قدمتها فرقة «الخليج العربي» على خشبة «الدسمة» ضمن فعاليات «صيفي ثقافي 10»

«شارع أوتوقراطيا»... صراعات مهمّشين ينتصرون لبعضهم

تصغير
تكبير
إنه «شارع أوتوقراطيا»... ذو الأصل اليوناني، حيث يتمثل الحكم المستبد في إطلاق سلطات الفرد أو الحزب، وحيث توجد الأوتوقراطية في الأحزاب الفاشلة. وكما نوّه فريق عمل المسرحية التي قدمت مساء أول من أمس على مسرح الدسمة، فإن «أوتوقراطيا» مصطلح يطلق على الحكومة، التي يترأسها شخص واحد أو جماعة أو حزب، لا يتقيد بدستور أو قانون، ويقوم الحكم على الاستبداد في إطلاق سلطات الفرد والحزب.

العمل المسرحي تم تقديمه ضمن الأعمال المسرحية والأنشطه التي ينظمها مهرجان صيفي ثقافي بدورته العاشرة، والذي يحمل عنوان «الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً». وأتت مشاركة فرقة مسرح الخليج العربي، لتقدم عرض مسرحية «شارع أوتوقراطيا»... المسرحية نفسها التي سبق وشاركت في دورة مهرجان أيام مسرح الشباب سابقاً، وحصدت جوائز عدة.


حضر العرض عدد من الشخصيات العامة والفنية والجمهور وعدد من ممثلي وسائل الإعلام. وسبقه عند الساعة الثامنة مساء، تكريم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون بدر الدويش لفريق فرقة مسرح الخليج العربي، وتسلم الدرع ميثم بدر رئيس مجلس الإدارة. وبعد ذلك، أطفئت أنوار الصالة في مسرح الدسمة. ثم بدأت القصة، حيث تدور الأحداث المسرحية، على ثلاثة أشخاص منسيين، ومهمشين في حياتهم، وهؤلاء هم المتسوّل (سعود بو عبيد) وفتاة منسية (منال الجارالله) وعازف الغيتار (حسين الحداد).

يعيش هؤلاء في أحد الشوارع في المدينة، يصلهم رجل مصاب برصاصة، وهو «ابن المحافظ». وبعد ذلك، يحاول المهمشون سرقة ما معه، لتدور الأحداث وسط شد وجذب، إلى أن يأتي المحقق والشرطي، ويتهمون الثلاثة بجريمة قتل. ولكن المحقق أراد كتمان أمر القتل كي لا تصل للصحافة والناس، ويتهمهم ظلماً، ويعيد كل منهم ذكرياته ولماذا وصل إلى هذه الحال، ولماذا أصبحوا معاً في عالم النسيان. وبالرغم من النقاشات الحادة بينهم في البداية، إلا أنهم في وقت الظلم هتفوا بكلمة «هذا صديقي»... في وقت الشدة، أصبح الثلاثة اخوة وكل منهم يريد أن يضحي من أجل الآخر.

المحقق الذي يعاني من عقدة نفسية منذ صغره بسبب قسوة والده، تأتيه الحالة النفسية في وقت غير مناسب، ويقرر إثبات التهمة عليهم. وبعد صراعاته مع ذكريات الماضي، وحين يعود الماضي بكل تفاصيله، يعذب صاحبه، إلى أن يفقد السيطرة ويموت. ثم يتولى الشرطي المهام، ويقوم بإلصاق التهمة بالمحقق، بعد أن قتل الشحاذ، وينسب الشرطي الشهامة له. في هذا العرض، أضاف أعضاء الفرقة بعض القفشات التي صبّت في خدمة المسرحية، منها موضوع «السمك» في الوقت الراهن وغلاء الأسعار. جاء الأمر ضمن الحوارات، وتناسب مع الحدث الدرامي المسرحي.

الديكورات والإكسسوارات أتت أيضاً لتخدم المسرحية، وعاش الحاضرون في زمن قديم جوارهم، وكان عنصر إبهار بصريا. كما أن المخرج الشاب علي بدر رضا تحكم في إيصال الفكرة مع الأداء التمثيلي، ولم يشعرنا بالرتابة، بل كثف عناصر التشويق والترقب للمتلقي... هو «شاطر» في ترتيب أفكاره، واستغل الموسيقى التي جاءت في خدمة المسرحية.

أما الإضاءة، فأضفت على جميع اللوحات والأحداث جواً خاصاً، فيما تناغمت الموسيقى مع أداء وأصوات الممثلين على خشبة المسرح. وكذلك لعبت الأزياء دورها وتناسبت مع كل شخصية، وبحقبة قديمة جداً.

السينوغرافيا جاءت متكاملة نوعاً ما، بمجهود شبابي، ووظفت بشكل سليم، وجعل المخرج الحاضرين يشعرون وكأنهم يعيشون في ذلك الزمن ووسط الحدث المسرحي والأجواء.

بدورهم، أثبت الممثلون أنهم محبون للمسرح، وقدموا عرضاً جميلاً وأوصلوا الفكرة. وبينوا أن المسرح الأكاديمي فن ولغة فيها رسائل مباشرة وغير مباشرة في آن واحد. ولعل «ملح العرض» سعود بو عبيد عكس ذلك بوضوح من خلال تقديمه لدور المتسول (الطرار)، فلعب الشخصية بكوميديا وتراجيديا في آن واحد.

كما لمس الحاضرون التعاون بين الممثلين جميعاً، إذ كل منهم أعطى للآخر فرصة، «مرتبين» بالأداء والتمثيل، علماً أن الفنان يوسف البغلي حلّ بديلاً للفنان إبراهيم الشيخلي (الممثل الأساسي في العرض الأول)، وذلك بسبب ظروف فنية خاصة بالشيخلي حالت دون مشاركته من جديد.

أما المؤلفة فاطمة العامر، فتفننت في كتابتها، وسلطت الضوء على الأحوال المعيشية، والمشاكل السائدة الاجتماعية.

«شارع اوتوقراطيا» من تأليف فاطمة العامر، إخراج علي بدر رضا، وتمثيل إبراهيم الشيخلي، منال الجارالله، أحمد التمار، سعود بوعبيد وحسين الحداد، إضافة إلى مجموعة من المشاركين. أما تصميم الديكور والإكسسوار، فلعمر الظفيري، تنفيذ الديكور لعبداللطيف أشكناني، الأزياء لفهد الهاجري، الإضاءة لسعود الرغيب، ماكياج سارة دشتي وتأليف الموسيقى لعبدالله المسعود.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي