منى فهد عبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي

مسؤول يطردني... !

تصغير
تكبير
السلوك الأخلاقي هو مجموعة العادات والتصرفات والمواقف اليومية لأي شخص، وفي الحقيقة هو ثمرة المعرفة والمشاعر والميول الأخلاقية، وكثير من أحكام ديننا الحنيف منوطة بالسلوك، وليس بالخواطر والميول والأمنيات. إن الشخص المستقيم أخلاقيا دائما يكافح نزاعاته وأهواءه، ويقاوم المغريات التي تعتريه من أجل البقاء على سلوكه الأخلاقي.

صاحب السلوك الأخلاقي يحاول أن يجعل عاداته حميدة وفاضلة، وهذا هو النصر الحقيقي في هذه الحياة، نضيف إلى ذلك أن صاحب السلوك الأخلاقي يدير تصرفاته اليومية لتكون أخلاقية، فهو يُقدم على بعض الأمور، ويحجم عن أخرى، ويتكلم أحيانا، ويسكت في أحيان أخرى، كما أنه يُعرض عن أشياء، ويهتم بأخرى... إنه يراقب تصرفاته، ويجمل ويزين كل خطوة من خطواته بغية الحفاظ على توازنه الأخلاقي.


وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكشف السلوكيات الأخلاقية لأحد المسؤولين حين قمت بزيارته يوم الأربعاء الموافق 11/ مارس/ 2015في مكتبه لأنقل له بعض الملاحظات التي قد تعين وتساعد في الترميم والإصلاح. كانت مدة اللقاء تقريبا 12دقيقة حدث سجال بيني وبينه انتهى بطردي من مكتبه، والإيجابية اليتيمة التي خرجت بها هي كشف السلوكيات الأخلاقية لرجل اعتلى منصبا منذ العام 1995إلى يومنا هذا، زرته تقريبا أكثر من ثلاث مرات في كل مرة كان أسلوبه جافا، ويتسم بضيق الصدر، كما أنه لا يمتلك مهارات تعينه على احتواء الزائر، ويفتقد لمهارة الإنصات والتوازن الداخلي التي تمتص انفعال المراجع، كما أن انجازاته قليلة وبسيطة لا ترقى بمستوى منصبه.

حاجتنا اليوم إلى الأخلاق الحميدة، والنفس الإيجابية السويّة تفوق حاجتنا إليها في أي زمان مضى، حيث إن الناس باتوا اليوم يتعرضون لضغوط العمل، وضغوط الوظيفة، وضغوط مطالب الحياة اليومية التي تفوق طاقتهم على التحمل، ما يعني ضرورة اليقظة والانتباه لما نفقده من أخلاق واتِّزان نفسي، والانتباه لما يجب علينا أن نجدده من أوضاعنا النفسية والسلوكية والأخلاقية.

ختاما: نقول لكل مسؤول إن المنصب تكليف لا تشريف، فإن لم تستطع أن تكون الخادم الأمين للكويت وأهلها لهم فتنحَ واترك المنصب لمن يستحقه.

[email protected]

mona_alwohaib@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي