التسوية الرئاسية على محكّ جلسة البرلمان 16 الجاري

تصغير
تكبير
بقي لبنان يوم أمس «تحت تأثير» هبّة الفرح التي عمّته مع استرجاع عسكرييه الـ 16 الذين كانوا مخطوفين لدى «جبهة النصرة»، في إطار صفقة تبادُلٍ سرعان ما برزت «إسقاطات» لها على الواقع السياسي الذي يعيش في أجواء محاولة جدّية لتمرير استحقاق الانتخابات الرئاسية عبر الترشيح الذي ما زال غير رسمي لزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية والذي تراوح حظوظه بين حدّيْ «المئة بالمئة» او «الصفر بالمئة».

على أن هذا الانطباع لا يعني ان الطريق باتت مفتوحة أمام زعيم «تيار المردة» للوصول الى قصر بعبدا، في ظلّ المعوقات الفعلية التي تعترض هذا «الخيار» وتحديداً على الضفة المسيحيّة في ضوء الرفض غير المعلن لكل من «القوات اللبنانية» لاعتبارات تتصل بـ «الخط» السياسي لفرنجية الوثيق الصلة بالرئيس السوري بشار الاسد و«حزب الله»، وللعماد ميشال عون لأسباب تتّصل بـ «أحقيّته» في الترشح عن فريق8»8 آذار»، فيما يربط حزب «الكتائب» موقفه بمجموعة من الأسئلة الجوهرية التي تتصل بموقف فرنجية من الحرب السورية ومشاركة «حزب الله» فيها وسلاحه.


ورغم ان مبادرة الرئيس سعد الحريري الى طرْح «خيار فرنجية» جاءت على قاعدة انه بمثابة «العرض الذي لا يمكن رفْضه» من «حزب الله» وذلك في معرض الرغبة في كسْر حلقة المراوحة في الفراغ الذي قد يجرّ الى «موت مؤسساتي»، فإن المؤشرات حتى الساعة ما زالت تشي بأن دون هذا الطرح صعوبات يتداخل فيها الشخصي بالسياسي، من دون إغفال الحرج الكبير لدى «حزب الله» الذي يريد فوز زعيم «المردة» ولكنه لا يريد في اي شكل خسارة العماد عون، وهو ما عبّر عنه خلال جلسة الحوار مع «المستقبل» يوم الاثنين حين أجاب ممثلوه رداً على تأكيد موفدي الحريري ان طرْحه ترشيح زعيم «المردة» جدي بالسعي لأن يبذل جهداً في هذا الاتجاه، لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى «زعل» عون، على اعتبار ان «هيدا يميني وهيدا يميني» (أي فرنجية).

وفي موازاة ذلك، شخصت الأنظار على حِراك داخلي وآخر خارجي متصل بالاستحقاق الرئاسي. فعلى الصعيد الأوّل برزت الوقائع الآتية:

* إرجاء رئيس البرلمان نبيه بري جلسة انتخاب رئيس للجمهورية التي تَكرر امس عدم اكتمال نصابها وذلك الى موعد قريب (اسبوعان) لم يسبق ان اعتمده وهو 16 الجاري، في خطوة راوحت القراءة لها بين إما أنها في سياق «السباق مع الوقت» لاقتناص فرصة تمرير فرنجية قبل ان «تأكل التعقيدات» هذا الخيار، او انها في إطار «الحرب النفسية» على المعترضين، او انها فقط مراعاةً لفترة أعياد المولد النبوي والميلاد ورأس السنة.

* مبادرة النائب وليد جنبلاط قبيل العشاء المقرر بينه وبين فرنجية الى ما يشبه الترشيح العلني له من على منبر الرئيس بري، اذ اعلن وزيره وائل ابو فاعور أن رئيس «المردة» «لا يحتاج إلى التوقيع أو الإعتراف بمسيحيته لأنه من المسيحيين الأربعة الأقوياء الذين تم الإتفاق عليهم في بكركي»، لافتاً الى «أن التصرف بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان بات يقود البلاد إلى منزلاقات خطيرة»، وموضحاً ان «جنبلاط يخشى إذا لم تسر التسوية أن ندخل في المجهول الدستوري والسياسي والأمني»، داعياً إلى «الإقبال على التسوية المقترحة».

* التحرك الذي قام به وزير الداخلية نهاد المشنوق في اتجاه رئيس «القوات» سمير جعجع وهو الاول بين الجانبين بعد «الأزمة الصامتة» التي نجمت عن تبني الحريري ترشيح فرنجية.

* حركة السفير السعودي علي عواض عسيري في اتجاه كل من الرئيس بري ورئيس الحكومة تمام سلام، حيث برز كلامه عن «اننا نشجّع اي توافق لبناني - لبناني في الموضوع الرئاسي ونتمنى ان يكون هناك إنجاز لان تطورات المنطقة تتطلب ان يكون لبنان محصنا».

اما في الحِراك الخارجي، فتبرز اللقاءات التي يعتزم الحريري عقدها في باريس مع شخصيات لبنانية، وسط معلومات عن دخول فرنسا على خط هذا الملف وعن اجتماع مرتقب بين الرئيس فرانسوا هولاند ورئيس «المستقبل» وعن زيارة ممكنة لجعجع الى السعودية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي