عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

مَن يشتري السهم والربح مضمون؟

تصغير
تكبير
قبل سنوات أُعلن عن موعد طرح اكتتاب أسهم شركة في إحدى دول الخليج، فتزاحم الناس على التسجيل، وانتشرت صورهم وهم قد باتوا ليلتهم في الحديقة المجاورة للمكان، حتى لا تفوتهم الفرصة، وسبب التزاحم هو ما توقعه الاقتصاديون من تحقيق هذه الشركة لأرباح عالية.

وبما أن الناس تبحث عن الأسهم الرابحة وخاصة إذا كان مصدر ذلك التوقع للربح ثقة، فأحببت أن أُذكر السادة القراء الكرام بشركة ربحها مضمون ومدة الاكتتاب فيها قصيرة، ومن فاتته ربما لن يستطيع أن يدركها مرة أخرى، إنها أيام شهر رمضان المبارك.


في رمضان الأسهم الرابحة كثيرة، وكلما شاركت في أسهم أكثر كلما جنيت أربحا أكثر.

السهم الأول : الصيام، ولا تستغرب إذا ذكرته، فعلى الرغم من أن صيام رمضان فرض على من تنطبق عليه الشروط، إلا أن هناك من المسلمين من يتهاون في الفطر في رمضان دون عذر، واسْأل عن وجبات الإفطار نهار رمضان في بعض مكاتب وزارة...

السهم الثاني: الصلاة، وأولها الفريضة، وثانيها التراويح وقيام الليل، ومن صلّى مع الإمام حتى ينصرف من صلاة التراويح أو التهجد كُتِب له قيام ليلة.

السهم الثالث: الصدقة، وقد كان رسولنا الكريم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وتصف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كرمه فتقول «ولرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».

السهم الرابع: تفطير الصائمين، ومن فطر صائما كُتب له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا، وسواء كان هذا في بلدك أو خارجها.

السهم الخامس: العمرة، ومما تمتاز به العمرة في رمضان عن أدائها في سائر الشهور، أن عمرة في رمضان كحجة مع النبي ?.

السهم السادس: حسن الخلق، فليس الصيام من الجوع والعطش فقط، بل لا بد من حسن التعامل مع الناس، وقد أخبر عليه الصلاة والسلام بأنه من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.

السهم السابع: الدعاء، فثلاثة لا ترد دعوتهم ومنهم الصائم حتى يُفطر، وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.

السهم الثامن: قراءة القرآن، ومن لم يقرأ القرآن في رمضان فمتى سيقرؤه؟ لقد نزل القرآن في رمضان، وكان جبريل عليه السلام يُدارسه مع الرسول ? في رمضان، ومن قرأ حرفا من كتاب الله كان له به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.

السهم التاسع: التوبة، ففي رمضان تكون الأجواء الإيمانية مناسبة للعودة إلى الله تعالى، كيف لا وفي رمضان تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النيران وتُصفّد الشياطين، وينادي منادٍ: «يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر».

فمن ينافس على هذه الأسهم التي تعهد الله تعالى بضمان ربحها «ومن أوفى بعهده من الله».

مبارك عليكم الشهر مقدما، وتقبل الله طاعتكم وكل رمضان وأنتم بخير.

اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من المقبولين.

Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي