ربيع الكلمات

خطّط لحياتك... الآن

تصغير
تكبير
قال تعالى: «إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»

انتهت سنة من عمرنا وبدأت سنة جديدة، والأيام تمر ولا تتوقف، والحياة تسير سواء خططنا لها أم لا، ولكن قلة هم الذين يخططون لحياتهم، وبالتالي يحققون ما يريدون في هذه الحياة، لأن القاعدة تقول ما تفكر فيه تحصل عليه وحياتك من صنع أفكارك.


والإنسان في هذه الحياة يحتاج إلى وقفات تأمل وتدبر مع نفسه، ويسأل نفسه ما هي أهدافه بالحياة، سواء كانت على المستوى العملي أو العائلي أو الشخصي أو حتى الإيماني...؟ وقد يمر بمواقف عديدة، ولكن تبقى هناك نقطة تحول في حياة الإنسان أو المنعطف الذي ساهم مساهمة فعالة في تغيير حياته وسلوكه وفكره، وهي تختلف من إنسان إلى آخر.

اسأل نفسك الآن وليس غدا هذا السؤال، ماذا أريد من حياتي، وماهي طموحاتي، وإلى أين أريد أن أصل؟ قم بالإجابة عن هذا السؤال بكل شفافية صدق، اعتزل من حولك لمدة أيام وضع خطة خاصة لك للسنة المقبلة، إنك بحاجة ماسة إلى شيء من الهدوء كي تضع خطة واضحة لمدة أيام، ولكنها ستحدث فرقاً كبيراً في إنجازاتك، لا تماطل لأنها حياتك وهي تستحق أن تفكر فيها وتعمل وتجتهد لأجلها.

ولكن لكل شيء قواعد وأسس، والآية الكريمة دلتنا على أن التغيير الحقيقي ينبع من الداخل إلى الخارج وليس العكس، ولن يكون هناك تخطيط أو تغيير حقيقي إن لم تكن هناك نية ورغبة صادقة للتغيير من الداخل أولاً، وتذكر دائماً بأنك أنت المسؤول عما يحدث لك، وكل ما يحدث لك الآن هو عبارة عن أعمالك وإنجازاتك السابقة.

وتذكر دائماً أنه «إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل». وإذا لم تكن هناك خطة مكتوبة فلن تكون هناك نتائج، دون ما تريد، اصدق مع نفسك، أخبر نفسك من خلال الكتابة بما تريد ثم ذكر نفسك بقراءة ذلك دورياً، ويقول علماء النفس إن الإنسان يحتاج إلى أن يكرر الأمر الذي يود أن يغيره إلى 20 مرة تقريباً حتى يحدث نجاحاً حقيقياً، بمعنى آخر إن الإنسان لو أراد أن يتعلم ويتغلب على مشكلة التردد مثلاً فإنه يحتاج إلى أن يكرر عملية اتخاذ القرار، حتى تصبح لديه عادة.

ومن أفضل الذين كتبوا في التخطيط هو «ستيفن كوفي» صاحب كتاب «العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية»، نجح بكتابه في تغيير الأشخاص تجاه أنفسهم وجعلهم أكثر فاعلية في حياتهم عن طريق كتبه ودوراته، ويقول إن النجاح يتحقق إذا ما استطاع الانسان الانسجام مع قيمه ومبادئه، وكتبه تستحق القراءة والاقتناء.

ويضع «كوفي» قاعدة في غاية الأهمية عندما يقول: «ابدأ والنهاية في ذهنك»

والمقصود هنا أن نفكر في المهمة الحالية وأن ننظر اليها من نهاية المطاف أي من عند خط نهايتها، كيف ستكون الحال عندما ننفذها وننتهي، ونبدأ في التركيز من هذه النقطة، وبين لنا كوفي أنه من السهل جداً أن نفعل شيئاً ما في وقت أقصر مما هو متوقع، فمن المهم جداً أن نسأل أنفسنا كلما أقدمنا على فعل ما هل نستطيع بالفعل أن ننهيه. ويعلمنا دائماً أن نفكر بالمنفعة للجميع حيث يقول: «هذا هو إطار للقلب والعقل، يسعى دائماً لتحقيق المنفعة المتبادلة في جميع تفاعلات البشر».

هذا إضافة إلى الكثير من القواعد المكتوبة بكل حصافة وتركيز، المهم أن نبدأ بالتخطيط الآن، وتذكر أن «بانتهاءك من كتابة خطتك تكون قد نقلت الخطة من حيز اللاوجود إلى حيز الوجود».

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي