عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

رحيل «الياقوت» حامد

تصغير
تكبير
عندما تريد أن تتحدث عن سيرة فقيد الدعوة الإسلامية الأستاذ والمستشار «حامد الياقوت» - رحمه الله - لا تدري من أين تبدأ وفي أي شيء تنتهي وتختم.

تذكرت قول الشاعر:


لعمرك ما الرزية فقد مال

ولا شاة تموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد شهم

يموت بموته خلق كثير

من يلتق بأبي يوسف يدرك منذ اللحظة

الأولى مدى تواضع الرجل وسماحته ولين جانبه وسعة صدره، ومن يجلس معه أو يحاوره يعلم

مدى الهم الذي كان يحمله - رحمه الله - تجاه أمته ودعوته ووطنه والمؤسسة الدعوية التي تحمّل قيادتها.

ولقد قرأت ما كتبه الأخوة ممن عاصروه في مراحل مختلفة من حياته الدعوية، فوجدت الإشارة إلى حمله لصفات الرجولة منذ ريعان شبابه حين التحق بشباب جمعية الإصلاح، وقرأت عن همته العالية وتحمله للصعاب وقدرته على اتخاذ القرار فكان مثالاً وقدوة في القيادة والريادة.

بذل - رحمه الله - من وقته وجهده وماله وصحته من أجل رفع راية الحق، وتحمل عبء قيادة العمل في فترةٍ أحجم فيها الآخرون إما تورعاً وإما انشغالاً، وظل يحمل هم الدعوة إلى الله إلى آخر اللحظات من حياته، فكان رمزاً للهمة العالية التي لا تعرف الكلل أو الملل.

كان - رحمه الله تعالى - حريصاً على تطوير أداء جمعية الإصلاح، وكان يدفع باتجاه مزيد من الشراكة المجتمعية.

واستطاع أبو يوسف مع إخوانه في مجلس الإدارة قيادة دفّة الجمعية إلى بر الأمان في أجواءِ بحر متلاطم الأمواج أثرت فيه التغيرات التي يشهدها عالمنا العربي والإسلامي، وما صاحبها من تضييق على العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، والتي دعا بعضها إلى إغلاق الجمعية والتضييق على المنتسبين لها.

ولكن بحمد الله وتوفيقه ثم بالحكمة التي عرف بها الأستاذ الياقوت وإخوانه، مرت تلك الأزمة على خير مع بعض الخدوش التي كان لا بد منها مع الصراعات الدائرة محلياً وعربياً.

عزاؤنا في رحيل فقيد الدعوة أن الله تعالى قبضه إليه يوم جمعة، وكما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن من توفاه الله تعالى يوم الجمعة أو ليلتها فقد وقاه الله من فتنة القبر، وعزاؤنا بالفقيد تلك الجموع الغفيرة التي حضرت وشهدت جنازته فصلّت عليه ودعت له، وفي الحديث الصحيح: «ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون بالله شيئاً، إلا شفّعهم الله فيه».

نقول لأبناء الفقيد الياقوت (يوسف - بدر - خليفة - محمد) ولزوجته الوفية أم يوسف عظّم الله أجركم بفقيدنا وفقيدكم، ولكم أن تفخروا برجل عظيم فرض احترامه على المخالفين له قبل أصدقائه، وأثنى عليه القريب والبعيد، فرحمه الله برحمته الواسعة.

ونقول لكل من أحب الاستاذ حامد - وخاصة من أبناء الدعوة الإسلامية - إن من صدق محبتك له أن تكمل مسيرته، وأن تحقق من الإنجازات الدعوية ما كان يطمح له.

****

براءة جمعية الإصلاح:

الحمد لله كثيراً على صدور حكم محكمة الاستئناف والذي أبطل الدعوى التي رفعها البعض مطالباً بإغلاق جمعية الإصلاح الاجتماعي وحل مجلس إدارتها، وهذا إن دلَّ فإنما يدل على سلامة المنهج الذي تتبعه الجمعية، والوسائل المشروعة التي تستخدمها في ترسيخ المبادئ والأخلاق التي دعا لها إسلامنا الحنيف.

وأقول لأبناء الجمعية وأعضائها ومحبيها: لعل في رفع الدعوى القضائية على الجمعية خيراً لها، إذا تعرّف على منهجها وإنجازاتها من كان يجهلها، وكما قيل:

وإذا أراد الله نشر فضيلة طُويت

أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت

ما كان يعرف طيب عرف العود

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي