No Script

ولي رأي

لا تتخلّوا عن القلعة الصفراء

تصغير
تكبير
يتردد كل يومٍ على مباني وملاعب وصالات وحوض السباحة في نادي القادسية ما لا يقل عن ألفي مواطن، بين لاعب ومدرب وإداري، يمارسون أكثر من 20 لعبة رياضية منذ سنوات طويلة، ويقدمون للمنتخبات الكويتية مواهب ولاعبين عديدين في جميع الألعاب، وقادة يُشرفون على المنتخبات ومجالس الإدارات للألعاب المختلفة.

ومن يتابع أخبار نادي القادسية الرياضي هذه الأيام يحزن لما يسمع، فالنادي يمر بأزمة قد تؤدي به إلى الإفلاس والإغلاق، ومن وجهة نظري فإن ما يحدث يرجع لسببين لا ثالث لهما، الأول: تخلي قطبي قيادة القادسية الشيخ طلال الفهد، الذي تفرغ لإدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، فخسره نادي القادسية، ولم تستفد منه الكرة الكويتية، لأسباب عدة ليس المجال لنقاشها، والسيد فواز الحساوي، الذي تفرّغ لناديه الإنجليزي، وقد شغل مكانيهما اثنان من أبناء الأسرة، تبوآ المنصب وراثياً، ولم يسعفهما الوقت لاكتساب الخبرة والكفاءة المطلوبة لإدارة نادٍ بحجم القادسية، فالأزمة التي تعصف بالنادي تحتاج إلى من يحملون مواصفات خاصة، ولم يبقَ في إدارة نادي القادسية إلا نوعان من الأعضاء، نوع قدّم ما عنده، ولم يتبقَ لديه شيء ليقدمه، ولكن يعزّ عليه ترك ناديه وهو في هذه الحالة، ونوع آخر تنقصه الخبرة والتجربة، وليس الوقت الآن وقت تعلم.


أما السبب الثاني فهو إصرار الجهات الحكومية المشرفة على الرياضة الكويتية على إدخال نادي القادسية لبيت الطاعة الحكومي، لقطع التمويل عنه، وعرقلة الإصلاح في ملاعبه، وحث داعمي النادي مادياً بالتخلي عنه، ما لم يقبل بشروط الدولة، فنادي القادسية هو زعيم ما يسمى مجموعة تكتل الأندية، المتهمة بالتسبب في الإيقاف الدولي للرياضة الكويتية، والمسيطرة على الاتحادات الرياضية فترة طويلة، ولكن ما يبعث الأمل تلك الروح التي أبداها طفل قدساوي، إذ باع هاتفه النقال وتبرع بثمنه لدعم صندوق النادي، وإصرار فريق كرة القدم بالنادي على اللعب والفوز وتصدر الدوري العام دون التفكير بالمردود المادي، مع غياب المحترفين وبعض زملائهم لأسباب أخرى، فروح النصر لا تزال تدب في عروق بني قادس.

شخصياً أنا كويتاوي متحمس للعميد، وأفرح إذا فزنا عليهم في أي لعبة، ولكني موقن أن الرياضة الكويتية تقف على ثلاثة أعمدة رئيسة، أولها نادي القادسية، ثم ناديا الكويت والعربي، وأي تصدع يصيب تلك الأعمدة سيؤدي إلى انهيار الرياضة الكويتية تماماً، وهو أمر يُحزن كل إنسان ذي حس وطني، يحرص على الكويت وسمعتها، وإن من يحاول هدم الهيكل سيهدمه على رؤوس الجميع، فهل نعي حجم الكارثة؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي