«الراي» زارت الجزيرة الهادئة ورصدت عدستها مظاهر إهمالها أمنياً وصحياً وسياحياً

«فيلكا»... غابت الدولة وحكمت الفوضى

تصغير
تكبير
• عبدالهادي عبدالله:
أخشى تحولها إلى ملاذ
لأصحاب الكيف والمجرمين والمخالفين

• فايزالفهد:
لا يوجد فيها إلا فندق واحد
... والشاليهات القديمة «أطلال»

• مبارك المسافر: هناك بيوت قديمة لا يعرف من يسكنها
ولا يوجد طبيب يعالج روادها

• عبدالرزاق العنزي:
فيها مقومات طبيعية هائلة
تؤهلها لتكون منتجعاً سياحياً عالمياً

• محمد العنزي:
الجزيرة مرتع للصوص والمدمنين
جزيرة فيلكا، أو إيكاروس وفق اللغة اللاتينية القديمة... قلب الكويت النابض في مياه الخليج العربي التي هجرها أهلها بعد الغزو ولكن مازالت قلوب عشاقها تأوى إليها، ويزورنها من فترة لأخرى للاستمتاع برمال شواطئها الجميلة ومياهها الدافئة والسكينة والهدوء الذي يلف ارجائها.

منذ تحرير البلاد من الغزو العراقي الغاشم دخلت الجزيرة في نفق النسيان، إلا من مبادرات فردية لا تتناسب مع موقعها الاستراتيجي والتاريخي والسياحي.


«الراي» قامت بجولة في أرجاء الجزيرة لمدة يومين والتقت مجموعة من الشباب الذين يهوون زيارتها من فترة الى اخرى حيث التقينا محمد العنزي الذي طالب بايصال رسالته إلى الحكومة ان كانت لها أذن تسمع والذي طالب بلفتة كريمة ومبادرة حكومية لإعادة الروح لجزيرة فيلكا والتي طالها النسيان بالرغم انها تمتاز بموقع استراتيجي وسياحي وتاريخي لا يستهان به.

وأوضح ان الجزيرة يمكن ان تكون قبلة السياحة الخليجية بدلا من تركها الآن «موحشة» ومرتعا للصوص والمدمنين خصوصا ان الرقابة الأمنية مفقودة تماما في الدخول والخروج من الجزيرة بالاضافة الى عدم وجود أي دورية بالجزيرة بالرغم من وجود مخفر لا أعرف وظيفته.

بدوره، قال فايز الفهد انه من عشاق جزيرة فيلكا ويزورها كل شهر على الأقل حيث الهدوء والسكينة وهذا ما يجعلها متميزة بالرغم ممن فقرها من الخدمات التي يحتاجها الزائر حيث لا يوجد إلا فندق واحد وأسعاره خيالية والشاليهات القديمة «اطلال» ولم تقم شركة المشروعات السياحية بدورها في اصلاحها واستغلالها وكذلك عدم وجود جمعية تعاونية يرتادها الزائرون مطالبا ان تكون فيلكا في عيون الحكومة فهي غالية على الكويتيين.

من جانبه، قال عبدالهادي عبدالله انه تفاجأ أثناء زيارته للجزيرة بعدم وجود تدقيق أمني على القادم لها أو المغادر منها حيث ذهب إلى كاونتر الشركة المسؤولة عن «العبارة» لقطع تذكرة له ولسيارته فلم يطلب الموظف مني أي اثبات شخصية لي وطلب فقط دفتر السيارة وهذا خلل أمني كبير قد يُستغل من ضعاف النفوس والمطلوبين و«الحرامية» في سرقة السيارات وتصديرها للجزيرة.

وحذر من تحول الجزيرة إلى ملاذ للمطلوبين والمتغيبات وأصحاب الكيف من مروجي المخدرات أو متعاطيها مطالباً وزارة الداخلية بضرورة التدقيق الأمني على كل من يدخل الجزيرة، وكذلك التأكد من السيارات و مطابقتها مع دفاتر الملكية الخاص بها بدلاً م ن ترك الأمور «سائبة» هكذا وجعل الجزيرة منفذا ووكرا لمخالفي الاقامة والمجرمين.

بدوره، قال مبارك المسافر ان هناك بيوتا قديمة لا يعرف من ساكنوها، خصوصاً أن بيوت فيلكا قد تمت تنميتها للحكومة منذ التحرير وكذلك وجود سيارات ليس لها تأمين أو محروقة لا يعرف مالكوها ومخفر فيلكا لديه دورية واحدة متوقفة فلا يقوم بواجبه من تفتيش وتدقيق أمني على زائري الجزيرة خاصة وأن معظم القادمين للجزيرة من المراهقين والمراهقات دون مرافقة أحد من أهاليهم ما يمكنهم من خلق مشاكل أمنية واجتماعية دون رادع من أحد.

وطالب المسافر بضرورة الاهتمام بالجزيرة وتوفير كافة الخدمات التي يحتاجها رواد الجزيرة خصوصاً الجمعية التعاونية ومستوصف طبي حيث لا يوجد بها أي طبيب في حال وجود أي طارئ صحي مستغرباً من أن الطوارئ الطبية تداوم في مركز إطفاء فيلكا يومي الجمعة والسبت فقط وبقية الأيام تكون خارج الخدمة.

أما عبدالرزاق العنزي فناشد المسؤولين إلى الالتفات للجزيرة التي تجمع بين تاريخ الكويت القديم الذي يعود إلى العصور الحجرية الأولى وبين تاريخها الحديث الذي بدأ مع نهاية القرن السابع عشر، موضحاً أنه من الظلم ألا تستغل مساحة الجزيرة التي تبلغ 12 كيلومترا وعرضها 8 كيلومترات وتقع على بعد 20 كيلومترا شمال شرق مدينة الكويت كمنتجع سياحي يضاهي أجمل المنتجعات في العالم، خصوصاً ان كانت هناك تجربة سابقة عندما افتتح بها منتزه فيلكا السياحي في العام 1982 ويتكون من 472 شاليها وكان قبلة سياحية للعائلات وزوار الكويت من الخارج لما يحتويه من خدمات كالمطاعم والسوق المركزي والشاليهات المجهزة والتي تقع على مياه الخليج الدافئة.

وطالب العنزي بإعادة الروح إلى الجزيرة لأن الكويتيين بحاجة إلى أن يكون لديهم مكان يتنزهون فيه بدلا من إجبارهم على السفر وتحمل تكاليفه خصوصاً ان هناك الكثير من الشخصيات والفنادق الكبرى مستعدة للاستثمار في الجزيرة.

لا وجود لمركز صحي

«الراي» زارت مركز إطفاء فيلكا والتقينا مديره الرائد مشاري الحميدي الذي تحدث إلينا قائلا «ان مركز فيلكا تم تجهيزه في العام 2012 حيث تم اختيار أحد المنازل المثمنة وجهز ليكون مركز اطفاء للجزيرة وزود بجميع المعدات اللازمة لعمله، بالاضافة الى معدات خاصة للتعامل مع حوادث المركبات التي قد تتعرض للغرق والغواصات والسفن الصغيرة لإنقاذ الافراد من الغرق.

وأشار الحميدي إلى أن الدوام في المركز بنظام النوبة ويعمل به قرابة 70 فردا ما بين ضابط وضابط صف مبينا ان المركز مزود بجهاز اتصال مرتبط بغرفة العمليات لتلقي البلاغات مباشرة من العمليات في حال وجود أي حريق أو طلب انقاذ أو مساعدة.

وأضاف أن معظم الحوادث التي تعاملنا معها كانت عبارة عن حرائق سيارات أو بيوت أو انقاذ سيارات غرقت في الوحل والطين ومنها حيوانات أيضاً حيث غرقت في إحدى المرات ابل تعود ملكيتها لإحدى الشخصيات المعروفة.

وطالب الحميدي بضرورة افتتاح مركز صحي بالجزيرة حيث لا يوجد بها مركز يخدم روادها الذين يزدادون يوماً بعد يوم، موضحاً أن هناك موظفين من الطوارئ الطبية يداومون معنا في المركز في أيام العطل فقط أما الأيام العادية فلا طبيب بالجزيرة. وكشف أن هناك 54 بيتا في الجزيرة لم تتم تنميته، بالاضافة إلى عدم هدم البيوت المثمنة والكثير من المرافق الحكومية الأخرى ما يعرضها لاستغلالها من ضعاف النفوس.

وزاد «تعاملنا مع الكثير من الحرائق في هذه المنازل، بالاضافة إلى التعامل مع السيارات التي لا يملك أصحابها دفتر ملكية أو يكون منتهي الصلاحية وهذه القضايا تتم احالتها لمخفر الجزيرة مباشرة للتحقيق بها ومعرفة أصحابها وأسباب وجودها في الجزيرة وعما إذا كانت تعود إليهم أم إنها مسروقة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي