الحريري حمَل «تسوية فرنجية» إلى هولاند ومتفائل بإنهاء الفراغ الرئاسي «قريباً»
هولاند مستقبلاً الحريري على مدخل الإليزيه أمس (د ب ا)
دخل لبنان مرحلة «عدّ عكسي» وضعته في «سباق محموم» مع تاريخ 16 الجاري، وهو الموعد المحدَّد للجلسة رقم 33 لانتخاب رئيس للجمهورية والتي يتم التعاطي معها على انها بمثابة «مهلة حثّ» للإسراع في «التقاط فرصة» داخلية - خارجية يمكن ان تسمح بتمرير رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية رئيساً وإلا تكون سقطت «ورقته» بحال لم تتأمّن «الرافعة» المسيحية الضرورية لانتخابه.
وشكّل استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس في قصر الاليزيه الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري تطوراً بالغ الاهمية على صعيد إعطاء دفْع دولي لمسار ترشيح فرنجية الذي كان أطلقه الحريري قبل نحو ثلاثة اسابيع باستقباله زعيم «المردة» في باريس، وسط قراءة اوساط مطلعة محاولة رئيس «المستقبل» تسويق فرنجية لدى الفرنسيين على انها بمثابة «الالتزام» العلني بهذا «الخيار الرئاسي»، وهو الالتزام الذي لا يمكن ان يكون حصل لولا «مباركة» سعودية.
ورغم عدم ذكر الحريري بعد لقائه هولاند على مدى نحو ساعة اسم فرنجية ولا مرة، الا ان «تفاؤله» بما ستحمله «الأيام المقبلة» في الملف الرئاسي عكست ثقته بالمسار الذي يسلكه طرحه انتخاب زعيم «المردة»، الوثيق الصلة بالرئيس بشار الاسد و«حزب الله». علماً ان زعيم «المستقبل» تعاطى مع ترشيح فرنجية في تصريحه امام الاليزيه على قاعدة تأكيد انه قائم ولكن من دون ان يعلنه رسمياً اذ قال رداً على سؤال حول «اذا كان موضوع تسمية النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية قائما حتى الساعة»: «الآن هناك حوارات قائمة والأجواء إيجابية إن شاء الله، والأيام المقبلة ستظهر أن لبنان سيكون بألف خير بإذن الله».
وكان لافتاً في مواقف الحريري الذي قدّم في بداية اللقاء التعازي لهولاند بضحايا الأحداث الإرهابية التي حصلت في فرنسا، نقطتان: الاولى ما نقله عن الرئيس الفرنسي من «ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي» في لبنان، والثانية اعلانه «انني أكدت لفخامة الرئيس أننا نعمل مع جميع اللبنانيين على إنهاء هذا الفراغ إن شاء الله، وهناك حوار جارٍ بين جميع الأفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريباً»، راسماً ضمناً «حيثيات» ترشيح فرنجية من خلاله إشارته الى «اننا تطرقنا الى الملف السوري، فالمنطقة ككل تمر بمرحلة صعبة للغاية، وأرى أن علينا دون شك أن نحمي لبنان، وإلا نكون نخون بلدنا ونخون العهد الذي تعهدنا به لكل المواطنين. ولا شك أن هناك تضحيات يجب أن نقوم بها سياسياً، لأن لبنان أهم منا جميعاً، وكما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول (ما في حدا أكبر من بلده)».
وبدا كلام الحريري عن «الحوار الداخلي» في إطار ملاقاة ما نُقل عن حرص فرنسي على ضرورة ألا يكون الاتفاق على فرنجية بمعزل عن الاطراف المسيحيين الوازنين ولا سيما العماد ميشال عون وسمير جعجع وذلك في سياق الرغبة في تفادي ان يكون زعيم «المردة» هو«مرشح المسلمين».
وفيما برز في باريس حرص الحريري على زيارة مسرح باتاكلان حيث وضع زهرة إحياء لذكرى ضحايا الحادثة الإرهابية التي وقعت في 13 نوفمبر الماضي قبل ان يلتقي ببعض شخصيات 14 آذار المسيحية، فان الانظار شخصت الى الرياض التي يفترض ان يكون انتقل اليها زعيم «المستقبل» وسط معلومات عن ان جعجع سيتوجّه اليها للقاء مسؤولين سعوديين وعلى الأرجح الحريري لاستكشاف آفاق المرحلة ومحاولة ترميم الثقة مع الأخير.
ورغم الإشارات المتقدّمة التي صدرت من أكثر من طرف اقليمي ودولي حيال ضرورة وضع حدّ للشغور المستمر منذ نحو 18 شهراً، فإن قراءة حظوظ «الممانعة المسيحية» المستمرة حتى الساعة في منْع وصول فرنجية ترتبط بنقطة ما زالت ملتبسة وتحديداً لجهة «موجبات» لجوء الرئيس الحريري الى هذا الخيار المباغت.
وثمة روايتان ذات طابع اقليمي – دولي عن «الاسباب الموجبة» التي املت وضع خيار فرنجية على الطاولة، تتقاطعان حول القول ان انتخابه رئيساً من شأنه «الحد من الاضرار» التي ستصيب لبنان نتيجة بلوغ التطاحن في الساحات الاقليمية، ولا سيما في سورية مستويات اكثر حدة، لكنهما تختلفان في تظهير طبيعة تلك الاخطار التي املت هذا الخيار، وهما:
* رواية تستند الى «الواقعية الاميركية» التي سمعت ديبلوماسيتها من فرنجية تأكيده انه رغم صداقته للاسد فهو مع سيادة لبنان، الامر الذي من شأنه الحد من خطر التلاعب بالجغرافيا اللبنانية في حال انزلق الصراع في سورية الى التقسيم الذي يستدعي إقامة كيان علوي يمتدّ الى الحدود مع لبنان.وتأخذ هذه الرواية في الحسبان ان وجود فرنجية القريب من «حزب الله» على رأس السلطة من شأنه ايضاً الحؤول دون ارتداد الحزب على الداخل اللبناني في حال تعرضه للهزيمة في سورية.
* رواية اخرى ترى ان للسعودية مصلحة في الحد من الاضرار في لبنان عبر تقاسم السلطة بين رئيس للجمهورية من فريق«8 آذار»الموالي للنظام السوري وايران، وبين رئيس الحكومة الموالي للسعودية والنظام الاقليمي العربي، خصوصاً بعدما تحولت حرب اليمن الى عملية استنزاف مفتوحة دخل على خطها تنظيم «القاعدة»، وتورط الروس في حرب سورية التي اخذت منحى اكثر تعقيداً، وتالياً فان حفظ الاستقرار في لبنان وكسر مأزقه السياسي – الدستوري يضمن قيام حال من التعايش بين النفوذين السعودي والايراني على قاعدة تشبه «ربط النزاع».
عسيري: السعودية تبارك مبادرة طرْح فرنجية للرئاسة
| بيروت - «الراي» |
في أوضح موقف سعودي من طرْح اسم النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، قال سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري ان الرياض «لم تسمّ احداً ولن تسمي، لكنها تبارك هذه المبادرة التي جاءت لبنانية - لبنانية».
وقال عسيري بعد زيارته امس رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في ما بدا في اطار تحرك لدى القوى المسيحية المعترضة على خيار فرنجية: «لدينا مخاوف من التطورات في سورية ونرى وجوب تحصين لبنان من خلال انتخاب رئيس، ويجب ان يكون الامر من خلال توافق لبناني - لبناني»، معلناً «الفوضى ليست طيبة للبنان، ونشجع ونتمنى ان نرى جهوداً لبنانية ومسيحية اولاً للتوافق على من يرونه في هذا المكان».
وهل تقبل السعودية بان يتولى صديق الرئيس بشار الأسد الرئاسة في لبنان؟ أجاب: «نميز بين الرئاسة والصداقات الشخصية»، معلناً «ان شاء الله على العيد (الميلاد) او قبله يُملأ الفراغ بجهود الخيّرين ونرى السياح يعودون الى لبنان المستقر».
جنبلاط: الأسد لن يكسب شيئاً من ترشيح فرنجية
رفض النائب وليد جنبلاط في حديث مع «يورو نيوز» النظرية التي تقول «وكأن الرئيس الأسد اختار النائب سليمان فرنجية المقرب منه»، موضحاً «لا أشارك هذه النظرية لا من قريب ولا من بعيد. وأتحمل مسؤولية ما اقوله. وسمعتُ ذلك من أقرب الناس وما يسمى بالسياديين ومن غيرهم. لكن ابداً. أعتقد ان الاسد لديه همّ أكبر منا، ثم ماذا سيكسب بشار في لبنان. لديه(حزب الله)وورطه بالقتال في سورية فماذا يستطيع ان يكسب؟ لا شيء. وكما قلت لك، الصراع لا يزال في بدايته. لنعمل صفقة. في النهاية السياسة تسوية».
وشكّل استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس في قصر الاليزيه الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري تطوراً بالغ الاهمية على صعيد إعطاء دفْع دولي لمسار ترشيح فرنجية الذي كان أطلقه الحريري قبل نحو ثلاثة اسابيع باستقباله زعيم «المردة» في باريس، وسط قراءة اوساط مطلعة محاولة رئيس «المستقبل» تسويق فرنجية لدى الفرنسيين على انها بمثابة «الالتزام» العلني بهذا «الخيار الرئاسي»، وهو الالتزام الذي لا يمكن ان يكون حصل لولا «مباركة» سعودية.
ورغم عدم ذكر الحريري بعد لقائه هولاند على مدى نحو ساعة اسم فرنجية ولا مرة، الا ان «تفاؤله» بما ستحمله «الأيام المقبلة» في الملف الرئاسي عكست ثقته بالمسار الذي يسلكه طرحه انتخاب زعيم «المردة»، الوثيق الصلة بالرئيس بشار الاسد و«حزب الله». علماً ان زعيم «المستقبل» تعاطى مع ترشيح فرنجية في تصريحه امام الاليزيه على قاعدة تأكيد انه قائم ولكن من دون ان يعلنه رسمياً اذ قال رداً على سؤال حول «اذا كان موضوع تسمية النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية قائما حتى الساعة»: «الآن هناك حوارات قائمة والأجواء إيجابية إن شاء الله، والأيام المقبلة ستظهر أن لبنان سيكون بألف خير بإذن الله».
وكان لافتاً في مواقف الحريري الذي قدّم في بداية اللقاء التعازي لهولاند بضحايا الأحداث الإرهابية التي حصلت في فرنسا، نقطتان: الاولى ما نقله عن الرئيس الفرنسي من «ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي» في لبنان، والثانية اعلانه «انني أكدت لفخامة الرئيس أننا نعمل مع جميع اللبنانيين على إنهاء هذا الفراغ إن شاء الله، وهناك حوار جارٍ بين جميع الأفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريباً»، راسماً ضمناً «حيثيات» ترشيح فرنجية من خلاله إشارته الى «اننا تطرقنا الى الملف السوري، فالمنطقة ككل تمر بمرحلة صعبة للغاية، وأرى أن علينا دون شك أن نحمي لبنان، وإلا نكون نخون بلدنا ونخون العهد الذي تعهدنا به لكل المواطنين. ولا شك أن هناك تضحيات يجب أن نقوم بها سياسياً، لأن لبنان أهم منا جميعاً، وكما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يقول (ما في حدا أكبر من بلده)».
وبدا كلام الحريري عن «الحوار الداخلي» في إطار ملاقاة ما نُقل عن حرص فرنسي على ضرورة ألا يكون الاتفاق على فرنجية بمعزل عن الاطراف المسيحيين الوازنين ولا سيما العماد ميشال عون وسمير جعجع وذلك في سياق الرغبة في تفادي ان يكون زعيم «المردة» هو«مرشح المسلمين».
وفيما برز في باريس حرص الحريري على زيارة مسرح باتاكلان حيث وضع زهرة إحياء لذكرى ضحايا الحادثة الإرهابية التي وقعت في 13 نوفمبر الماضي قبل ان يلتقي ببعض شخصيات 14 آذار المسيحية، فان الانظار شخصت الى الرياض التي يفترض ان يكون انتقل اليها زعيم «المستقبل» وسط معلومات عن ان جعجع سيتوجّه اليها للقاء مسؤولين سعوديين وعلى الأرجح الحريري لاستكشاف آفاق المرحلة ومحاولة ترميم الثقة مع الأخير.
ورغم الإشارات المتقدّمة التي صدرت من أكثر من طرف اقليمي ودولي حيال ضرورة وضع حدّ للشغور المستمر منذ نحو 18 شهراً، فإن قراءة حظوظ «الممانعة المسيحية» المستمرة حتى الساعة في منْع وصول فرنجية ترتبط بنقطة ما زالت ملتبسة وتحديداً لجهة «موجبات» لجوء الرئيس الحريري الى هذا الخيار المباغت.
وثمة روايتان ذات طابع اقليمي – دولي عن «الاسباب الموجبة» التي املت وضع خيار فرنجية على الطاولة، تتقاطعان حول القول ان انتخابه رئيساً من شأنه «الحد من الاضرار» التي ستصيب لبنان نتيجة بلوغ التطاحن في الساحات الاقليمية، ولا سيما في سورية مستويات اكثر حدة، لكنهما تختلفان في تظهير طبيعة تلك الاخطار التي املت هذا الخيار، وهما:
* رواية تستند الى «الواقعية الاميركية» التي سمعت ديبلوماسيتها من فرنجية تأكيده انه رغم صداقته للاسد فهو مع سيادة لبنان، الامر الذي من شأنه الحد من خطر التلاعب بالجغرافيا اللبنانية في حال انزلق الصراع في سورية الى التقسيم الذي يستدعي إقامة كيان علوي يمتدّ الى الحدود مع لبنان.وتأخذ هذه الرواية في الحسبان ان وجود فرنجية القريب من «حزب الله» على رأس السلطة من شأنه ايضاً الحؤول دون ارتداد الحزب على الداخل اللبناني في حال تعرضه للهزيمة في سورية.
* رواية اخرى ترى ان للسعودية مصلحة في الحد من الاضرار في لبنان عبر تقاسم السلطة بين رئيس للجمهورية من فريق«8 آذار»الموالي للنظام السوري وايران، وبين رئيس الحكومة الموالي للسعودية والنظام الاقليمي العربي، خصوصاً بعدما تحولت حرب اليمن الى عملية استنزاف مفتوحة دخل على خطها تنظيم «القاعدة»، وتورط الروس في حرب سورية التي اخذت منحى اكثر تعقيداً، وتالياً فان حفظ الاستقرار في لبنان وكسر مأزقه السياسي – الدستوري يضمن قيام حال من التعايش بين النفوذين السعودي والايراني على قاعدة تشبه «ربط النزاع».
عسيري: السعودية تبارك مبادرة طرْح فرنجية للرئاسة
| بيروت - «الراي» |
في أوضح موقف سعودي من طرْح اسم النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، قال سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري ان الرياض «لم تسمّ احداً ولن تسمي، لكنها تبارك هذه المبادرة التي جاءت لبنانية - لبنانية».
وقال عسيري بعد زيارته امس رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في ما بدا في اطار تحرك لدى القوى المسيحية المعترضة على خيار فرنجية: «لدينا مخاوف من التطورات في سورية ونرى وجوب تحصين لبنان من خلال انتخاب رئيس، ويجب ان يكون الامر من خلال توافق لبناني - لبناني»، معلناً «الفوضى ليست طيبة للبنان، ونشجع ونتمنى ان نرى جهوداً لبنانية ومسيحية اولاً للتوافق على من يرونه في هذا المكان».
وهل تقبل السعودية بان يتولى صديق الرئيس بشار الأسد الرئاسة في لبنان؟ أجاب: «نميز بين الرئاسة والصداقات الشخصية»، معلناً «ان شاء الله على العيد (الميلاد) او قبله يُملأ الفراغ بجهود الخيّرين ونرى السياح يعودون الى لبنان المستقر».
جنبلاط: الأسد لن يكسب شيئاً من ترشيح فرنجية
رفض النائب وليد جنبلاط في حديث مع «يورو نيوز» النظرية التي تقول «وكأن الرئيس الأسد اختار النائب سليمان فرنجية المقرب منه»، موضحاً «لا أشارك هذه النظرية لا من قريب ولا من بعيد. وأتحمل مسؤولية ما اقوله. وسمعتُ ذلك من أقرب الناس وما يسمى بالسياديين ومن غيرهم. لكن ابداً. أعتقد ان الاسد لديه همّ أكبر منا، ثم ماذا سيكسب بشار في لبنان. لديه(حزب الله)وورطه بالقتال في سورية فماذا يستطيع ان يكسب؟ لا شيء. وكما قلت لك، الصراع لا يزال في بدايته. لنعمل صفقة. في النهاية السياسة تسوية».