وزير خارجية قطر: قرار رئيس «القوات» بترشيح عون حكيم وراعى مصلحة البلاد
بري: الاتفاق بين عون وجعجع ليس كافياً لانتخاب رئيس
باسيل مستقبلاً المسؤول الأممي عن شؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيروت أمس (أ ب)
الحريري: نرحب بالمصالحة لكن الترشيح أمر وإيصال عون للرئاسة أمر آخر
«الاتفاق بين عون وجعجع ليس كافياً لانتخاب رئيس الجمهورية»، عبارة اختصر فيها رئيس البرلمان نبيه بري أمس، مرحلة ما بعد الإعلان المدوّي لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الإثنين، عن انسحابه من السباق الرئاسي وترشيح خصمه التاريخي، مسيحياً، زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، إلى الكرسي الأوّل الشاغر منذ 25 مايو 2014.
واكتسب كلام بري أهميته في ظلّ غرق المشهد السياسي اللبناني في محاولة تلقُّف اي إشارة يمكن ان ترسم سياقاً واضحاً للأيام الـ 19 التي ما زالت تفصل البلاد عن موعد الجلسة 35 لانتخاب رئيس للجمهورية المحدَّدة في 8 فبراير المقبل، واذا كان هذا التاريخ سيشكّل محطة الوصول للقطار الرئاسي، ام انه سيمدّد الفراغ بما يكرّس ربْطه بالسكة الاقليمية ومساراتها الصِدامية المتشابكة.
وبدا من المبكّر أمس، الحسم اذا ما كان كلام رئيس البرلمان يعكس مقاربة متريّثة من «حزب الله» لعملية خلط الأوراق التي شكّلها ترشيح جعجع لعون، الذي طالما اختبأ الحزب خلف تأييده، لتبرير عدم الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، وذلك في إطار رغبته في ضبْط هذا الاستحقاق على التوقيت الاقليمي وعلى دفتر شروطه الداخلي، الذي يرتكز على الرغبة في تعديل قواعد اللعبة، عبر نمط جديد للحكم، يرسي توازنات جديدة للكيانات الطائفية. وهذا ما كان حصل تحديداً بعدما طرح زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري اسم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، فأسقط «حزب الله» هذا الخيار تحت عنوان «لا نستطيع أن نتخلّى عن التزامنا مع العماد عون أمام أي مبادرة جديدة» رغم أن فرنجية وثيق الصلة بالحزب ولصيق بالرئيس السوري بشار الأسد.
وترى دوائر سياسية لبنانية عبر «الراي» أن «استخدام جعجع خرطوشة ترشيح عون جعلت الأخير المرشح المسيحي الاول، لكنها لم تكرّسه رئيساً، في ظلّ اصطدام وصوله الى قصر بعبداً بعقبتين معلنتين متداخلتيْن، هما تمسّك فرنجية بترشيحه ورفْضه الانسحاب له، ووقوف تيار المستقبل مع زعيم المردة والاصرار على دعمه تحت عنوان انه من الأقوياء الاربعة الذين كرّستهم الكنيسة المارونية المرشحين المسيحيين الأكثر تمثيلاً (الى جانب عون وجعجع والرئيس امين الجميل) وان الانتخابات الرئاسية استحقاق وطني وليس مسيحياً فقط، وان البرلمان يبقى الوعاء الديموقراطي لحسْمه بالانتخاب وليس بفرْض مرشّح».
وبحسب هذه الدوائر، فإن «تبنّي رئيس القوات خيار زعيم التيار الحر، من شأنه ان يكشف حقيقة نيّات حزب الله حيال عون كما إزاء مجمل الاستحقاق الرئاسي، فإما سيجد نفسه محرجاً امام الجنرال فيسلّم بلبْننة الانتخابات، محاوِلاً تحصيل ما أمكن من شروطه، وإما أن يستفيد من استمرار فرنجية بترشيحه فلا يضغط عليه لينسحب ولا على بري لانتخاب عون، ما يجعل زعيم»المردة»، وعلى الورق، صاحب الأكثرية العددية للفوز بالرئاسة في حال تنافس مع عون في جلسة انتخاب، في ظل تأييده من المستقبل ومن النائب وليد جنبلاط (حتى الساعة) والرئيس بري ومستقلّين. وفي هذه الحال سيتكفّل عون تمديد حال الانتظار الرئاسي، إذ لن يشارك في جلسة لا يضمن انتخابه فيها، والحزب سيسير مجدداً خلفه».
وفي ظل هذا الواقع، يرتسم سباق بين محاولات معارضي وصول عون الى الرئاسة تعزيز جبهة الرفض، على اعتبار أن هذا الأمر يوازي تسليم لبنان الى ايران، كما يقولون، وبين سلسلة تحرّكات واتصالات لعون على خط محاولة استثمار ترشيح جعجع له «على الحامي» للدفع نحو توفير النصاب الوطني والعددي له في البرلمان.
وفيما كان مَن التقوا الحريري في الرياض في الساعات الماضية ينقلون عنه: «نرحّب بالمصالحة (بين القوات والتيار الحر) ولا مشكلة معها، لكن الترشيح أمر وإيصال عون للرئاسة أمر آخر»، تقدّم عون وجعجع المشهد الإعلامي بإطلالتين لتسويق تفاهمهما، الأولى لزعيم «التيار الحر» الذي ظهر ليل أول من أمس، عبر شاشته «أو تي في»، ساعياً الى طمأنة خصومه، ومتحدثاً بنبرة تصالحية عن مجريات ترشيحه، كما عن علاقته بالنائب فرنجية، الذي وصفه بانه بمثابة «ابني»، موضحاً انه عمل وجعجع على مسألة ترشيحه «منذ سنة لتطوير الثقة بيننا وقبل ان يقوم الحريري بترشيح فرنجية وبحثنا أيضاً في طرح شخص ثالث لكننا لم نجده وقمنا بحسم الموضوع بترشيحي للرئاسة». وأضاف ان جعجع «كان مستعجلاً اكثر مني»، متوقّعاً ان تكون العلاقة بينهما «بناءة وايجابية ومستقرة»، ومذكّراً بأن الجميع كانوا يطالبون المسيحيين بالاتفاق.
أما رئيس «القوات» فأطل أمس، في مقابلة، تحدّث فيها عن الأسباب الموجبة لمبادرته إلى ترشيح عون وتداعياتها على قوى «14 آذار» وعن مستقبل علاقته بحليفه الحريري والسعودية، التي ذكرت تقارير انها تتحفّظ على خيار عون، وذلك على وقْع موقف بارز لوزير الخارجية القطري خالد العطية، الذي وصف قرار جعجع بترشيح عون للرئاسة بأنه «حكيم»، مؤكداً أن «جعجع أخذ في الاعتبار مصلحة لبنان».
وفي موازاة ذلك، واصل صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل، جولته على الأطراف السياسيين، وكانت محطة مهمة في مقر «حزب الكتائب» اللبنانية، قبيل اجتماع الحزب عصراً، لتحديد الموقف من ترشيح زعيم «التيار الحر»، وسط اشارات سلبية اولية، كانت برزت حيال إمكان التحاق «الكتائب» بتفاهم الثنائي «القوات» - «التيار الحر»، وهو ما سيعني توافقاً مسيحياً ناقصاً،لا سيما في ضوء مواقف لشخصيات مسيحية مستقلة عبّرت عن تأييدها مصالحة عون - جعجع، مع تأكيدها انه بين عون وفرنجية ستصوّت للأخير، على غرار ما اعلن الوزير والنائب بطرس حرب.
وفي هذه الأثناء، ووسط ترقّب لما إذا كان باسيل سيزور النائب فرنجية، تتجه الانظار الى الاجتماع الذي تعقده كتلة النائب وليد جنبلاط اليوم، لتحديد الموقف من ترشيح جعجع لعون، علماً ان وزير الصحة وائل ابو فاعور كان زار الرياض موفداً من الزعيم الدرزي، حيث التقى الحريري وبحث معه في الخطوة التالية بعد مبادرة رئيس «القوات». علماً أن أوساطاً سياسية بدأت تحذّر من تظهير صورة انقسام طائفي حيال الملف الرئاسي بحيث تقف الأطراف الاسلامية الوازنة مع فرنجية والقوى المسيحية الرئيسية خلف عون.
واكتسب كلام بري أهميته في ظلّ غرق المشهد السياسي اللبناني في محاولة تلقُّف اي إشارة يمكن ان ترسم سياقاً واضحاً للأيام الـ 19 التي ما زالت تفصل البلاد عن موعد الجلسة 35 لانتخاب رئيس للجمهورية المحدَّدة في 8 فبراير المقبل، واذا كان هذا التاريخ سيشكّل محطة الوصول للقطار الرئاسي، ام انه سيمدّد الفراغ بما يكرّس ربْطه بالسكة الاقليمية ومساراتها الصِدامية المتشابكة.
وبدا من المبكّر أمس، الحسم اذا ما كان كلام رئيس البرلمان يعكس مقاربة متريّثة من «حزب الله» لعملية خلط الأوراق التي شكّلها ترشيح جعجع لعون، الذي طالما اختبأ الحزب خلف تأييده، لتبرير عدم الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، وذلك في إطار رغبته في ضبْط هذا الاستحقاق على التوقيت الاقليمي وعلى دفتر شروطه الداخلي، الذي يرتكز على الرغبة في تعديل قواعد اللعبة، عبر نمط جديد للحكم، يرسي توازنات جديدة للكيانات الطائفية. وهذا ما كان حصل تحديداً بعدما طرح زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري اسم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، فأسقط «حزب الله» هذا الخيار تحت عنوان «لا نستطيع أن نتخلّى عن التزامنا مع العماد عون أمام أي مبادرة جديدة» رغم أن فرنجية وثيق الصلة بالحزب ولصيق بالرئيس السوري بشار الأسد.
وترى دوائر سياسية لبنانية عبر «الراي» أن «استخدام جعجع خرطوشة ترشيح عون جعلت الأخير المرشح المسيحي الاول، لكنها لم تكرّسه رئيساً، في ظلّ اصطدام وصوله الى قصر بعبداً بعقبتين معلنتين متداخلتيْن، هما تمسّك فرنجية بترشيحه ورفْضه الانسحاب له، ووقوف تيار المستقبل مع زعيم المردة والاصرار على دعمه تحت عنوان انه من الأقوياء الاربعة الذين كرّستهم الكنيسة المارونية المرشحين المسيحيين الأكثر تمثيلاً (الى جانب عون وجعجع والرئيس امين الجميل) وان الانتخابات الرئاسية استحقاق وطني وليس مسيحياً فقط، وان البرلمان يبقى الوعاء الديموقراطي لحسْمه بالانتخاب وليس بفرْض مرشّح».
وبحسب هذه الدوائر، فإن «تبنّي رئيس القوات خيار زعيم التيار الحر، من شأنه ان يكشف حقيقة نيّات حزب الله حيال عون كما إزاء مجمل الاستحقاق الرئاسي، فإما سيجد نفسه محرجاً امام الجنرال فيسلّم بلبْننة الانتخابات، محاوِلاً تحصيل ما أمكن من شروطه، وإما أن يستفيد من استمرار فرنجية بترشيحه فلا يضغط عليه لينسحب ولا على بري لانتخاب عون، ما يجعل زعيم»المردة»، وعلى الورق، صاحب الأكثرية العددية للفوز بالرئاسة في حال تنافس مع عون في جلسة انتخاب، في ظل تأييده من المستقبل ومن النائب وليد جنبلاط (حتى الساعة) والرئيس بري ومستقلّين. وفي هذه الحال سيتكفّل عون تمديد حال الانتظار الرئاسي، إذ لن يشارك في جلسة لا يضمن انتخابه فيها، والحزب سيسير مجدداً خلفه».
وفي ظل هذا الواقع، يرتسم سباق بين محاولات معارضي وصول عون الى الرئاسة تعزيز جبهة الرفض، على اعتبار أن هذا الأمر يوازي تسليم لبنان الى ايران، كما يقولون، وبين سلسلة تحرّكات واتصالات لعون على خط محاولة استثمار ترشيح جعجع له «على الحامي» للدفع نحو توفير النصاب الوطني والعددي له في البرلمان.
وفيما كان مَن التقوا الحريري في الرياض في الساعات الماضية ينقلون عنه: «نرحّب بالمصالحة (بين القوات والتيار الحر) ولا مشكلة معها، لكن الترشيح أمر وإيصال عون للرئاسة أمر آخر»، تقدّم عون وجعجع المشهد الإعلامي بإطلالتين لتسويق تفاهمهما، الأولى لزعيم «التيار الحر» الذي ظهر ليل أول من أمس، عبر شاشته «أو تي في»، ساعياً الى طمأنة خصومه، ومتحدثاً بنبرة تصالحية عن مجريات ترشيحه، كما عن علاقته بالنائب فرنجية، الذي وصفه بانه بمثابة «ابني»، موضحاً انه عمل وجعجع على مسألة ترشيحه «منذ سنة لتطوير الثقة بيننا وقبل ان يقوم الحريري بترشيح فرنجية وبحثنا أيضاً في طرح شخص ثالث لكننا لم نجده وقمنا بحسم الموضوع بترشيحي للرئاسة». وأضاف ان جعجع «كان مستعجلاً اكثر مني»، متوقّعاً ان تكون العلاقة بينهما «بناءة وايجابية ومستقرة»، ومذكّراً بأن الجميع كانوا يطالبون المسيحيين بالاتفاق.
أما رئيس «القوات» فأطل أمس، في مقابلة، تحدّث فيها عن الأسباب الموجبة لمبادرته إلى ترشيح عون وتداعياتها على قوى «14 آذار» وعن مستقبل علاقته بحليفه الحريري والسعودية، التي ذكرت تقارير انها تتحفّظ على خيار عون، وذلك على وقْع موقف بارز لوزير الخارجية القطري خالد العطية، الذي وصف قرار جعجع بترشيح عون للرئاسة بأنه «حكيم»، مؤكداً أن «جعجع أخذ في الاعتبار مصلحة لبنان».
وفي موازاة ذلك، واصل صهر عون وزير الخارجية جبران باسيل، جولته على الأطراف السياسيين، وكانت محطة مهمة في مقر «حزب الكتائب» اللبنانية، قبيل اجتماع الحزب عصراً، لتحديد الموقف من ترشيح زعيم «التيار الحر»، وسط اشارات سلبية اولية، كانت برزت حيال إمكان التحاق «الكتائب» بتفاهم الثنائي «القوات» - «التيار الحر»، وهو ما سيعني توافقاً مسيحياً ناقصاً،لا سيما في ضوء مواقف لشخصيات مسيحية مستقلة عبّرت عن تأييدها مصالحة عون - جعجع، مع تأكيدها انه بين عون وفرنجية ستصوّت للأخير، على غرار ما اعلن الوزير والنائب بطرس حرب.
وفي هذه الأثناء، ووسط ترقّب لما إذا كان باسيل سيزور النائب فرنجية، تتجه الانظار الى الاجتماع الذي تعقده كتلة النائب وليد جنبلاط اليوم، لتحديد الموقف من ترشيح جعجع لعون، علماً ان وزير الصحة وائل ابو فاعور كان زار الرياض موفداً من الزعيم الدرزي، حيث التقى الحريري وبحث معه في الخطوة التالية بعد مبادرة رئيس «القوات». علماً أن أوساطاً سياسية بدأت تحذّر من تظهير صورة انقسام طائفي حيال الملف الرئاسي بحيث تقف الأطراف الاسلامية الوازنة مع فرنجية والقوى المسيحية الرئيسية خلف عون.