دُعيت إلى الحفل الذي أقامته الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت بمناسبة مرور 50 عاما على التأسيس، وهذا الحفل يأتي مع أجواء شهدت تقديم قانون من المجلس وصف بأنه قانون تكميم العمل الطلابي لما ذكر بمواده من محاربة للحريات وإضعاف للعمل النقابي الطلابي وجحود بحق تاريخ الحركة الطلابية الذي نفتخر به كأبناء هذا الوطن، وكلما ذهبنا وتعرفنا على مجاميع طلابية من دول الخليج والعالم العربي والإسلامي نتلقى إشادة كبيرة بالعمل النقابي الكويتي وتاريخه وسقف الحريات الذي وصل له، والعمل الطلابي الكويتي شهد تخريج عدد كبير من القيادات والفعاليات الكبيرة بكل المستويات المهنية والوظيفية وأصبحت قيادات العمل الطلابي نجوما ورموزا في الأماكن التي يعملون بها ويتحركون من خلالها بالمجتمع.
حفل التنفيذية كان في قمة الروعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فقد جمع قيادات العمل الطلابي منذ عقود بكافة الفروع وقد وجدنا الوزراء والنواب والسفراء ورموزا متنوعة بالأعمار والأجيال جمعهم العمل الطلابي والنقابي، كان الحضور كبيرا جدا فقد اجتهدت اللجنة المنظمة بالدعوة للحفل والمتابعة الكبيرة للدعوات ومن الأمور الجميلة في الحفل الفيلم الرائع الذي عملته اللجنة المنظمة عن مراحل التأسيس لاتحاد الطلبة وتكلم رموز التأسيس عن البدايات والمعاناة والصعوبات والإنجازات التي عايشوها، وكان الإخراج في قمة الروعة والإعداد كعادة أعمال المخرج عبدالرحمن الخميس.
روعة الحفل أيضا كانت في معرض الصور وكلمة جيل التأسيس ومن أجمل الأمور في الحفل هي تقدير الهيئة التنفيذية للجيل المؤسس للعمل الطلابي من التيار الليبرالي الكويتي فانتماء الهيئة التنفيذية للتيار الإسلامي لم تمنعهم من العدالة والإنصاف للتاريخ من دعوة التيار الليبرالي ورموزه وإبراز أدوارهم التاريخية وتكريمهم وهذه اللمسة والوقفة الكبيرة هي إضافة كبيرة تستحق التقدير من التيار الإسلامي بأنه ينصف الآخر ولا تحمله خلافاته على الإقصاء والتجاهل.
هذا الحفل كان برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح في بادرة رائعة من سموه والتفاتة مهمة تبين مدى تقدير السلطة الكويتية للعمل الطلابي واحترامه و هي رد قوي وشديد على كل من شكك بشرعية الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة التي زكتها الجموع الطلابية لـ50 سنة وقدرتها القيادة السياسية، وهذا الحفل بحضوره ورمزه وفعالياته ورعايته وإنجازاته هو رد ساحق على مقدمي مقترح تكميم العمل الطلابي من نواب المجلس، وأيضا لا أنسى شكر الشيخ أحمد الجابر الصباح على دوره المميز وتعاونه مع الأخوة في الهيئة التنفيذية، وأشكر اللجنة المنظمة للحفل على جهودها وخاصة الأخ محمد مشعان العتيبي وعبدالرحمن الجراح وعبدالله الفقعان ومشاري ردن الديحاني وبقية الإخوة.