الموت غيب «الأستاذ» يوسف شاهين عن 82 عاما
غيب الموت أمس الفنان والمخرج المصري يوسف شاهين الملقب بـ«الأستاذ» عن عُمْر يناهز 82 عاما قدم خلالها إنتاجا سينمائيا متميزا نحو 35 فيلما روائيا طويلا و6 أفلام روائية وتسجيلية قصيرة.
شاهين وافته المنية في مستشفى المعادي (جنوب القاهرة) بعد فترة من المرض وعقب عودته قبل أيام من باريس، بعد أن ظل في حالة غيبوبة كاملة لأيام عدة في المستشفى الأميركي في العاصمة الفرنسية، وبعد أن أجريت له جراحة لوقف نزيف في المخ.
المخرج الراحل صاحب مدرسة سينمائية تخرج فيها الكثير من الفنانين والفنيين والمخرجين، وهو من مواليد 25 يناير 1926 في الإسكندرية وحصل على الابتدائية من مدارس الفرير، ثم انتقل إلى مدرسة فيكتوريا وحصل منها على شهادة الثانوية العامة. وسافر إلى الولايات المتحدة حيث درس فنون المسرح والسينما في معهد باسادينا بلايهاوس لمدة عامين، أعطاه رائد التصوير ألفيس أورفانيللي الفرصة الأولى لدخول عالم السينما، وأخرج شاهين فيلمه الأول «بابا أمين» العام 1949، وكان عمره 23 عاماً.
ومن بين ما قدم في مسيرته السينمائية سيرته الذاتية، والتي قدمها فى أفلام عدة، من بينها: «إسكندرية ليه»، «إسكندرية كمان وكمان»، «حدوتة مصرية»، «إسكندرية - نيويورك».
كما قدم أيضا أفلاما «تاريخية» هي: «الناصر صلاح الدين»، «وداعاً بونابرت»، «المهاجر» و«المصير».
بالإضافة إلى الأفلام الغنائية والاستعراضية، وكانت له رؤية سياسية في أفلام: «الأرض - العصفور - الاختيار - عودة الابن الضال - جميلة بوحريد»، الذي يُعد عملاً سينمائياً له تفرده.
كما كان له رؤية اجتماعية كما في أفلام: صراع في الوادي، باب الحديد.
واكتشف شاهين العديد من الوجوه على مدار تاريخه السينمائي، كما غير من أداء نجوم كبار مثل: حسين رياض ليجعله «كوميديا»، وفريد الأطرش، علاوة على أنه قدم نفسه كممثل في دور «قناوي» في فيلم «باب الحديد».
حصد الراحل العديد من الجوائز المحلية والعالمية ففي العام 1970 حصل على «التانيت الذهبي» في مهرجان قرطاج عن مجمل أعماله.
وفي العام 1979 حصل على جائزة الدب الفضي، وعلى الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في برلين عن فيلم «إسكندرية ليه» أول أجزاء السيرة الذاتية التي تتضمن «حدوتة مصرية» و«إسكندرية كمان وكمان».
وفي العام 1994 حصل على جائزة الدولة التقديرية، وفي العام 1997 حصل على جائزة مهرجان «كان» في عيده الخمسين عن مجمل أعماله، وفي العام 1997 حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة «VIII Paris» في فرنسا.
وحصل على أكثر من 12 وساما من مختلف الدول العربية والأوروبية، وفي العام 2002 حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في القاهرة كما حصل أيضاً على الدكتوراه الفخرية من جامعة مارسيليا بفرنسا.
في العام 2004 أخرج فيلم «إسكندرية - نيويورك» الذي تم اختياره ليعرض في فعاليات افتتاح مهرجان «كان» السينمائي الدولي، وفي العام 2006 منحه الرئيس الفرنسي جاك شيراك أرفع وسام شرف برتبة قائد تقديراً لموهبته السينمائية وتأثيره العالمي بأفلامه التي ساهمت في التقارب الفرنسي - العربي.
وفي العام 1972 وقع على أول اتفاق للإنتاج المشترك بين مصر والجزائر لإخراج فيلم «العصفور» الذي خرج للنور في أبريل العام 1973.
وفي العام 1992 عرض عليه جاك لاسال مدير مسرح «الكوميدي فرانسيز» في باريس إخراج مسرحية من اختياره، ووقع اختياره على «كاليغولا» لالبير كامو، وحققت المسرحية نجاحاً مذهلاً في باريس.
وفي العام 1999 تم اختيار فيلمه «الآخر» لافتتاح قسم «نظرة ما» بمهرجان «كان» السينمائي، وفي العام 2001 أخرج فيلم «سكوت ح نصور» الذي كان ضمن الاختيار الرسمي لمهرجان فينسيا، وتم تكريمه في إطار تكريم 3 مبدعين من صناع السينما العالميين وتسليمه وسام المهرجان.
وكان شاهين أصيب مساء 15 يونيو الماضي بنزيف في المخ، وفي اليوم التالي دخل في غيبوبة، وعلى متن طائرة خاصة نقل على باريس، ثم عاد إلى القاهرة لينهي مسيرة حياته.
أطباء مصريون: المستشفى الأميركي في باريس ... وراء تدهور حالة شاهين
| القاهرة - من مروة فتحي |
كشف المنتج جابي خوري «ابن شقيقة المخرج الراحل يوسف شاهين» عن أن العزاء الخاص بالراحل سيقام غدا «الثلاثاء» في السابعة مساء في استوديو نحاس، بينما يقام في الواحدة ظهر اليوم القداس على روح الفقيد في كاتدرائية القيامة في بطريركية الروم الكاثوليك في الظاهر بالفجالة (وسط القاهرة)، وبعدها يوارى جثمان الفقيد الثرى في مقابر العائلة بالشاطبي في الإسكندرية.
وفي مستشفى المعادي - الذي شهد وفاة شاهين - أكد فريق العمل أن الوفاة جاءت نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية لدرجة أن أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفى فشلت في إسعافه، فانتقل إلى مثواه الأخير وفي مفاجأة غير متوقعة أخلى المستشفى مسؤوليته تجاه الوفاة، وألقى المسؤولية كاملة على المستشفى الأميركي في فرنسا - في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس - والذي نقل إليه الراحل قبل 3 أسابيع.
الأطباء المعالجون قالوا: إن المستشفى لم يجر أي إسعافات من شأنها الوصول بالحالة إلى أفضل حالاتها واكتفى فقط بوقف نزيف المخ ولم يتعامل مع الحالة بشكل طبي متميز.
كما أكد فريق الأطباء المصري أن الدور الذي لعبه مستشفى المعادي كان يختص بالحفاظ على عمل الأجهزة الحيوية الموجودة في جسم شاهين مثل «الرئة والقلب» بحيث يعملان بشكل طبيعي، لكن الجميع فوجئوا في الثالثة صباح أمس بهبوط حاد في الدورة الدموية وكانت الوفاة.
يوسف شاهين وهند رستم في فيلم «باب الحديد»
الراحل يتابع تصوير أحد الأفلام