توتّر بعد إطلاق صواريخ كاتيوشا من لبنان على شمال إسرائيل

مقتل سمير القنطار بغارة إسرائيلية قرب دمشق

تصغير
تكبير
اغتيل «عميد الأسرى» اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار بصواريخ أطلقت من طائرات حربية على مبنى كان فيه في حي جرمانا في ريف دمشق. ورغم أن تل أبيب لم تقر بمسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، ساد توتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق 3 صواريخ كاتيوشا من لبنان على شمال إسرائيل من دون أن ترد تقارير عن وقوع إصابات.

«... منذ اللحظة الاولى التي? ?سمعتُ فيها عن إمكان إطلاقي? ?وتحريري? ?مع سائر الأسرى، بدأتُ أجهّز نفسي? ?لأستطيع ان أندفع فوراً? ?في? ?الحياة بتفاصيلها التي? ?أريدها أنا،? ?وتمكّنتُ من ان أُخرِج السجن من نفسي? ?بمعنى تحريري? ?واقعياً، ?وعندما وطِئت قدماي? ?ارض الحرية كان السجن فعلاً? ?قد خرج من نفسي،? ?وقد نجحتُ في? ?ذلك والحمد لله»?.?


هذه كانت عبارات القنطار، في حديث الى «الراي» - أجرته معه عام 2009 لمناسبة مرور عام على خروجه من الأسر في 16 يوليو 2008، في صفقة التبادل التي حملت اسم «نصر من الله» وسلّم بموجبها «حزب الله» جثتيْ الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، اللذين كان خطفهما في 12 يوليو 2006 ورفات وأشلاء عدد من الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في منطقة الجنوب خلال «حرب الـ 33 يوماً» (أعقبت خطف الجندييْن)، مقابل إفراج الدولة العبرية عن القنطار وأربعة من الذين أسروا خلال حرب 2006، إضافة إلى جثث مقاتلين من الحزب، قضوا في هذه المواجهات، ورفات نحو 199 لبنانياً وفلسطينياً وعربياً، قُتلوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

وشكّلت الضربة التي وجّهتها إسرائيل ليل أول من أمس، في العمق السوري (ريف دمشق) واغتالت معها القنطار (مواليد 1962) نهايةً لطالما توقّعها «عميد الأسرى» الذي كان كتب منذ التحاقه بالمقاومة الشعبية المسلّحة في العام 1978 وكان بعدُ في الـ 16 من عمره عبارة «الشهيد سمير القنطار» تحت صورته.

والواقع ان الدولة العبرية، ومنذ «الصفقة المؤلمة» التي أطلَقت بموجبها القنطار وارتدّت معها على «خط أحمر» لطالما وضعته على إطلاق أسرى «تلوّثت أيديهم بالدم الإسرائيلي»، كانت تضع نصب عينيْها تصفية هذا الاسير الذي كان اعتُقل في 22 ابريل 1979 بعدما قاد عملية «جمال عبد الناصر» بهدف أسر جنود إسرائيليين ومبادلتهم بمقاومين معتقلين في السجون الإسرائيلية.

وفي تلك العملية التي نفّذها القنطار مع ثلاثة من رفاقه، وكان قائدها برتبة ملازم في «جبهة التحرير الفلسطينية»، انطلقت المجموعة من شاطئ مدينة صور بزورق مطاطي صغير نوع «زودياك» معدل ليكون سريعاً جداً، وكان الهدف الوصول إلى مستوطنة نهاريا وأسر رهائن من الجيش الإسرائيلي. وقد استطاعت المجموعة اختراق حواجز الأسطول السادس وإخفاء الزورق عن الرادار وحرس الشاطئ الإسرائيلي لتبدأ العملية قرابة الثانية فجراً، وتستمر حتى ساعات الصباح، ونجح معها القنطار ورفاقه في بلوغ شاطئ نهاريا، حيث كانت توجد أكبر حامية عسكرية، إضافة إلى الكلية الحربية ومقر الشرطة وخفر السواحل وشبكة الإنذار البحري ومقر الزوارق العسكرية الإسرائيلية.

وبعدها استطاعت المجموعة أسر عالم الذرة الإسرائيلي داني هيران واقتادته إلى الشاطئ، ووقعت المعركة الرئيسية عندما حاول القنطار الاقتراب من الزورق. وفي هذه المعركة سقط أحد رفاقه وأصيب رفيقه الآخر بجروح بالغة، كما أصيب سمير بخمس رصاصات في أنحاء جسده كافة، وبعد أن استقدمت القوات الإسرائيلية وحدات كبيرة من الجيش دارت اشتباكات عنيفة على إثر احتماء القنطار وراء الصخور، حيث تمكن من إطلاق النار على قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال يوسف تساحور الذي أصيب بثلاث إصابات في صدره ونجا بأعجوبة.

وكانت الحصيلة النهائية للعملية ستة قتلى، بينهم داني هيران و12 جريحاً.

أما القنطار، فاعتُقل وحكمت عليه المحكمة الإسرائيلية بتاريخ 28 يناير 1980، بخمس مؤبدات، أضيفت إليها 47 عاماً أي ما يعادل 542 عاماً.

وخلال نحو ثلاثة عقود خلف الزنازين حيث أمضى «نصف عمره» وأكثر، عاندت إسرائيل الإفراج عن القنطار، الذي لطالما حضر اسمه في غالبية صفقات التبادل التي تمت، سواء بين المنظمات الفلسطينية وتل ابيب او «حزب الله» والدولة العبرية، اذ احتفظت بـ «عميد الأسرى» كـ «ورقة مساومة» أخيرة لإحداث «ربط نزاع» مع ملف ملّاحها رون أراد، الذي كانت أُسقطت طائرته في منطقة شرق صيدا (الجنوب) في أكتوبر 1986 ووقع في قبضة حركة «أمل» قبل أن يتحوّل «لغزاً» حاولت تل أبيب طويلاً فكّ «شيفرته».

وحين أُنجزت كل ترتيبات صفقة التبادل في 16 يوليو 2008، كان القنطار «يقيم» في زنزانة في القسم رقم 3 من سجن هداريم. وبعدما أنهى يومه الـ 10678 والأخير في السجون الإسرائيلية وخرج الى الحرية أعلن أنه لم يغادر فلسطين إلا ليعود إليها.

وبالفعل، فإن هذا المقاوم، الذي دخل على خط القضية الفلسطينية مع «جبهة التحرير الفلسطينية»، خرج من الأسر ليلتحق بـ «حزب الله» ويبرز اسمه في العامين الاخيرين كناشط على جبهة الجولان السوري، علماً ان اسمه كان ذُكر بين الذين سقطوا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موكباً لـ «حزب الله» والحرس الثوري الايراني في 18 يناير 2015 في منطقة القنيطرة السورية، وهم جهاد عماد مغنية و5 كوادر آخرين من الحزب والجنرال في الحرس الثوري محمد علي الله دادي.

وعلى مدى الأعوام الماضية، لم ينفكّ القنطار يتحدّث عن التهديدات الإسرائيلية التي تلاحقه، معلناً: «إن كنت لم أخف منهم عندما كنت بينهم فلن أخاف منهم الآن، لكن هذا لا يمنع اتخاذ بعض الترتيبات لأنهم لا يتورّعون عن شيء».

ومع تأكُّد مصرع القنطار (تزوّج بعد خروجه الى الحرية وله ابن)، شخصت الانظار على مسقطه في عبية - قضاء عالية، وتحديداً المنزل الذي ترعرع فيه، والذي بدا حزيناً في «صمته المدوي» منذ إعلان سقوط «ابن البيت» في الغارة الإسرائيلية على المبنى، حيث كان في منطقة جرمانا السورية، في ضاحية دمشق.

وحاول إعلاميون كثيرون طرق باب المنزل، ولكن السكون كان «المجيب» بعدما نزل أهل البيت الى الضاحية الجنوبية لتقبّل التعازي بالقنطار، الذي كانت أدرجته وزارة الخارجية الأميركية في سبتمبر الماضي، على اللائحة السوداء للإرهابيين الدوليين، لدوره في «مساعدة إيران وسورية على إقامة بنية تحتية إرهابية في هضبة الجولان»، معتبرة إياه أحد أبرز الناطقين باسم «حزب الله».

تلميحات إلى تواطؤ روسي في ضوء اتفاق موسكو مع إسرائيل وغياب الـ «أس - 400»

الصواريخ أصابت بدقة الطابق الذي كان فيه القنطار

| بيروت - «الراي» |

كانت الساعة قرابة العاشرة والربع من ليل السبت – الأحد، حين باغتت أربعة صواريخ الطبقة الثانية من أحد المباني في جرمانة بريف دمشق، قبل ان ينكشف المشهد عن مصرع رجليْن، أحدهما عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، وجرح نحو تسعة آخرين.

وقبل ان ينجلي الظلام اتضح ان اسرائيل نجحت في «إصطياد» القنطار الذي توعدت بقتله يوم أطلقته قبل سبعة أعوام ونيف، لكن غموضاً استمرّ يلفّ ملابسات العملية الإسرائيلية البالغة الدقة التي استهدفت القنطار في سورية، الساحة التي يختلط فيها الحابل بالنابل.

وكشفت معلومات خاصة لـ «الراي» عن ان اربعة صواريخ استهدفت الطبقة الثانية من المبنى، والذي يملك «حزب الله» شققاً فيه، حين كان يوجد القنطار ومعه فرحان الشعلان، وهو أحد قادة «المقاومة الإسلامية» السورية في القنيطرة والجولان، إضافة الى مرافق القنطار من «حزب الله». ولفتت المعلومات الى ان التقويم الأوّلي لملابسات العملية الإسرائيلية يؤشر الى إحتمال وجود «تعيين ليزري» على الأرض قام بتوجيه الصواريخ التي أصابت هدفها بدقة بعدما إنطلقت من الطائرتين في إتجاه الطبقة الثانية من المبنى المشار إليه.

ولم يكن اغتيال القنطار مفاجئاً، فإسرائيل كانت توعّدته بالقتل أينما كان يوم أطلقته من سجونها في عملية تبادل أسرى أعقبت حرب يوليو 2006. وكانت شائعات عدة راجت في أوقات سابقة عن مقتل عميد الأسرى اللبنانيين من دون ان تكون صحيحة.

وتحدثت المعلومات عن ان جاسوساً دائماً كان بجانب القنطار يراقب جميع تحركاته ويسجل أحاديثه ويرصد أمكنة وجوده، وهو يتمثل بهاتفه الخليوي، الأمر الذي من غير المستبعد ان يكون سهّل على اسرائيل تعقبه والنجاح في إصطياده.

وعلمت «الراي» ان سمير القنطار كان انتقل الى سورية قبل ثلاثة أعوام. ويعتبره «حزب الله» مسؤولاً عن ملف الإستقطاب الدرزي في القنيطرة والجولان ضمن أطر انشاء قوة مقاومة ضد اسرائيل عندما تضع الحرب السورية أوزارها، وخصوصاً ان «حزب الله» أصبح يعتبر ان مجال عمل المقاومة يمتدّ من الناقورة الى الجولان من دون ان تفصل بينها اي حدود.

وأولت مصادر معنية في بيروت أهمية لما تناقلته مواقع التواصل الإجتماعي من تساؤلات عن الدور الروسي في التواطؤ بعملية إغتيال القنطار، لأن روسيا نشرت في سورية صواريخ «أس - 400» ولم تحرك ساكناً لضرب الطائرات الاسرائيلية او اعتراض صواريخها.

وعلمت «الراي» من مصادر معنية ان روسيا كانت عقدت إتفاقات مع اسرائيل على قاعدة العلاقة الجيدة بين الدولتين. وتقضي تلك الإتفاقات بأن لا تدافع روسيا عن اي شخص او جهة تنوي القيام بعمل عسكري ضد اسرائيل، كما انها لن تتدخل بين «حزب الله» واسرائيل في الصراع الدائر بينهما. وان اسرائيل لن تهاجم، في المقابل، اي فصيل تابع لايران او «حزب الله» او النظام السوري أثناء قتالهم ما داموا لا يشكلون اي خطر على اسرائيل.

بسام القنطار: الجريمة لن تمرّ بلا عقاب

«حزب الله» نعى القنطار «الأخ المقاوم والمجاهد»

| بيروت - «الراي» |

نعى «حزب الله» عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سمير القنطار.

وقال «حزب الله» في بيان صدر عن مكتب العلاقات الاعلامية فيه: «عند الساعة العاشرة والربع من مساء السبت الواقع في 19/12/2015 اغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق ما ادى الى استشهاد عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية الاسير المحرر الاخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين».

وأضاف: «تغمد الله تعالى شهيدنا العزيز وجميع الشهداء برحمته الواسعة واسكنهم فسيح جناته مع الانبياء والصديقين».

من جهته، نعى بسام القنطار شقيقه سمير عبر حسابه على موقع «تويتر» بهذه العبارة: «بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد ?‏سمير القنطار? ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاماً من الصبر في قافلة عوائل الأسرى». واوضح بسام القنطار ان جريمة اغتيال شقيقه «هي انتهاك للأعراف الدولية ولن تمر دون عقاب».

«قصّتي» مع سمير القنطار

| بيروت - من حسان الزين |

اتفقنا، سمير القنطار وأنا، على أن أكتب قصّة حياته في اللقاء الأول الذي جمعنا بتدبير أخيه بسّام. لم يحتج الأمر إلى جهدٍ أو إلى نقاشٍ طويل. طلبت إليه أن يكون صريحاً وشفّافاً، فوعد بأقصى ذلك. وطلبتُ ألا يقرأ المخطوط أحدٌ غيره فيتدخّل فيه لسبب أو لآخر، فتعهّد. وطلبت أن ننشر الكتاب لدى دار عربيّة ذات سمعة حسنة في الثقافة والسوق وليس لدى جهة حزبيّة، فرحّب ووافق.

... وانطلقنا.

كان متعاوناً أكثر مما توقّعت. بل كان، بعد أن يروي لي الأحداث، يتحوّل قارئاً فحسب، لا يتدخّل إلا حين يعثر على خطأ في السرد، أو حين يتذكّر تفاصيل إضافية في حادثة ما، أو حين يريد تصويب اسمٍ وما إلى ذلك.

وللأمانة، لم يشأ سمير مرّة أن يلعب في معلومة، أو أن يصوّر نفسه دائماً على حق وبطلاً. كنت أواجهه بروايات وتفاصيل تناقض رواياته وقصصه، فيستقبلها برحابة صدر ويناقشها، فيتراجع عن روايته تارة، ويدافع عن قصّته تارة، وفي كلّ مرّة يقول: «لا أريد أن يكذّبني أحد، ولاسيما الاسرائيليون، بل على العكس من ذلك، أريد كتاباً أصْدق من أقوالهم ورواياتهم، يحرجهم بصدقه وشفافيّته».

وقد راح حرصنا المشترك على ذلك يتنامى أكثر فأكثر مع تحوّل الكتاب، يوماً فيوماً، إلى ما يُشبه التوثيق للحركة الأسيرة في المعتقلات الإسرائيلية، منذ دخلها سمير حتى تحرّره، بل قبل ذلك. فهذا البُعد أحضر إلى كتابنا معتقلين كثيرين، فصاروا بذلك شركاء في الكتاب، وحضورهم ضاعف المسؤوليّة الملقاة على عاتق كلٍّ منّا.

ورغم الذاكرة التسجيليّة القوية والحاضرة والدقيقة لدى سمير، كنا نتواطأ على أن تُترك لي فرصة عدم الاكتفاء بما يسرده. فأروح أبحث عن تفاصيل وقصص تتقاطع مع رواياته وتناقضها، وأصوغ روايتي. وكثيراً ما فوجئ بما يقرأ، فيضحك، أو يسأل كيف عرفت بما أروي ولم يرْوِه لي، أو يبكي إذا عاش المشهد وتَجسّد أمامه، أو إذا ما تذكّر رفيقاً غاب، أو موقفاً يعتزّ به.

وهناك حادثة لا أنساها. سألتُه في لقائنا الأول عمّا إذا كان هو مَن قتل الطفل على شاطئ نهاريا، كما تقول الرواية الإسرائيليّة، فنفى ذلك وأكد أن تلك السردية الإسرائيلية تأتي في سياق «شيْطنة» صورته التي مارستها إسرائيل عشية توقيع اتفاقية كامب ديفيد. المهم، أنّه حين وصلتُ إلى فصل محاكمته وكتبتُ مشهد رؤيته أمّ ذاك الطفل وزوجة العالم الإسرائيلي دان هيران، الذي قُتل في العملية نفسها، صغت حواراً يخوضه سمير مع نفسه، يتحدّث بإنسانية عن تلك الأم ولا يُخفي حزنه لكونها فقدت ابنها، أي إنني لم ألتزم خطاباً أيديولوجيّاً يُسقط الموقف السياسي والعقائدي تجاه إسرائيل على تلك المرأة الأم، بل يتعامل معها كإنسان. ولا أُخفي أنني توقّعت أن يعترض سمير على هذا المشهد، إلا أنني فوجئت بالموافقة عليه وتأثره به.

قصّة أخرى تضحكني، حتى في هذا اليوم الذي أحزن فيه على صديقي سمير. كنّا نلتقي في أماكن عامّة. وكل لقاء من قسمين. الأول يقرأ فيه ما كتبتُ، والثاني يتابع سرد قصّته ويُجيب عن أسئلة سرديّة أو سياسيّة عبّر النصُّ أثناء كتابتي له أنه بحاجة إليها كي يستمر وينضج. وكان لأسباب أمنية يأتي من دون أن يحمل هاتفاً. يوصله مرافقه ويغادر، على أن نتصل به من هاتفي في ختام اللقاء كي يأتي ويقلّه. ومرّة، نسيتُ أنا هاتفي في منزلي، فلم نستطع الاتصال بمرافقه كي يأتي ويوصله، اضطررت إلى توصيله إلى منزله. وكان غريباً عليه أن يركب في سيارة زجاجها عادي غير داكن، فما كان منه إلا التعليق مستغرباً: «حاسس حالي على بسكلات، مش بسيارة».

وحين نُشر الكتاب («قصّتي») وصلت إلى سمير أصوات تعترض على أن يؤلّف كتاب سيرته شخص من خارج بيئة «حزب الله»، فقابلها سمير بابتسامته الصامتة داعياً إلى قراءة الكتاب وتقويمه أدبيّاً ومنهجيّاً وسياسيّاً. وهمس لي، غير مرّة، مستخفّاً بذاك الاعتراض، معتزاً بأننا عملنا كتاباً أدبيّاً وتوثيقيّاً يتجاوز الحزبيّة الضيّقة، ولم تكذّب إسرائيل كلمة تضمّنها.

القنطار لـ «الراي»: عملية نهاريا جاءت رداً على «كامب ديفيد»

| بيروت - «الراي» |

في حديثه الى «الراي» العام 2009، تحدّث سمير القنطار عن عملية نهاريا قائلا: «كنت على وعي،? ?وهذا أمر أثبته خلال محاكمتي? ?اذ عبّرتُ عن موقفي? ?انني? ?كنت أعي? ?ما أقوم به وأدرك أهمية ان? ?يساهم كل منا في? ?القيام بواجبه من اجل قضية فلسطين،? ?وقد شعرت? ?يومها بأن من واجبي? ?ان أقوم بشيء او دور وقد قمت به عن وعي»?.?

?وعن ?تقويمه لتلك العملية وهل نجحت ام فشلت؟ أجاب:«نجحت نعم،? ?بمعنى ان تلك العملية كان لها هدفان،? ?هدف استراتيجي? ?وهدف تكتيكي،? ?الهدف الاستراتيجي? ?في? ?ذلك الوقت كان الرد على?(كامب ديفيد?)? الذي? ?وقّعه? (?الرئيس المصري? ?الراحل?) ?انور السادات مع العدو،? ?وعلى خطاب السادات الشهير الذي? ألقاه في? ?الكنيست الاسرائيلي»وقال فيه?:«?لا حروب اخرى?».? أردنا من تلك العملية ان نذكّر بأن قضية فلسطين ما زالت حية وان الاتفاقات الموقّعة مع العدو لا تلغي? ?هذه القضية وبالتالي? ?علينا ان نؤكد ان الحرب ستستمر ما دامت فلسطين محتلة،? ?وفي? ?هذا الجانب العملية نجحت،? ?ولكن في? ?الهدف التكتيكي? ?الذي? ?كان? ?يرمي? ?الى خطف صهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين في? ?السجون الاسرائيلية،? ?فان الجزء الاكبر من هذا الهدف تحقق ولكن تأمين العودة مع الصهاينة الذين اسرناهم لم? ?يتحقق»?.?

«بمعزل عن التباينات حيال الأزمة السورية»

جنبلاط دان استهداف «المناضل» القنطار

| بيروت - «الراي» |

استنكر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط إستهداف سمير القنطار بغارة إسرائيلية في جرمانة.

وقال جنبلاط في تصريح له: «بمعزل عن التباينات في الموقف السياسي حيال الأزمة السورية، فإننا ندين استهداف المناضل سمير القنطار بغارة إسرائيلية في جرمانا ما أدى إلى إستشهاده»، لافتا إلى أن «الشهيد القنطار كرس حياته لمواجهة الإحتلال الإسرائيلي، وأمضى عقوداً في زنزانات الإعتقال دون أن يتراجع عن مواقفه ومبادئه، ثم خرج إلى الحرية أكثر إيمانا بالتوجهات السياسية التي عمل في سبيلها».

وتابع: «أتقدم بالتعازي من أسرته، وهو سيبقى رمزا من رموز النضال والصمود والحرية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي