إجلاء أكثر من 450 جريحاً ومسلّحاً ومدنياً ... والأنظار شخّصت على معبري «المصنع» و «باب الهوى» ومطاريْ بيروت و«هاتاي»
لبنان «ممر آمن» لاتفاق الزبداني - الفوعة - كفريا
قافلة سيارات تابعة للصليب الأحمر لدى وصولها إلى الأراضي اللبنانية أمس (رويترز)
• مقتل 32 وجرح 132 بتفجيرين بحي الزهراء الموالي في حمص
• مجهول يغتال بمسدس كاتم للصوت المعارض ناجي الجرف في غازي عنتاب
• مجهول يغتال بمسدس كاتم للصوت المعارض ناجي الجرف في غازي عنتاب
شكّل لبنان امس «وسيطاً» برياً وجوياً في «التنفيذ المتأخّر» للمرحلة الثانية من «اتفاق الزبداني» التي اشتملت على إجلاء أكثر من 450 مسلحاً ومدنياً، بينهم جرحى، من مدينة الزبداني في ريف دمشق، المحاصَرة من قوات النظام السوري و«حزب الله»، ومن بلدتيْ الفوعة وكفريا في محافظة ادلب شمال غربي سورية المحاصَرتين من مجموعات معارِضة.
وعاش لبنان يوماً طويلاً امس شخصت فيه الأنظار على نقطة المصنع الحدودية مع سورية (البقاع) وعلى مطار رفيق الحريري الدولي، وهما النقطتان اللتان اعتُمدتا لتبادُل إجلاء المسلحين والجرحى والمدنيين، وهي العملية التي رعتها الأمم المتحدة وشارك في تنفيذها على الأرض كل من الصليب الاحمر الدولي والصليب الاحمر اللبناني والهلال الأحمر السوري والهلال الاحمر التركي.
وعلى مدى ساعات، توزّعت جغرافيا هذا الحدَث بين محوريْن رئيسييْن هما: الفوعة وكفريا اللتين دخلهما الهلال الاحمر السوري مع شاحنات مواد غذائية وإغاثية وطبية قبل ان يقوم بإخلاء 379 شخصاً من أطفال ونساء تم نقلهم في 6 سيارات إسعاف و9 حافلات الى معبر باب الهوى مع تركيا ومنه إلى لواء الاسكندرون وبعدها جواً عبر مطار هاتاي الى بيروت حيث تسلّمهم الصليب الأحمر والأمم المتحدة قبل نقلهم باتجاه سورية براً حيث يفترض ان يقيموا في أماكن في دمشق او محيطها وفّرها لهم النظام و«حزب الله، وسط تقارير اشارت الى ان الجرحى سيبقون في لبنان لتلقي العلاج.
أما المحور الثاني فهو مدينة الزبداني التي تولى«الهلال الأحمر»السوري و«الصليب الأحمر الدولي»نقل نحو 129 من داخلها بينهم نحو 70 جريحاً ومرافقين لهم في 13 سيارة إسعاف و4 حافلات، قبل ان تتسلّمهم سيارات«الصليب الأحمر»اللبناني عند نقطة المصنع الحدودية مع لبنان ليُنقلوا بعدها إلى مطار بيروت ومنه الى تركيا لتلقي العلاج ثم العودة الى سورية.
وقد تحوّل لبنان عملياً«ممراً آمناً»أتاح تطبيق عملية التبادل التي مرّت بمرحلتين: الاولى وصول جرحى ومسلحي الزبداني الى مطار بيروت وجرحى ومدنيي الفوعة وكفريا الى مطار هاتاي التركي، والثانية الانتقال المتزامن للطائرتين الى تركيا ولبنان، وذلك انسجاماً مع الاتفاق الدقيق الذي شكّل جزءاً من الاتفاق الذي كان أُبرم في سبتمبر الماضي برعاية ايرانية وتركية وكان نصّ في مرحله الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا الى مناطق تحت سيطرة النظام، مقابل توفير ممر آمن لمسلّحين من الزبداني ومحيطها الى ادلب، معقل الفصائل المسلحة، على ان يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتدّ لستة أشهر.
وفيما ساد«حبْس الأنفاس»طوال يوم تنفيذ العملية خشية حصول ما يعرقلها، أشارت تقارير الى ان الخطوة التالية ستكون غداً بدخول قافلة مساعدات إلى بلدة مضايا في ريف دمشق بعدما قضى 33 شخصاً بسبب الحصار المفروض عليها منذ نحو أشهر من القوات السورية الحكومية، علماً ان مضايا يقطنها نحو 40 ألف نسمة بينهم أكثر من 10 آلاف نزحوا اليها من الزبداني واستُخدموا ورقة ضغط من النظام وحلفائه على المجموعات المعارِضة للموافقة على الهدنة التي يفترض ان تشمل في فترة هدنة الأشهر الستة - كما كانت تقارير كشفت بعيد إنجاز الاتفاق في سبتمبر الماضي - انسحاب مسلحي الزبداني مع عائلاتهم تجاه إدلب، وتدمير سلاحهم الثقيل في المدينة، إضافة إلى إطلاق عدد من المسلحين من سجون النظام. وعلى المقلب الآخر، يبدأ مدنيّو كفريا والفوعة بالخروج إلى محافظات الساحل السوري. وفي مرحلة تالية، يخرج من تبقى من سكان البلدتين الإدلبيتين، مقابل خروج مسلحي بلدات مضايا ووادي بردى، في ريف دمشق الغربي، على أن يرتبط تنفيذ المرحلة الثانية بنجاح الأولى.
ومن خلف«الخطوط»العسكرية والسياسية التي«أفرجت»عن المرحلة الثانية من«اتفاق الزبداني»، لم تتوان دوائر سياسية عن ربْط هذا التطور باللحظة المفصلية التي تفصل عن موعد 25 يناير المقبل الذي حدده المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سورية ستيفان دو ميستورا للمحادثات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، ولا عن اغتيال قائد«جيش الاسلام» زهران علوش في ريف دمشق السبت.
واستذكرت هذه الدوائر السياسية الأهمية التي يعلّقها النظام السوري على منطقة الزبداني التي تقع بين محافظتيْ حمص ودمشق نظرا لقربها من العاصمة السورية (45 كيلومتراً) والحدود اللبنانية (8 كيلومترات)، وباعتبار ان معركتها ضرورية لاستكمال التغييرات الديموغرافية والعسكرية، في حال اضطر النظام للجوء إلى خيار«سورية المفيدة»، التي تمتد من اللاذقية وطرطوس مروراً بحمص وحماه إلى القلمون ودمشق، بمعنى ان هذه المعركة مهمة جداً لوصل المناطق التي يسيطر عليها، وإزالة مربعات المعارضة داخل كيانه المستقبلي.
وسبق لمعارضين ان حذّروا من ان سقوط او الانسحاب من الزبداني، التي تُعتبر آخر مدينة حدودية مع لبنان لا تزال في يد الفصائل المقاتِلة المعارضة وتطلّ على الطريق الدولي بين دمشق وبيروت، تعني«الموافقة على التقسيم وضم الزبداني الى الهلال الشيعي الذي تريده ايران بدءاً من الساحل السوري مروراً بحمص والقصير وريف دمشق حتى العاصمة».
في غضون ذلك (وكالات)، قتل 32 شخصاً وجرح 132 آخرون جراء تفجيرين، احدهما انتحاري، هزا حي الزهراء الموالي للنظام، في مدينة حمص.
إلى ذلك، قتل المعارض السوري المناهض لتنظيم «داعش» ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرقي تركيا بمسدس كاتم للصوت.
وعاش لبنان يوماً طويلاً امس شخصت فيه الأنظار على نقطة المصنع الحدودية مع سورية (البقاع) وعلى مطار رفيق الحريري الدولي، وهما النقطتان اللتان اعتُمدتا لتبادُل إجلاء المسلحين والجرحى والمدنيين، وهي العملية التي رعتها الأمم المتحدة وشارك في تنفيذها على الأرض كل من الصليب الاحمر الدولي والصليب الاحمر اللبناني والهلال الأحمر السوري والهلال الاحمر التركي.
وعلى مدى ساعات، توزّعت جغرافيا هذا الحدَث بين محوريْن رئيسييْن هما: الفوعة وكفريا اللتين دخلهما الهلال الاحمر السوري مع شاحنات مواد غذائية وإغاثية وطبية قبل ان يقوم بإخلاء 379 شخصاً من أطفال ونساء تم نقلهم في 6 سيارات إسعاف و9 حافلات الى معبر باب الهوى مع تركيا ومنه إلى لواء الاسكندرون وبعدها جواً عبر مطار هاتاي الى بيروت حيث تسلّمهم الصليب الأحمر والأمم المتحدة قبل نقلهم باتجاه سورية براً حيث يفترض ان يقيموا في أماكن في دمشق او محيطها وفّرها لهم النظام و«حزب الله، وسط تقارير اشارت الى ان الجرحى سيبقون في لبنان لتلقي العلاج.
أما المحور الثاني فهو مدينة الزبداني التي تولى«الهلال الأحمر»السوري و«الصليب الأحمر الدولي»نقل نحو 129 من داخلها بينهم نحو 70 جريحاً ومرافقين لهم في 13 سيارة إسعاف و4 حافلات، قبل ان تتسلّمهم سيارات«الصليب الأحمر»اللبناني عند نقطة المصنع الحدودية مع لبنان ليُنقلوا بعدها إلى مطار بيروت ومنه الى تركيا لتلقي العلاج ثم العودة الى سورية.
وقد تحوّل لبنان عملياً«ممراً آمناً»أتاح تطبيق عملية التبادل التي مرّت بمرحلتين: الاولى وصول جرحى ومسلحي الزبداني الى مطار بيروت وجرحى ومدنيي الفوعة وكفريا الى مطار هاتاي التركي، والثانية الانتقال المتزامن للطائرتين الى تركيا ولبنان، وذلك انسجاماً مع الاتفاق الدقيق الذي شكّل جزءاً من الاتفاق الذي كان أُبرم في سبتمبر الماضي برعاية ايرانية وتركية وكان نصّ في مرحله الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا الى مناطق تحت سيطرة النظام، مقابل توفير ممر آمن لمسلّحين من الزبداني ومحيطها الى ادلب، معقل الفصائل المسلحة، على ان يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتدّ لستة أشهر.
وفيما ساد«حبْس الأنفاس»طوال يوم تنفيذ العملية خشية حصول ما يعرقلها، أشارت تقارير الى ان الخطوة التالية ستكون غداً بدخول قافلة مساعدات إلى بلدة مضايا في ريف دمشق بعدما قضى 33 شخصاً بسبب الحصار المفروض عليها منذ نحو أشهر من القوات السورية الحكومية، علماً ان مضايا يقطنها نحو 40 ألف نسمة بينهم أكثر من 10 آلاف نزحوا اليها من الزبداني واستُخدموا ورقة ضغط من النظام وحلفائه على المجموعات المعارِضة للموافقة على الهدنة التي يفترض ان تشمل في فترة هدنة الأشهر الستة - كما كانت تقارير كشفت بعيد إنجاز الاتفاق في سبتمبر الماضي - انسحاب مسلحي الزبداني مع عائلاتهم تجاه إدلب، وتدمير سلاحهم الثقيل في المدينة، إضافة إلى إطلاق عدد من المسلحين من سجون النظام. وعلى المقلب الآخر، يبدأ مدنيّو كفريا والفوعة بالخروج إلى محافظات الساحل السوري. وفي مرحلة تالية، يخرج من تبقى من سكان البلدتين الإدلبيتين، مقابل خروج مسلحي بلدات مضايا ووادي بردى، في ريف دمشق الغربي، على أن يرتبط تنفيذ المرحلة الثانية بنجاح الأولى.
ومن خلف«الخطوط»العسكرية والسياسية التي«أفرجت»عن المرحلة الثانية من«اتفاق الزبداني»، لم تتوان دوائر سياسية عن ربْط هذا التطور باللحظة المفصلية التي تفصل عن موعد 25 يناير المقبل الذي حدده المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سورية ستيفان دو ميستورا للمحادثات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف، ولا عن اغتيال قائد«جيش الاسلام» زهران علوش في ريف دمشق السبت.
واستذكرت هذه الدوائر السياسية الأهمية التي يعلّقها النظام السوري على منطقة الزبداني التي تقع بين محافظتيْ حمص ودمشق نظرا لقربها من العاصمة السورية (45 كيلومتراً) والحدود اللبنانية (8 كيلومترات)، وباعتبار ان معركتها ضرورية لاستكمال التغييرات الديموغرافية والعسكرية، في حال اضطر النظام للجوء إلى خيار«سورية المفيدة»، التي تمتد من اللاذقية وطرطوس مروراً بحمص وحماه إلى القلمون ودمشق، بمعنى ان هذه المعركة مهمة جداً لوصل المناطق التي يسيطر عليها، وإزالة مربعات المعارضة داخل كيانه المستقبلي.
وسبق لمعارضين ان حذّروا من ان سقوط او الانسحاب من الزبداني، التي تُعتبر آخر مدينة حدودية مع لبنان لا تزال في يد الفصائل المقاتِلة المعارضة وتطلّ على الطريق الدولي بين دمشق وبيروت، تعني«الموافقة على التقسيم وضم الزبداني الى الهلال الشيعي الذي تريده ايران بدءاً من الساحل السوري مروراً بحمص والقصير وريف دمشق حتى العاصمة».
في غضون ذلك (وكالات)، قتل 32 شخصاً وجرح 132 آخرون جراء تفجيرين، احدهما انتحاري، هزا حي الزهراء الموالي للنظام، في مدينة حمص.
إلى ذلك، قتل المعارض السوري المناهض لتنظيم «داعش» ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرقي تركيا بمسدس كاتم للصوت.