات المختصة هي أولوية حتمية».
وبين ان «علم تنقية الهواء يرجع إلى نحو 2000 عام سابقة في عهد الدولة الرومانية حيث أيقنوا ان الغبار العالق بالهواء يضر بصحة الإنسان وقد نقل عن الفنان المشهور ليوناردو دافنشي ان استخدام قطعة قماش مبللة ووضعها على الأنف والوجه يقلل من خطر تنفس الدخان والأبخرة السامة خلال الحروب» فيما أوصى العالم الألماني الكيميائي جورج بويير في العام 1556 بضرورة تنقية هواء المناجم عن طريق التهوية لتخفيض تركيز الشوائب الضارة».
وتابع«بعد ذلك تطور علم تنقية الهواء عبر الأجيال دون المعرفة الحقيقة بمبادئها الهندسية التي تتحكم في أدائها وتطويرها ما أجبر العلماء والباحثين على الاعتماد حصراً على التجارب العملية لاختبار كفاءة فلاتر الهواء وانتظر العالم إلى أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي إلى ان بدأت أول دراسات علمية في ألمانيا لفهم الأسس الهندسية لتنقية الهواء بواسطة «البرخت وكوفمان» تبعها أوائل الستينيات اكتشاف الحاسوب على النهوض بأبحاث تنقية الهواء أسفرت عن تطورات علمية عدة في هذا المجال».
وأوضح ان«تلوث الهواء يعتبرعاملاً إضافياً لجميع الاستخدامات التي تتطلب هواء نقيا ويجب ان لا ننسى انه إذا كان الهواء غير النقي قد يأتي من الخارج فقد يكون التلوث داخلياً مضيفاً «من المتوقع ازدياد الاحتياج العالمي للهواء النقي ونمو حجم صناعة فلاتر الهواء إلى أكثر من 6.23 مليار دولار بحلول العام 2018».
وتابع«إذا كانت الدراسات العلمية أثبتت ان كل شجرة صنوبر الأوريغيوني شاهقة تنتج»أوكسجين«يكفي لعائلة من 4 أفراد، فهل كل عائلة من 4 أفراد تزرع شجرة؟».
وأشار إلى ان«الهدف الرئيس في الحصول على فلتر للهواء هو تقديم الحلول للوصول لتنقية تزيل الشوائب المتسببة في سوء نوعية الهواء الداخلية استنشاقاً لكمية محدودة من الهواء الملوث ليس صحياً»لافتاً إلى ان «استخدام فلاتر هواء ذات كفاءات اعتيادية لا يتماشى مع ازياد نسبة الهواء الملوث وان توصيات مؤتمر باريس الأخير أكبر شاهد على ذلك».
وذكر ان«التصاميم الذكية لفلاتر الهواء الانسيابية جعلت امكانية الحصول على كفاءات أعلى في متناول اليد بما يتعلق باستهلاك الطاقة».
وقال ان«الكفاءات الفعلية للفلاتر النهائية المستعملة في أنظمة التكييف والتروبينات الغازية تميل إلى الانحراف عن الكفاءات المخبرية وخصوصاً في شبه الجزيرة العربية والمناخ الصحراوي والرطب لأن المنطقة تتعرص لعواصف رملية معروف عنها انها تحتوي على غبار ذي خصائص تختلف عن تلك المستعملة في المختبرات».
وأضاف ان«المعرفة التفصيلية بخواص الغبار الذي تتعرض له الفلاتر على الطبيعة أمر ضروري لإمكانية إجراء التحاليل المناسبة لتقييم وتحسين أدائها وقد يتطلب ذلك القيام بإدخال تعديل على التصاميم الاعتيادية لاستيعاب الخواص الفيزيائية والكيمائية لغبار وجو المنطقة عموماً ومن دون دعم الحكومات قد يحتاج الأمر إلى عقود لتحقيق تقدم ملحوظ في التطبيق الصحيح لتنقية الهواء».
وشدد على«أهمية تحديث متطلبات تنقية الهواء وخصوصاً فيما يتعلق بالتروبينات الغازية وتطبيقات أنظمة التكييف المركزي للغرف النظيفة والمباني الخضراء وغرف العمليات الجراحية».
وتسائل«كيف لا يحظى علم تنقية الهواء بالأهمية المطلوبة رغم ان أول رحلة الى الفضاء «القمر» استلزمت استخدام فلاتر عالية الكفاءة لحماية الحواسيب التي تحكمت في خط سير الرحلة ثم بعد ذلك استخدم مثل هذه الفلاتر في صناعة الإلكترونيات وأصبحت جزءاً لا يتجزأ منها؟».
وأوصى بتأسيس مركز أبحاث يجذب العلماء والباحثين للمساهمة في هذا المجال الحيوي الذي تم اهماله عالمياً لفترة طويلة واستعمال الدعم في أبحاث تنقية الهواء والمختبرات وأدوات القياس لاحتواء مختلف أنواع نظم تنقية الهواء وفهم مميزاتها تحت الظروف المناخية السائدة في منطقة دول منظمة التعاون الخليجي بات أمراً ضرورياً كما اننا بحاجة الى محاكاة تركيز الغبار والعوالق بالهواء في ظروف العواصف الرملية التي تحدث بشكل متكرر بالمنطقة.
وقال إن«الناس عامة يربطون بين الهواء النقي وبين غرف الجراحة والحضانة عند الولادة أو إذا كان في البيت مولود جديد، وننسى انه من الجائز جداً ان يمرض الطفل جراء زيارة أي مكان مغلق لأننا قد نركز فقط على الشكل الخارجي للمبنى، ولا نعير اهتماماً لجودة الهواء في الأماكن الداخلية».
هو
• استشاري دولي وباحث في المملكة المتحدة في تنقية الهواء.
• حاصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة تورنتو الكندية وعلى شهادة الماجستير من جامعة الكويت والدكتوراه من جامعة لفبورو في المملكة المتحدة.
دور محوري
ذكر إياد العطار ان «الهواء النقي يلعب دوراً محورياً في رفع أداء هذه التطبيقات عبر حمايتها بفلاترعالية الكفاءة منها أجهزة التكييف المركزي التي لا غنى عنها في المستشفيات والمباني والمجمعات التجارية والسكنية لتقدم بدورها هواء نقيا ذا مواصفات فنية هندسية عالية الكفاءة إضافة إلى ذلك الغرف النقية لصناعة شبه الموصلات وغرف التحكم والسيرفرات بما في ذلك تقديم هواء نقي لأبنائنا في الحضانات والمدارس والجامعات».
توليد الطاقة
قال الدكتور إياد العطار ان «مع ازدياد عدد السكان والتطور الصناعي بما يتطلبه ذلك من بنية تحتية زاد الاحتياج لتوليد الطاقة لتغذية هذه المرافق وتشغيل أجهزة التكييف المركزي وتقديم هواء نقي بارد ودافئ».