دعا إلى حوار يحدد جذور الخلاف ويفضي لأرضية مشتركة تحافظ على مصالح مختلف الأطراف

إياد مدني: ما تعرضت له مقرات السعودية بإيران ينافي المواثيق الأممية

تصغير
تكبير
مشروع البيان الختامي أمام وزراء خارجية الدول الأعضاء
أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني اليوم الخميس أن ما تعرضت له المقرات الديبلوماسية السعودية في إيران ينافي الضوابط والممارسات الديبلوماسية كما أقرتها معاهدتا فيينا الديبلوماسية والقنصلية وما يرتبط بهما من مواثيق وقرارات أممية.

وشدد مدني في كلمته خلال الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة على أن التدخل في شؤون أي دولة من الدول الأعضاء من شأنه أن يخل بمقتضيات ميثاق منظمة التعاون الإسلامي الذي التزم جميع الأعضاء بكل فصوله ومبادئه.


وأكد أن «استمرار تأزم العلاقات بين بعض دولنا الأعضاء يسهم في تعميق الشروخ في الكيان السياسي الإسلامي ويكرس الاصطفافات السياسية أو المذهبية التي تبعد الدول الإسلامية عن التصدي الفعال للتحديات الحقيقية التي تهدد مصير الدول الأعضاء وشعوبها».

ولفت إلى ما حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية من عمليات «إرهابية» بشعة استهدفت عددا من الدول الأعضاء في باكستان وأفغانستان وتركيا وإندونيسيا وبوركينا فاسو وليبيا والكاميرون ومالي «وما يحدث بوتيرة لا تنقطع من قهر واضطهاد في فلسطين».

وأكد أن هذه الأحداث «تدعو الدول الإسلامية للمزيد من التنسيق والتعاون في إطار مقاربة إسلامية جماعية تنأى عن الحسابات والمزايدات الضيقة وتمكنها من استئصال آفة التطرف والإرهاب ومعالجة مسبباتها وأبعادها المختلفة بشكل جذري ومن مواجهة الممارسات العنصرية الإسرائيلية ومن الالتفات إلى تحديات ومتطلبات التنمية الاقتصادية والبناء السياسي والبحث العلمي وفتح آفاق الفعل الثقافي وبث الأمل والتفاؤل أمام الأجيال الشابة التي تشكل غالبية المجتمعات الإسلامية».

وقال «إن ما يبعث على الأسف أن واقع الانقسام الإسلامي والخلافات البينية المزمنة يؤثر سلبا على أداء منظمة التعاون الإسلامي ويضعف من قدرتها على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها ويخدش مصداقيتها أمام الرأي العام الإسلامي والدولي ويجعلها في موضع المساءلة أمام الأمة الإسلامية».

كما أكد أن الظروف الراهنة وما تشهده المنطقة الإسلامية وخصوصا منطقة الشرق الأوسط من أزمات متلاحقة ومتشابكة يستدعي التحرك بإرادة جماعية من أجل تنقية الأجواء من خلال بناء جسور التفاهم واستعادة الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء بما يخدم مصالحها ويسهم في تحسين واقع شعوبها وبناء مستقبلها.

وأضاف «لعل الطريق إلى تحقيق هذا المبتغى يمر عبر استجماع إرادة سياسية حقيقية والانخراط بروح الصدق والمصارحة في حوار يحدد جذور الخلاف والتوتر ليفضي إلى إيجاد أرضية مشتركة تحافظ على مصالح مختلف الأطراف وتجنبها الدخول في نزاعات تهدر طاقاتها وتحرف مسار تنمي مجتمعاتها».

وأعرب مدني في ختام كلمته عن أمله بأن «تنبعث من هذا الاجتماع روح من التفاؤل بمستقبل إسلامي يتسم بأمن واستقرار دوله وتمتين علاقاتها مع نظيراتها الإسلامية وتوطيدها بما يحقق مصالح شعوب الدول الإسلامية جمعاء».

إلى ذلك رفع كبار الموظفين في منظمة التعاون الإسلامي مشروع البيان الختامي إلى الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية للمنظمة الذي سيبدأ أعماله في وقت لاحق اليوم الخميس.

وترأس اجتماع كبار الموظفين التحضيري مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون مجلس التعاون لدول الخليج العربية السفير ناصر المزين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي