في البداية وقبل كل شيء هناك تنبيهان، التنبيه الأول لوزارة الداخلية حيث أحب أن أبلغ إدارة جمع السلاح أن البندقية التي ورد ذكرها في عنوان المقال هي مطلع لقصيدة نزار قباني، والتي غنّتها كوكب الشرق أم كلثوم، وليست بندقية حقيقية أملكها وأدفنها وأنتظر ساعة الصفر من السيد حسن الحفناوي زوج كوكب الشرق. ولذلك وجب التنويه.
أما التنبيه الثاني فهو لك عزيزي القارئ فإذا لم تكن تعرف مطلع هذه القصيدة فأرجوك أن تدخل على «يوتيوب» الآن وتسمعها حتى تستطيع الركض معي بسهولة إلى آخر هذا العمود.
تقول الأغنية «أصبح عندي الآن بندقية، إلى فلسطين خذوني معكم»... طبعاً كي نقاتل إسرائيل، ولكن ليسمح لي «عمو» نزار قباني أن أقول له إن الوضع الآن تغير، وأصبحنا نردد «أصبح عندي الآن كلاشنيكوف، إلى العراق وسورية خذوني»، من أجل أن يقتتل السنة والشيعة وتبقى إسرائيل!
فالذين يملكون البندقية اليوم آخر همهم هو أن يحرروا فلسطين، ولكن همهم الأول هو تحرير الرؤوس من أجسادنا نحن.
وتقول الأغنية أيضاً «عشرون عاماً وأنا أبحث عن أرض وعن هوية»، ولكني أبشر سيدة الغناء العربي أنها أصبحت ستين عاماً الآن.. ولكننا لم نسكت فقد غنينا جميعاً لفلسطين الحلم العربي ولكنه تحول إلى كابوس أميركي.
أما بخصوص المقطع الثاني من الأغنية والذي يقول «أصبحت في قائمة الثوار، أفترش الأشواك.. والغبار..وألبس المنية»، فمما أوقع القلب في الأحزان والكمد أننا أصبحنا في قائمة الإرهاب وافترشنا القوارب إلى بلاد «بلفور» هرباً من غبار الحرب، ولم يعد أحد يلبس المنية من أجل فلسطين، ولكنه يلبس حزاماً ناسفاً من أجل مساجد الكويت والسعودية.
ولتسمح لي أيضاً الست أم كلثوم أن أقول لها إنها قد غنت الأغنية في وقت كان يحكم فيه مصر عضو مجلس قيادة الثورة جمال عبدالناصر، ولكننا اليوم نسمعها وقد حكم العراق وسورية أعضاء مجلس قيادة الشورى مثل لاريجاني والجولاني والبغدادي.
عموماً وبعد كل هذا التغير الذي طرأ على هذه القصيدة الجميلة لا مانع عندي أن أضرب بأغنية «أصبح عندي الآن بندقية» عرض الحائط والتفت لأغنية العندليب الأسمر «حاول تفتكرني»، وأهديها لشعب وأرض فلسطين.
حسناً عزيزي القارئ هل تعبت من الركض معي؟... تستطيع أن تقف الآن، ولكن أرجوك قف على الرصيف حتى لا تعطل سير خطط التنمية في البلاد العربية.
قصة قصيرة:
اجتمع خبير المتفجرات مع المجموعة التي ستنفذ العملية الانتحارية في أحد المجمعات عبر جهاز راديو محشو بالديناميت... واحتاروا كيف تكون لحظة الانفجار... وبعد مفاوضات أجمعوا على أن أفضل تردد لاستقبال موجة الانفجار هو إذاعة الشرق الأوسط.
كاتب كويتي
oh1alatwan@