المعارضة تحيي اليوم وقفات احتجاجية في العالم ضد سياسة الحصار
مجلس الأمن يبحث الجوع في سورية و«يونيسيف» تؤكد وجود سوء تغذية في مضايا
سوريون ينتظرون قافلة مساعدات في بلدة مضايا بريف دمشق (أ ب)
«ولك والله جوعانين... جوعانين»، تصرخ الطفلة السورية ابنة السبع سنوات بما بقي لها من قوة، امام كاميرات الصحافيين وتتساقط الدموع على خديها في وجهٍ حفر الجوع علاماته عليه فكاد يشبه وجه عجوز.
صرخات أطفال مضايا وأهلها لم تلقَ صدى إلا بعدما صارت صور هذه البلدة السورية التي «تموت من الجوع» حديث العالم وصولاً الى الاستنفار المتأخر لمجلس الأمن ومواكبة الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون دخول القافلة الثانية من المساعدات الى مضايا المحاصَرة منذ أشهر بإعلانه أن حصار المدن السورية بهدف تجويعها يُشكل «جريمة حرب»، مشدداً على أن النظام السوري والمعارضة المسلحة «يتحملان مسؤولية هذا الأمر وفظائع أخرى تحظرها القوانين الإنسانية الدولية».
وعقد مجلس الأمن بطلب من باريس ولندن وواشنطن جلسة أمس للمطالبة برفع الحصار عن مناطق سورية عدة بينها مضايا التي يعيش فيها نحو 45 الف نسمة، وسط استبعاد صدور اي قرار او بيان مشترك رسمي بفعل استمرار الانقسام بين الدول الـ15 الأعضاء حول الملف السوري.
وفيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) امس أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في مضايا، كاشفة أن «العاملين بها شهدوا وفاة فتى في السادسة عشرة من عمره كان يعاني سوء تغذية حادا»، كانت اللمسات الأخيرة توضع في مناطق عدة في العالم على «اليوم العالمي لرفع حصار الجوع عن سورية» والذي لا يهدد مضايا فقط ولا يفتك باليرموك وحده وانما يهدد مناطق عدة لاسيما في ريف حمص وحلب وادلب ودير الزور ودوما والغوطة الشرقية وغيرها.
واختار عدد من الناشطين السياسيين والاعلاميين ومنظمات حقوقية اليوم لإحياء هذه الوقفة التضامنية بهدف تشكيل رأي عام دولي للضغط على المعنيين لوقف سياسة النظام السوري في الحصار والتجويع.
وفي هذا الاطار أوضح الناشط عمار قساونة لـ «الراي» ان «النظام السوري يستخدم اسلوب التجويع وهذا ضد مبادئ حقوق الانسان المقرة دولياً في الامم المتحدة ولذلك لا بد من مواجهة هذا الاسلوب ومعاقبة مَن يقوم به ولا بد من تنفيذ سياسة دولية تضمن حماية المدنيين اثناء الحرب».
وشدد على ان «الحملة هي لكسر الحصار عن سورية وستنفذ في الوقت نفسه وقفات عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت في مدن عالمية عدة وقد تمت دعوة الجميع الى المشاركة في هذه الاعتصامات والتظاهرات تحت عنوان رفع الحصار عن المدن السورية، وسنكون يدا واحدة ضد الظلم والطغيان الاسدي».
واشار الى ان «الاعتصامات ستتزامن مع اعتصامات يجري التحضير لها في الداخل السوري لا سيما في حلب وحمص ودرعا وداريا ومعضمية الشام وغيرها وقد تم الاتفاق على رفع علم الثورة وشعار واحد وهو كسر حصار الجوع».
ومن لبنان قالت الصحافية كارول معلوف، صاحبة الفكرة، لـ «الراي»: «اتصلتُ بإحدى الناشطات السوريات في طرابلس مهى الاتاسي وتداولتُ معها بالفكرة وقد اجرينا اتصالات مع عدد من الناشطين وتواصلنا معهم في لبنان وسورية ومصر وغيرها حتى وصل فريق العمل خلال 48 ساعة فقط الى مئتين".
وأكدت رفض «جمع الاموال» لان الهدف من الحملة «إيجاد رأي عام وقوة ضاغطة من الشعوب على السياسيين وعلى المجتمع الدولي والامم المتحدة لعدم استخدام سياسة التجويع والارض المحروقة».
وقالت انه «في لبنان سيكون هناك تجمعات في بيروت وطرابلس والبقاع وفي 5 مدن تركية اسطنبول وغازي عنتاب واورفا والريحانية وانطاكيا، وفي السويد سيكون هناك تجمعان في بودن ومالمو، اما في المانيا فسيتم التجمع في برلين وهناك تجمعان في باريس وآخر في هولند وكذلك في بريطانيا وواشنطن، وهناك اتصالات بنا من المغرب ومصر اذ تجري محاولات لكسر قرارات متخذة لا تسمح بتجمعات للسوريين في البلدان العربية. وكذلك تلقينا دعماً من غزة».
ويوضح علي، وهو أحد الناشطين في الداخل السوري ضمن الحملة، لـ «الراي» ان «المطالب التي سترفع الى الامين العام للامم المتحدة في مذكرة تم اعدادها لهذه الغاية ستركز على ضرورة فك حصار الجوع الذي يفرضه بشار الاسد وحزب الله على جميع المدن السورية واصدار قرار ملزم بتنفيذ قرار مجلس الامن الذي صدر العام 2014 ونص على ايصال المساعدات الانسانية الى سورية وتحميل النظام مسؤولية انتهاكات حقوق الانسان وموتى الجوع وارسال لجنة تحقيق الى المناطق التي حاصرها النظام لجمع الادلة والتحقيق بالجرائم والانتهاكات التي حصلت هناك وتأمين ممرات آمنة دائمة لادخال الطعام والادوية لجميع المدن السورية وازالة الالغام التي زرعها النظام في محيط المدن التي يحاصرها والسماح للمدنيين بالخروج من دون التعرض».
الجيش الروسي يعلن عن «عمليات إنسانية» في سورية
موسكو - أ ف ب - اعلنت قيادة اركان الجيش الروسي امس بدء تنفيذ «عمليات انسانية» في سورية لمساعدة المدنيين في البلدات التي استعادتها القوات الموالية للنظام السوري من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
وقال قائد العمليات في قيادة الاركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي: «تمت استعادة 217 بلدة من تنظيم الدولة الاسلامية».
واضاف خلال اجتماع نقله التلفزيون: «السكان يعودون تدريجيا الى هذه البلدات (لهذا) فان المهمة الجديدة للقوات الجوية الروسية في سورية هي القيام بعمليات انسانية». وتابع: «بشكل عام المساعدات الانسانية مخصصة للمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين حيث يستولي المتطرفون على قسم كبير منها».
وقال ان «القسم الاكبر من المساعدات يتم ارساله حاليا الى دير الزور"، مضيفا ان طائرة عسكرية من طراز «اليوشين-76» تابعة للجيش السوري اوصلت 22 طنا من المساعدات الانسانية سيتم توزيعها.
واكد رودسكوي «لن نتوقف وسنقدم كل مساعدة ممكنة للشعب السوري عندما سيحين موعد تحرير البلاد من المتطرفين واعادة بناء حياة سلمية».
صرخات أطفال مضايا وأهلها لم تلقَ صدى إلا بعدما صارت صور هذه البلدة السورية التي «تموت من الجوع» حديث العالم وصولاً الى الاستنفار المتأخر لمجلس الأمن ومواكبة الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون دخول القافلة الثانية من المساعدات الى مضايا المحاصَرة منذ أشهر بإعلانه أن حصار المدن السورية بهدف تجويعها يُشكل «جريمة حرب»، مشدداً على أن النظام السوري والمعارضة المسلحة «يتحملان مسؤولية هذا الأمر وفظائع أخرى تحظرها القوانين الإنسانية الدولية».
وعقد مجلس الأمن بطلب من باريس ولندن وواشنطن جلسة أمس للمطالبة برفع الحصار عن مناطق سورية عدة بينها مضايا التي يعيش فيها نحو 45 الف نسمة، وسط استبعاد صدور اي قرار او بيان مشترك رسمي بفعل استمرار الانقسام بين الدول الـ15 الأعضاء حول الملف السوري.
وفيما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) امس أنها رصدت حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في مضايا، كاشفة أن «العاملين بها شهدوا وفاة فتى في السادسة عشرة من عمره كان يعاني سوء تغذية حادا»، كانت اللمسات الأخيرة توضع في مناطق عدة في العالم على «اليوم العالمي لرفع حصار الجوع عن سورية» والذي لا يهدد مضايا فقط ولا يفتك باليرموك وحده وانما يهدد مناطق عدة لاسيما في ريف حمص وحلب وادلب ودير الزور ودوما والغوطة الشرقية وغيرها.
واختار عدد من الناشطين السياسيين والاعلاميين ومنظمات حقوقية اليوم لإحياء هذه الوقفة التضامنية بهدف تشكيل رأي عام دولي للضغط على المعنيين لوقف سياسة النظام السوري في الحصار والتجويع.
وفي هذا الاطار أوضح الناشط عمار قساونة لـ «الراي» ان «النظام السوري يستخدم اسلوب التجويع وهذا ضد مبادئ حقوق الانسان المقرة دولياً في الامم المتحدة ولذلك لا بد من مواجهة هذا الاسلوب ومعاقبة مَن يقوم به ولا بد من تنفيذ سياسة دولية تضمن حماية المدنيين اثناء الحرب».
وشدد على ان «الحملة هي لكسر الحصار عن سورية وستنفذ في الوقت نفسه وقفات عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت في مدن عالمية عدة وقد تمت دعوة الجميع الى المشاركة في هذه الاعتصامات والتظاهرات تحت عنوان رفع الحصار عن المدن السورية، وسنكون يدا واحدة ضد الظلم والطغيان الاسدي».
واشار الى ان «الاعتصامات ستتزامن مع اعتصامات يجري التحضير لها في الداخل السوري لا سيما في حلب وحمص ودرعا وداريا ومعضمية الشام وغيرها وقد تم الاتفاق على رفع علم الثورة وشعار واحد وهو كسر حصار الجوع».
ومن لبنان قالت الصحافية كارول معلوف، صاحبة الفكرة، لـ «الراي»: «اتصلتُ بإحدى الناشطات السوريات في طرابلس مهى الاتاسي وتداولتُ معها بالفكرة وقد اجرينا اتصالات مع عدد من الناشطين وتواصلنا معهم في لبنان وسورية ومصر وغيرها حتى وصل فريق العمل خلال 48 ساعة فقط الى مئتين".
وأكدت رفض «جمع الاموال» لان الهدف من الحملة «إيجاد رأي عام وقوة ضاغطة من الشعوب على السياسيين وعلى المجتمع الدولي والامم المتحدة لعدم استخدام سياسة التجويع والارض المحروقة».
وقالت انه «في لبنان سيكون هناك تجمعات في بيروت وطرابلس والبقاع وفي 5 مدن تركية اسطنبول وغازي عنتاب واورفا والريحانية وانطاكيا، وفي السويد سيكون هناك تجمعان في بودن ومالمو، اما في المانيا فسيتم التجمع في برلين وهناك تجمعان في باريس وآخر في هولند وكذلك في بريطانيا وواشنطن، وهناك اتصالات بنا من المغرب ومصر اذ تجري محاولات لكسر قرارات متخذة لا تسمح بتجمعات للسوريين في البلدان العربية. وكذلك تلقينا دعماً من غزة».
ويوضح علي، وهو أحد الناشطين في الداخل السوري ضمن الحملة، لـ «الراي» ان «المطالب التي سترفع الى الامين العام للامم المتحدة في مذكرة تم اعدادها لهذه الغاية ستركز على ضرورة فك حصار الجوع الذي يفرضه بشار الاسد وحزب الله على جميع المدن السورية واصدار قرار ملزم بتنفيذ قرار مجلس الامن الذي صدر العام 2014 ونص على ايصال المساعدات الانسانية الى سورية وتحميل النظام مسؤولية انتهاكات حقوق الانسان وموتى الجوع وارسال لجنة تحقيق الى المناطق التي حاصرها النظام لجمع الادلة والتحقيق بالجرائم والانتهاكات التي حصلت هناك وتأمين ممرات آمنة دائمة لادخال الطعام والادوية لجميع المدن السورية وازالة الالغام التي زرعها النظام في محيط المدن التي يحاصرها والسماح للمدنيين بالخروج من دون التعرض».
الجيش الروسي يعلن عن «عمليات إنسانية» في سورية
موسكو - أ ف ب - اعلنت قيادة اركان الجيش الروسي امس بدء تنفيذ «عمليات انسانية» في سورية لمساعدة المدنيين في البلدات التي استعادتها القوات الموالية للنظام السوري من تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).
وقال قائد العمليات في قيادة الاركان الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي: «تمت استعادة 217 بلدة من تنظيم الدولة الاسلامية».
واضاف خلال اجتماع نقله التلفزيون: «السكان يعودون تدريجيا الى هذه البلدات (لهذا) فان المهمة الجديدة للقوات الجوية الروسية في سورية هي القيام بعمليات انسانية». وتابع: «بشكل عام المساعدات الانسانية مخصصة للمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين حيث يستولي المتطرفون على قسم كبير منها».
وقال ان «القسم الاكبر من المساعدات يتم ارساله حاليا الى دير الزور"، مضيفا ان طائرة عسكرية من طراز «اليوشين-76» تابعة للجيش السوري اوصلت 22 طنا من المساعدات الانسانية سيتم توزيعها.
واكد رودسكوي «لن نتوقف وسنقدم كل مساعدة ممكنة للشعب السوري عندما سيحين موعد تحرير البلاد من المتطرفين واعادة بناء حياة سلمية».