فقدوا الأضواء «الاصطناعية»... فشعّوا في الأفق «الإلكتروني»

كويتيون «يغازلون» الحكومة في ليلة ظلماء: «نورتونا يا حبايب... طفوا نور الكهربا؟!»

تصغير
تكبير
علت أصوات الكويتيين، في ضوء شموع «الاحتياطات المنزلية» عقب الانطفاء المفاجئ للتيار الكهربائي ليلاً، واشعلت وسائل التواصل الاجتماعية بأحاديث السياسة «سراجيين»، فيما رفض كثيرون أن يلعنوا الظلام في صمت، واستدارت غرف التغريد نحو «التايم لاين» المحلي وسط هاشتاقات «الكويت بلا كهرباء»، و«انقطاع الكهرباء بالكويت».

وكانت سياسة إدارة الأزمات الحكومية، وأحاديث «انتهاء دولة الرفاه»، وحسد الحاسدين، و«فلوس الكويتيين المتلتلة» مدار تغريد و«رتوتة» ودعوةً للإصلاح... وجهتها صوب الحكومة أصابع في الأثير العنكبوتي، في حديث «انتهاء دولة الرفاه»، «والتجاوزات على المال العام».


ودوّن مغردون امتعاضاً، رابطين بين سوء الخدمات الحكومية، وسوء الإدارة الرسمية للازمات في الدولة، وكانت المساعدات الممنوحة لدول شقيقة وصديقة محل انتقاد من طوائف شعبية عدة، اثارت الممنوح والمقترض في شكل تعزيزات للطاقة الكهربائية في تلك الدول، وبعضهم طالب ساخراً باستعادة «الحقوق الشعبية» من المنح الحكومية، وآخرون «ناشدوا» الصندوق الكويتي للتنمية العربية بناء مولدات للطاقة الكهربائية على غرار ما يقدمه للدول الاخرى.

المعارضة غردت في سربها ضاربةً العمق الحكومي، عبر التذكير بما قالته سابقاً من «الكويت مقبلة على نفق مظلم»، ومن خلال التأكيد مجدداً على «ضرورة إنهاء المجلس والحكومة» و«عودة آخر مجلس أمة شعبي» بشر المعارضون الشعب بأن الصيف سيكون «ساخناً... وبلا كهربا»!

الطاقة الحكومية استوعبت «الطنازة» والسخرية الشعبية التي وصلت إلى حد إطلاق الأغنية الشهيرة للفنانة صباح «نورتونا يا حبايب طفوا نور الكهربا» على المساعي الحكومية للتعامل مع المشكلة، وتجاوب الحكوميون مع القلق العام الذي اثاره انقطاع الطاقة الكهربائية بصبر ملموس... في تغريدات متوالية لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد العبد الله المبارك الذي ساير ساعات الانقطاع بتواصل واضح مع جمهور المغردين عبر تويتر تارةً للإعلان عن أسباب غياب الكهرباء، ومرةً للتواصل مع بعض المتضررين من الحالة، وثالثةً لرفع الروح المعنوية للجمهور من خلال الإشادة بدور رجال الكويت في الحدث المفاجئ ممتدحاً «المعدن الكويتي الأصيل» الذي يظهر في الشدائد «وذلك تعليقاً على ما شاهده من تبرع الكويتيين لتسيير المرور معاونين بعضهم البعض في وقت الشدة».

الكويتيون الذين لفتوا النظر الى الوحدة الشعبية والمواقف الرجولية قاموا بمهمات تنظيم سير المرور عند الإشارات المعطلة، وعمل الكثير منهم على توصيل اخبار المحتجزين في المصاعد، والمتضررين عن طريق الشبكة الاجتماعية التفاعلية أوعن طريق التدخل والعون المباشر.

وكانت «الوقفة الشعبية» التي أرفقها بعضهم «تويترياً» و «انستغرامياً» بعبارة «هذا أهو الكويتي» الرائجة حالياً محل تقدير عام من الجهات المشاركة في الليلة الظلماء.

وبينما افتقد الكويتيون اضواءهم الاصطناعية، بدا مشعاً في الأفق الالكتروني والواقعي حال من الانسجام اللافت بين الاطياف الاجتماعية كافة مراوحةً بين السخرية والغزل والنقد... للحكومة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي