رأي قلمي

العجز عن الإيضاح...!

تصغير
تكبير
الإنسان يكون قادراً على إيجاد البدائل على مستوى التفسير وعلى مستوى الاستخدام العملي، كلما كان خياله نشطاً، وكانت قدرة عقله في التحليل والتركيب كبيرة، إلا أنه تبقى هناك عوائق تنشأ عن القصور في التكوين المعرفي، وعن أساليب استخدام المعرفة.

الإنسان في حاجة مستمرة إلى الشعور بأنه حر، وأن أمامه خيارات عديدة في معظم شؤون حياته، حتى يستطيع أن يجد بدائل وتصورات وتفسيرات متعددة تعينه على ممارسة حريته تجاه الأحداث والمواقف التي تعترض حياته.


الإنسان قد يرتبك في إيجاد تفسيرات متعددة للمشكلة أو الأزمة الواحدة أو إيجاد تفسير بديل لتفسير معتمد في حياته لكل مشكلاته وأزماته، وهذا الارتباك يعود إلى اليأس من قدرة التفسير البديل على تقديم حل عملي، فقد يخطر في بال أحدنا أن القصور في التنشئة والتربية، هو سبب الانحلال الأخلاقي في المجتمع، لكنه لا يقدم ذلك التفسير، ولا يناقشه ولا يفلسفه، لأنه يعتقد أن كل أسرة تنشئ صغارها وأطفالها على أساس أخلاقي منهجي، وأنها قادرة على أن تُصدّر للمجتمع أفراداً صالحين مصلحين ملتزمين بالقواعد الأدبية والأخلاقية التي يرتضيها ويقبلها المجتمع.

الإنسان تنقصه الخبرة الفنية التي تمكنه من تقديم تفسيرات بديلة، عندما تزيد نسبة الحوادث في بلدٍ ما، فإنه من الصعب على الناس العاديين تقديم تفسيرات بديلة، حيث إن المعرفة عامل أساسي في تكوين عقل جيد يعمل ضمن دائرة المعقول، والذي يحرم منها فإنه لا يستطيع تقديم أي تفسير، وإذا قدّم تفسيراً نظر إليه الناس على أنه تفسير تافه، كما أن ضعف الخيال سبب أساسي في عدم الحصول على تفسيرات عديدة للظاهرة الواحدة، وذلك لأن الخيال يقفز خارج نطاق الخبرة المتاحة، وهو حين يكون واسعاً يوقفنا على تفسيرات جديدة تشكل تحدياً حقيقياً للتفسير المطروح.

الإنسان لابد أن يكون عارفاً بأن التفسير بالسبب الوحيد والعامل الأوحد، لا يتوافق مع الاتجاه العام للشريعة الإسلامية، علينا النظر في الثواب المترتب على فضائل الأعمال، وفي العقاب المترتب على مرذولها لنتأكد من أن الذي يدني المسلم من الصلاح ليس عملاً واحداً، كما أن الذي يدنيه من الفسوق أيضاً ليس عملاً وحيداً، ومن هنا فإنه لا يمكن تفسير الصلاح والفسوق بعامل واحد، من هنا وجب علينا أن نحصل على قدر كبير من صفاء التفكير ودقة التصورات ورشد الأحكام حتى لا نعجز عن التفسير والتوضيح لظواهر شؤون حياتنا.

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي