الملك سلمان استقبل سليمان

لبنان يحتوي بـ «الحوار» مفاعيل «العاصفة» السعودية - الإيرانية

u062eu0627u062fu0645 u0627u0644u062du0631u0645u064au0646 u0645u0633u062au0642u0628u0644u0627u064b u0627u0644u0631u0626u064au0633 u0627u0644u0644u0628u0646u0627u0646u064a u0627u0644u0633u0627u0628u0642
خادم الحرمين مستقبلاً الرئيس اللبناني السابق
تصغير
تكبير
يستعيد الواقع السياسي الداخلي في لبنان هذا الأسبوع بعض ملامح التهدئة، بما سيتيح عقْد جولة الحوار الوطني النيابي ظهر اليوم في مقر رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة، ومن ثم جولة الحوار الأخرى بين «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) و«حزب الله» مساءً.

واذا كانت المعطيات المتوافرة عن هاتين الجولتين من الحوار تؤكد عدم تَوقُّع نتائج ملموسة ايجابية في الملف الرئاسي تحديداً، فان مصادر سياسية بارزة أكدت لـ «الراي» امس ان ثمة ما يشجّع على نتائج معقولة في ملف تفعيل العمل الحكومي من جهة والمضيّ مجدداً في التهدئة السياسية والإعلامية من جهة أخرى، نظراً الى ان الجميع عادوا الى الاقتناع والتصرف بهدي معطياتٍ تشير الى ان الأولويات السياسية الكبرى ومن أبرزها ملف الاستحقاق الرئاسي سيغرق في مرحلة ضياع وقت اضافية لن تكون قصيرة.


وتبعاً لذلك، أَبرزت الأيام الأخيرة ورغم الصخب الإعلامي ان فريقيْ الحوار السني - الشيعي اي تيار «المستقبل» و«حزب الله» لم يتخذا قرارات من شأنها ان تطيح بالحوار الجاري بينهما، بما يعني ان الغطاء الاقليمي لهذا الحوار لم يسقط ايضاً مع الجولة المحتدمة للغاية بين السعودية وإيران منذ أكثر من أسبوعين.

واذا كان هذا الحوار لن يصل الى اي نتائج مغايرة للمراحل السابقة التي بدا فيها الحوار الثنائي ضرورةً لمنع الانجراف الى متاهة الفتنة المذهبية، فإن الأوساط نفسها تؤكد ان عودة الفريقيْن اليوم الى الحوار ستعيد ترسيخ هذه المعادلة بما يبقي جولات الحوار ضمن اطار النأي بلبنان عن التوترات المذهبية من دون التوغل في نتائج سياسية متقدمة كتلك التي يفرضها تحدي الاستحقاق الرئاسي مثلاً.

ولكن الأوساط دعت في هذا السياق الى رصْد موقف «حزب الله» من الحوار والملف الرئاسي في جولتيْ الحوار النيابي الموسّع وحواره الثنائي مع «المستقبل» في ظل ما وصفته الاوساط «اللكمة الحادة» التي تلقّتها ايران عربياً وخليجياً في اليوميْن الأخيريْن.

وتقول هذه الأوساط إن الواقع اللبناني لن يكون في منأى عن تداعيات الاجتماعيْن المتعاقبيْن لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت ومن ثم وزراء الدول العربية امس واللذين أظهرا مستوى التعبئة الواسعة التي نجحتْ في تنظيمها السعودية في مواجهة ايران. وأشارت الى ان النتائج التي أفضى اليها الاجتماعان أعادت إحكام الحصار المعنوي والسياسي وبعض الحصار الديبلوماسي على ايران، وهو الأمر الذي سيضع «حزب الله» أمام الإقرار، ولو ضمناً، بتراجع كبير في الدور الايراني تحت وطأة عوامل عدة.

واضافت الأوساط عيْنها ان «حزب الله» لا يمكنه ان يمضي في التصعيد ضدّ الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» وقوى 14 آذار فيما هو محاصَر بنتائج تطورات اقليمية أغلبها كان سلبياً حياله.

وتتوقع الأوساط في ظل ذلك ان يخفف «حزب الله» غلواء التوترات الاعلامية والسياسية مع «تيار المستقبل» وان يُبقي في الوقت نفسه ورقة الانتخابات الرئاسية طيّ التجميد حتى إشعار آخر.

وكان لافتاً امس موقفان، الأول لرئيس «كتلة المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة الذي حسم «ان تيار المستقبل سيعاود الحوار مع حزب الله في جلسة الاثنين وان الأمور التي سمعناها أخيراً وسببت تشنجاً وتوتراً ستكون مادة للبحث»، مؤكداً «ان الأفكار المتعلقة بمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية (ترشيح النائب سليمان فرنجية) ما زالت موجودة على الطاولة ولم تسحب ولكن اتت ظروف اخذت هذا الأمر بعيداً عن الاهتمام».

اما الموقف الثاني فلوزير «حزب الله» (لشؤون مجلس النواب) محمد فنيش الذي اعتبر أن «الحوار في بلد كلبنان يتمتع بالحرية والتنوع هو الإمكانية الوحيدة لتنظيم الخلافات، فإذا شاء البعض أن يستمرّ به فأهلاً وسهلاً، وإذا لم يشاؤوا، فهذا يعني أنهم هم مَن الذين يتراجعون ويصدرون المواقف ضد الحوار».

وفي غمرة هذا المناخ السياسي، كانت المفاجأة لبنانياً امس من السعودية حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة الرئيس السابق ميشال سليمان وجرى بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية والدولية.

وخلال اللقاء شدد سليمان «على الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في مكافحة الارهاب والعمل الدؤوب على تجفيف منابعه»، شاكراً لها «دعمها الدائم للمؤسسات الدستورية والأمنية في لبنان، لاسيما الجيش اللبناني، صاحب التجربة الفضلى في محاربة الارهاب»، معتبراً «ان سياسة الحوار والتروي وعدم التدخل في شؤون الدول هي أفضل الحلول لإرساء السلام بين المجتمعات والدول كافة»، مستنكراً الاعتداء على سفارة المملكة في طهران ومشهد.

كذلك شكر سليمان المملكة على «دعمها الدائم لتحييد لبنان عن صراعات المحاور من خلال تأييدها إعلان بعبدا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي