لهم 16 مسجداً و60 مصلى في كل أنحاء كوريا الجنوبية
35 ألف مسلم ... على 50 مليون كوري
المخطط الجديد للمسجد
الطالب كونغ جاي هيونغ
طلاب ثانوية من سيول يزورون المسجد
مدرسة الأمير سلطان الإسلامية في سيول
إمام المسجد عبد الرحمن لي جو- هوا
• طلاب «ثانوية» كانوا يجولون في المسجد: «داعش» لا يمثل الإسلام
• حي إيتاوين الذي يستضيف المسجد ومطاعم الحلال أحد أكثر المناطق شعبية في سيول
• إمام مسجد سيول عبد الرحمن لي جو- هوا لـ «الراي»:
- نمارس شعائرنا بحرية مثل أتباع جميع الديانات
- قد تحدث مضايقات ولا سيما للمحجبات من بعض سيئي الأخلاق لكن ذلك لا يعتبر حملة ضد الإسلام
- أسلمت قبل 30 عاماً بعد زيارة إلى المسجد وتركت دراستي في الفيزياء وتحولت إلى الدين
• حي إيتاوين الذي يستضيف المسجد ومطاعم الحلال أحد أكثر المناطق شعبية في سيول
• إمام مسجد سيول عبد الرحمن لي جو- هوا لـ «الراي»:
- نمارس شعائرنا بحرية مثل أتباع جميع الديانات
- قد تحدث مضايقات ولا سيما للمحجبات من بعض سيئي الأخلاق لكن ذلك لا يعتبر حملة ضد الإسلام
- أسلمت قبل 30 عاماً بعد زيارة إلى المسجد وتركت دراستي في الفيزياء وتحولت إلى الدين
حين وصلنا الى مسجد سيول المركزي، كان إمامه عبد الرحمن لي جو- هوا مشغولا باعداد مراسم جنازة لاحد موظفي السفارة الاندونيسية الذي توفي قبل ذلك بيوم واحد، وكان ذوو المتوفي ينتظرون في الخارج لاتمام المراسم والصلاة على الجثمان للتوجه الى المدفن ودفنه، لذا كان الامام منشغلا جدا كونه هو الذي يشرف على العملية كلها.
وبما انني كنت عائدا الى الكويت في اليوم نفسه فقد انتظرته حتى انتهى من عمله، خصوصا وانني كنت قد ذهبت الى المسجد في الليلة السابقة برفقة زميل برتغالي مهتم بالاسلام ووجدنا ان الامام قد غادر.
وصودف كذلك وجود عدد من طلاب الثانوية الكوريين الجنوبيين الذين جاؤوا للتعرف على الثقافة الاسلامية في اطار رحلة مدرسية تندرج ضمن زياراتهم الخارجية.
سألت طالبة تدعى جونغ ساي يان وعمرها 18 عاما عن الذي جاءت تفعله في المسجد، فردت بالقول: «نريد ان نتعرف على الدين الاسلامي». اما زميلها كونغ جاي هيونغ وعمره 19 عاما، وهو الذي يلعب في الرحلة دور الدليل، فقال: «اريد ان اشرح للطلاب عن الاسلام». سألته: «ماذا تعلم عن الاسلام؟»، فقال: «أعلم القليل فقط. اعلم عن الصيام في رمضان وعن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)» فسألته:«هل تعتقد ان داعش يمثل الاسلام؟» فرد اكثر من طالب قائلين: «لا». ثم واصلوا جولتهم في المسجد تتقدمهم معلمتهم.
واذ تشير اجاباتهم الى انهم يستطيعون التمييز بين الدين وبين بعض الذين يستغلون هذا الدين، فإنه لم يكن خافياً ان ما قام به «داعش» من أعمال وحشية احتلت العناوين في العالم كله، اثار فضول هؤلاء وغيرهم للتعرف على هذا الدين.
يقع مسجد سيول على قمة تلة حادة الارتفاع في منطقة إيتاوين المكتظة والمزدهرة جدا في وسط المدينة، والصعود اليه على القدمين ليس سهلا، ولا سيما لكبار السن، وقد انتشرت حوله، أي في الحي نفسه، المطاعم التي تعلن على واجهاتها عن بيع الطعام الحلال، وغالبيتها مطاعم تركية تقدم الكباب واللحوم المشوية، وهي مطاعم تحظى بشعبية في كوريا الجنوبية، ولكن يظهر بين زبائنها كذلك سياح اجانب غربيون ومسلمون من كوريا الجنوبية ومن الجاليات الاسلامية الأجنبية في البلاد، وبينهم نساء محجبات، لكن ارتداء النقاب نادر جدا.
وفي المنطقة نفسها، يمكن ان تعثر على وكالات سفر تعلن عن تنظيم رحلات حج وعمرة الى مكة المكرمة.
الاسلام دين جديد في كوريا الجنوبية، وفق ما يقول الشيخ عبد الرحمن، وهو نفسه متحول الى الاسلام، بعد ان كان من فئة من لادين لهم الذين يعتمدون الكونفوشيوسية والذين يشكلون نحو 40 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة، بينما يمثل المسيحيون 35 في المئة والبوذيون 23 في المئة.
ويوضح عبد الرحمن ان المسلمين من حملة الجنسية الكورية الجنوبية هم 35 ألف شخص فقط جميعهم تقريبا من الكوريين الاصليين الذين اشهروا اسلامهم، فيما هناك مئة ألف اخرون من ابناء الجاليات الاسلامية الاجنبية، مشيرا الى ان هولاء من المسلمين السنة، في حين يوجد عدد قليل من المسلمين الشيعة من الايرانيين وغيرهم، ولدى هؤلاء مصلى في العاصمة.
مسجد سيول المركزي، وهو واحد من 16 مسجدا فقط في عموم البلاد، اضافة الى 60 مصلى منتشرة في كل انحائها تقريبا، بني في العام 1976، بتبرعات جمعت من المسلمين في انحاء العالم، وفق الشيخ عبد الرحمن، بينما الارض التي بني عليها تبرعت بها الحكومة الكورية الجنوبية.
وعما اذا كانت هناك كتب اسلامية باللغة الكورية، يجيب الشيخ عبد الرحمن، بأن القرآن الكريم مترجم الى اللغة الكورية وهناك كتب عن شرح الاسلام الا انها ليست كثيرة.
وعما اذا كان المسلمون يتعرضون لمضايقات كما يحصل في اماكن اخرى من العالم، قال ان «المسلمين في كوريا الجنوبية ليس لديهم مشكلة. وهم يعيشون بحرية مثلهم مثل اتباع اي دين اخر في البلاد» الا انه اوضح انه قد تحدث مضايقات للمسلمين يقوم بها بعض سيئي الاخلاق الذين لا يستهدفون المسلمين بالضرورة، وانما قد يضايقون امراة محجبة بالسخرية منها او ما شابه، لكنه اضاف: «نحن نعتبر ذلك من باب الجهاد للاخت المحجبة وحماية الدين، ولا تعتبر هذه مضايقات للمسلمين عموما في كوريا الجنوبية».
وعن تحوله الى الاسلام، يقول الشيخ البالغ من العمر 53 عاما، انه اسلم قبل ثلاثين عاما حين كان طالب فيزياء في جامعة بمدينة تسمى كيانغبوك، بعد زيارة الى المسجد الذي يتولى امامته حاليا والذي كان حينها قد فتح حديثا.
ويضيف الشيخ: «اخذت بعض الكتيبات وقرأتها ووجدت بها شيئا اعجبني وبعد ذلك تركت دراستي في الفيزياء و ذهبت الى المملكة العربية السعودية في العام 1985 وتعلمت اللغة العربية واصول الدين ورجعت الى كوريا في العام 1994 واصبحت اماما للمسجد»..
وهناك مشروع لتوسعة المسجد الذي يبدو ان مساحته الحالية لم تعد تستوعب النشاطات التي يقوم بها.
ويؤكد عبد الرحمن ان التصاميم المخصصة للتوسعة قد انجزت ويبدأ تنفيذها قريبا، وبالفعل ففي مكتبه علق على الجدار مخطط للمسجد الجديد.
وبالقرب من المسجد توجد مدرسة اسلامية تحمل اسم ولي العهد السعودي الراحل الامير سلطان بن عبد العزيز، وهي تقدم دروسا في الاسلام واللغة العربية بعد الظهر.
وموظفو وموظفات الاتحاد الاسلامي الكوري الذي يشرف على المسجد هم في الغالب من المسلمين والمسلمات الكوريين، ويقول أحدهم ان رواتبهم تأتي من المملكة العربية السعودية.
وفي الزيارة الاولى للمسجد كان فيه شخص قد وصل للتو من المملكة العربية السعودية وهو باكستاني، واخر افغاني وثالث تركي. والاخيران ممن يعيشون في كوريا ولكن ليس من الكوريين.
وأكد الزائر الباكستاني المقيم في المملكة انه في مهمة تستغرق شهرا لنشر الاسلام في كوريا الجنوبية.
ويشير كتيب باللغة الانكليزية عن الاسلام في كوريا ان انتشار الاسلام في البلاد بدأ خلال الحرب الكورية التي امتدت بين العام 1950 والعام 1953 على يد الشيخ زبير كوتش وشقيقه عبد الرحمن من الكتيبة التركية التي شاركت في الحرب الى جانب 15 دولة اخرى فضلا عن خمس دول قدمت مساعدات طبية، بعد ان احتلت كوريا الشمالية بدعم من قوات صينية معظم كوريا الجنوبية. وفقدت تلك الكتيبة المئات من عناصرها في الحرب، وما زالت قبورهم موجودة ضمن مقبرة الامم المتحدة في سيول.
ويشرف على شؤون المسلمين في كوريا الاتحاد الاسلامي الكوري الذي كانت له فروع في عدد من الدول العربية وبينها الكويت، الا ان الفرع في الكويت مغلق حاليا. ويدير الاتحاد عيادة طبية تتنقل بين المناطق في البلاد وتقدم الخدمات صفة شهرية للعمال المسلمين الأجانب في كوريا كما يدير مركزا ثقافيا وينظم نشاطات كثيرة تهدف الى التعريف بالاسلام.
وبما انني كنت عائدا الى الكويت في اليوم نفسه فقد انتظرته حتى انتهى من عمله، خصوصا وانني كنت قد ذهبت الى المسجد في الليلة السابقة برفقة زميل برتغالي مهتم بالاسلام ووجدنا ان الامام قد غادر.
وصودف كذلك وجود عدد من طلاب الثانوية الكوريين الجنوبيين الذين جاؤوا للتعرف على الثقافة الاسلامية في اطار رحلة مدرسية تندرج ضمن زياراتهم الخارجية.
سألت طالبة تدعى جونغ ساي يان وعمرها 18 عاما عن الذي جاءت تفعله في المسجد، فردت بالقول: «نريد ان نتعرف على الدين الاسلامي». اما زميلها كونغ جاي هيونغ وعمره 19 عاما، وهو الذي يلعب في الرحلة دور الدليل، فقال: «اريد ان اشرح للطلاب عن الاسلام». سألته: «ماذا تعلم عن الاسلام؟»، فقال: «أعلم القليل فقط. اعلم عن الصيام في رمضان وعن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)» فسألته:«هل تعتقد ان داعش يمثل الاسلام؟» فرد اكثر من طالب قائلين: «لا». ثم واصلوا جولتهم في المسجد تتقدمهم معلمتهم.
واذ تشير اجاباتهم الى انهم يستطيعون التمييز بين الدين وبين بعض الذين يستغلون هذا الدين، فإنه لم يكن خافياً ان ما قام به «داعش» من أعمال وحشية احتلت العناوين في العالم كله، اثار فضول هؤلاء وغيرهم للتعرف على هذا الدين.
يقع مسجد سيول على قمة تلة حادة الارتفاع في منطقة إيتاوين المكتظة والمزدهرة جدا في وسط المدينة، والصعود اليه على القدمين ليس سهلا، ولا سيما لكبار السن، وقد انتشرت حوله، أي في الحي نفسه، المطاعم التي تعلن على واجهاتها عن بيع الطعام الحلال، وغالبيتها مطاعم تركية تقدم الكباب واللحوم المشوية، وهي مطاعم تحظى بشعبية في كوريا الجنوبية، ولكن يظهر بين زبائنها كذلك سياح اجانب غربيون ومسلمون من كوريا الجنوبية ومن الجاليات الاسلامية الأجنبية في البلاد، وبينهم نساء محجبات، لكن ارتداء النقاب نادر جدا.
وفي المنطقة نفسها، يمكن ان تعثر على وكالات سفر تعلن عن تنظيم رحلات حج وعمرة الى مكة المكرمة.
الاسلام دين جديد في كوريا الجنوبية، وفق ما يقول الشيخ عبد الرحمن، وهو نفسه متحول الى الاسلام، بعد ان كان من فئة من لادين لهم الذين يعتمدون الكونفوشيوسية والذين يشكلون نحو 40 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم 50 مليون نسمة، بينما يمثل المسيحيون 35 في المئة والبوذيون 23 في المئة.
ويوضح عبد الرحمن ان المسلمين من حملة الجنسية الكورية الجنوبية هم 35 ألف شخص فقط جميعهم تقريبا من الكوريين الاصليين الذين اشهروا اسلامهم، فيما هناك مئة ألف اخرون من ابناء الجاليات الاسلامية الاجنبية، مشيرا الى ان هولاء من المسلمين السنة، في حين يوجد عدد قليل من المسلمين الشيعة من الايرانيين وغيرهم، ولدى هؤلاء مصلى في العاصمة.
مسجد سيول المركزي، وهو واحد من 16 مسجدا فقط في عموم البلاد، اضافة الى 60 مصلى منتشرة في كل انحائها تقريبا، بني في العام 1976، بتبرعات جمعت من المسلمين في انحاء العالم، وفق الشيخ عبد الرحمن، بينما الارض التي بني عليها تبرعت بها الحكومة الكورية الجنوبية.
وعما اذا كانت هناك كتب اسلامية باللغة الكورية، يجيب الشيخ عبد الرحمن، بأن القرآن الكريم مترجم الى اللغة الكورية وهناك كتب عن شرح الاسلام الا انها ليست كثيرة.
وعما اذا كان المسلمون يتعرضون لمضايقات كما يحصل في اماكن اخرى من العالم، قال ان «المسلمين في كوريا الجنوبية ليس لديهم مشكلة. وهم يعيشون بحرية مثلهم مثل اتباع اي دين اخر في البلاد» الا انه اوضح انه قد تحدث مضايقات للمسلمين يقوم بها بعض سيئي الاخلاق الذين لا يستهدفون المسلمين بالضرورة، وانما قد يضايقون امراة محجبة بالسخرية منها او ما شابه، لكنه اضاف: «نحن نعتبر ذلك من باب الجهاد للاخت المحجبة وحماية الدين، ولا تعتبر هذه مضايقات للمسلمين عموما في كوريا الجنوبية».
وعن تحوله الى الاسلام، يقول الشيخ البالغ من العمر 53 عاما، انه اسلم قبل ثلاثين عاما حين كان طالب فيزياء في جامعة بمدينة تسمى كيانغبوك، بعد زيارة الى المسجد الذي يتولى امامته حاليا والذي كان حينها قد فتح حديثا.
ويضيف الشيخ: «اخذت بعض الكتيبات وقرأتها ووجدت بها شيئا اعجبني وبعد ذلك تركت دراستي في الفيزياء و ذهبت الى المملكة العربية السعودية في العام 1985 وتعلمت اللغة العربية واصول الدين ورجعت الى كوريا في العام 1994 واصبحت اماما للمسجد»..
وهناك مشروع لتوسعة المسجد الذي يبدو ان مساحته الحالية لم تعد تستوعب النشاطات التي يقوم بها.
ويؤكد عبد الرحمن ان التصاميم المخصصة للتوسعة قد انجزت ويبدأ تنفيذها قريبا، وبالفعل ففي مكتبه علق على الجدار مخطط للمسجد الجديد.
وبالقرب من المسجد توجد مدرسة اسلامية تحمل اسم ولي العهد السعودي الراحل الامير سلطان بن عبد العزيز، وهي تقدم دروسا في الاسلام واللغة العربية بعد الظهر.
وموظفو وموظفات الاتحاد الاسلامي الكوري الذي يشرف على المسجد هم في الغالب من المسلمين والمسلمات الكوريين، ويقول أحدهم ان رواتبهم تأتي من المملكة العربية السعودية.
وفي الزيارة الاولى للمسجد كان فيه شخص قد وصل للتو من المملكة العربية السعودية وهو باكستاني، واخر افغاني وثالث تركي. والاخيران ممن يعيشون في كوريا ولكن ليس من الكوريين.
وأكد الزائر الباكستاني المقيم في المملكة انه في مهمة تستغرق شهرا لنشر الاسلام في كوريا الجنوبية.
ويشير كتيب باللغة الانكليزية عن الاسلام في كوريا ان انتشار الاسلام في البلاد بدأ خلال الحرب الكورية التي امتدت بين العام 1950 والعام 1953 على يد الشيخ زبير كوتش وشقيقه عبد الرحمن من الكتيبة التركية التي شاركت في الحرب الى جانب 15 دولة اخرى فضلا عن خمس دول قدمت مساعدات طبية، بعد ان احتلت كوريا الشمالية بدعم من قوات صينية معظم كوريا الجنوبية. وفقدت تلك الكتيبة المئات من عناصرها في الحرب، وما زالت قبورهم موجودة ضمن مقبرة الامم المتحدة في سيول.
ويشرف على شؤون المسلمين في كوريا الاتحاد الاسلامي الكوري الذي كانت له فروع في عدد من الدول العربية وبينها الكويت، الا ان الفرع في الكويت مغلق حاليا. ويدير الاتحاد عيادة طبية تتنقل بين المناطق في البلاد وتقدم الخدمات صفة شهرية للعمال المسلمين الأجانب في كوريا كما يدير مركزا ثقافيا وينظم نشاطات كثيرة تهدف الى التعريف بالاسلام.