الكويت تعيش شعبيا حالة انهزام واهتزاز في قيم الثقة والاطمئنان لمكانة وسلامة السلطات.
ليس ذلك قولا فارغا او انفعالا عابرا بل هي حقيقة لا يشكك فيها سوى من بعينيه رمد او اكتسب إثما مبينا.
لقد اثبت ذلك واعترف به ذوو اليمين واليسار في العمل السياسي والتجاري والاجتماعي العام، وكما أشار اليه السياسي والتاجر والشيخ!
ومع كل ذلك واحقاقا للحق ليحيا من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ليس لنا الا التقاضي لفريق محايد معتبر ومشهود له بالأمانة والصدق ليتقصى حقيقة ما أثير وما قيل في ساحة الإرادة ووسائل التواصل الاجتماعي.
إن كان ما قيل صحيحا فلا قداسة لأحد دون احد وان كان ما قيل زورا وبهتانا فإن الحق أعز علينا من الناس جميعا.
التهكم والتندر كان مضغة الجمهور العام خلال الأسبوع الماضي، وتشويه الصورة الذهنية لمكانة سلطة بعينها في عقول الجماهير منذر بسقوط العدل والأمن في النفس والمجتمع، وفي رأيي ان الكويت انحدرت منذ ان تقاعست الحكومة عن تبني مشاريع وقوانين تتعلق بالذمة المالية وعدالة تطبيق قوانين الدولة على الصغير والكبير.
اليوم نحتاج كأمة وشعب ان نلتف حول القانون والعدل ونسير خلف الحق لنعيد الهيبة لمؤسسات الدولة وسلطاتها.
سيذهب الأشخاص وقد تنتهي صراعاتهم وربما تلتقي مصالحهم إنما المهم ان تبقى كرامة الانسان الكويتي وتبقى ثقته بقيادته واطمئنانه بالسلطات الثلاث.
كل ما يثار هذه الأيام هو نتاج الأمس. وما يحاك هذه الليالي من كل أطراف النزاع منذر بخراب المستقبل، فهل تتقدم مصالح الامة على مصالح الأفراد؟، وهل يتدخل ولاة الامر لإنقاذ السفينة من الغرق؟
اللهم احفظ الكويت وشعبها وولاة أمرها من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.