هو الظلام الدامس في لهجة أهل هذه الديرة الحبيبة والظلام هو شيء مخيف يبعث على الرهبة ويؤدي إلى القلق والاضطراب.
ومن مفردة الظلام اشتق مفهوم الظلم، والظلم صفة ممقوتة تنشر الفوضى وتقلب الحق باطلاً وتسوي الباطل حقاً.
والظالمون طغاة مفسدون يعيثون في الأرض فساداً ولابد للظالم أن يلقى جزاءه في الدنيا، وإن جزاءه لأقسى يوم تقوم الساعة، والظلم إذا دام دمر لذلك أوصت المنظمة الأممية منذ العام 1948 بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي العام 1950 اعتمدت الجمعية العامة القرار 423 الذي دعت فيه جميع الدول والمنظمات المعنية للاحتفال بالعاشر من ديسمبر سنوياً بوصفه يوم حقوق الإنسان.
عزيزي القارئ إذا كان اليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان هو يوم تحتفل فيه الأمم بإعطاء الأفراد حقوقهم وجعلهم في مأمن من الظلم، وبث نور العدل لحماية الأفراد وإعطائهم حقوقهم الإنسانية.
فأين نحن اليوم من كرامة الإنسان؟ والاعتراف بآدميته؟، وأين المنظمات الإنسانية على اختلاف تخصصاتها واهتماماتها وعناياتها من حقوق الإنسان؟، وأين الإنسان نفسه من واجبه تجاه أخيه الإنسان؟ كلما تقدمت الأمم وتقدمت الأيام كلما زاد الظلم وتعددت انتهاكات حقوق الإنسان في شتى ربوع الأرض.
دماء تسيل في المساجد وأبرياء تُزهق أرواحهم وطائرات تقصف في أرجاء متعددة من الدنيا في اليمن وليبيا، ودماء في فلسطين ومصر وأخرى في العراق.
دماء في لبنان ودمشق أناس يخرجون من مساكنهم وهم غير آمنين، طعن في لندن ودماء في شوارع فرنسا، أين نحن الآن من حقوق الإنسان؟
إحصائيات مذهلة وأرقام تجعل القلب يضطرب، والفؤاد يقلق عندما يفكر الإنسان في ماهية هذه الأرقام.
وجود حوالي 12 مليون سوري نازح في أكبر أزمة نزوح في جيل واحد عجيب!
ويعيش حوالي 27 مليون شخص مستعبدين من طرف عصابات الاتجار بالبشر في العالم.
آه...
ويموت 22 ألف طفل في العالم كل يوم بسبب الفقر وفقاً لمنظمة «اليونيسيف» ويتم استغلال ما يزيد على 300 ألف طفل دون سن الـ 18 كجنود في النزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم.
ناهيك عما تلاقيه المرأة من ظلم، فالنساء يمثلن 80 في المئة من جميع اللاجئين والنازحين وهن معرضات لخطر متزايد للعنف والاعتداء، كما يتم تشغيل ما يقدر بنحو 168 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين خمسة إلى 17 عاماً في جميع أنحاء العالم. أهوال كثيرة ومشاهد تبعث على الحسرة وحقوق للإنسان تعلن وهي تزهق في نفس الوقت وكأن الناس في سبات عميق وليس لنا إلا أن نستمتع ونحن نقرأ قول الله الكريم في دستور الإنسانية الخالد الذي أنزل على قلب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- فيه شفاء للناس من يقرأه فإنه يهديه للتي هي أقوم ويوحي له إلى السبيل القويم.
فلتستقر قلوبنا ولتهدأ نفوسنا عندما نقرأ الآيات الأخيرة من سورة الشعراء.
«والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
صدق الله العظيم