د. مبارك الذروة / رواق الفكر

مشروع الأجيال القادمة

تصغير
تكبير
كنا نقول للمعارضة انتم مخلصون طيبون لكن لا تملكون مشروعا وطنيا للكويت! حراك... مسيرات.. فزعات... وبعدين!

كنا نقول الكويت مغتصبة من مافيا خفية.. تقتات على الصراع السياسي..لتقوم بأدوار خسيسة! وتحصد عطايا وهبات! هناك عبث مالي وإداري وفساد نيابي وحكومي..


مشاريع تنموية تعطلت... ثروات هائلة نهبت... قوى شبابية تحطمت... لا حساب ولا رقيب... استجوابات محنطة! وأسئلة «ون واي»! ومجلس فلكلوري...! ديموقراطية بائسة... عرجاء عمياء! تتخبط... تعيش ساعتها ولا ترى المستقبل! وفجأة يرى النور...! المشروع الوطني للإصلاح السياسي والدستوري...

جاء مشروع الاصلاح السياسي البرلماني الكامل الذي تقدم به ائتلاف المعارضة بعد بيات شتوي طويل... وبعد حوارات وجلسات... خرج مولود الكويت... والكمال لله وحده!

جاء برؤية تتناسب والمرحلة الحرجة التي تعيشها الكويت... جاء بعد جهد وعناء ابناء الكويت فلهم منا كل الشكر والتقدير...

فهو مشروع وطني غير مستورد! فماذا نقول للغالبية الصامتة؟ وماذا نقول للمحبطين... والناقمين على الاداء الحكومي؟ ها قد جاءكم مخرج دستوري يعيد صياغة مجموعة من المواد ليكون النظام بالفعل برلمانيا والسيادة فيه للأمة...

ألستم تعانون من تردي الخدمات الصحية وتكيلون التهم لحكومات متعاقبة لم تحسن او تطور تلك الخدمات؟ ألم يكن الفساد الاداري والمالي في قطاعات الدولة سمة يكاد يتفق على بلواها المواطن والمقيم! ألم نشتك ككويتيين من غلواء الأسعار وتفشي الرشى وضياع هيبة الدولة؟ ألم نحمل الحكومة طيلة السنوات الماضية أسباب التخلف التنموي في الإسكان والتعليم والرياضة وفي غياب المسؤولية ومحاسبة

المذنبين؟ ألم يهمس الشعب الكويتي ربما من طرف خفي من صعوبة محاسبة الحكومة وإصلاح ما أفسده العطار لا الدهرُ! ألم تتألموا من خيانة نائب وفساد مسؤول وغياب القانون!

اليوم وبعد هذا المشروع... اجد صخرة التغيير تتهاوى فوقها كل سهام العابثين والمفسدين منكسرة خائبة... ان مرت بسلام...! هي بلا شك جوهر تلك التعديلات الدستورية بل ومفتاح التغيير المطلوب فيها...!

انها الحكومة المنتخبة... فاختيار الامة لرئيس الحكومة ووزرائه سيجعلنا كشعب المسؤول الاول عن صلاح او فساد احوال البلاد والعباد... وسيجعل السلطة التنفيذية بالتبعية أمينة على مصالحنا ومراقبة لشؤون أحوالنا وساهرة على راحتنا... الامة تحكم نفسها بنفسها... سينتخب رئيس الحكومة وفقا لصناديق الانتخاب وسيشكل أعضاء حكومته... وستدور عجلة التنمية... فإن فشلوا ستعاقبهم الامة وستخرجهم صناديق الانتخاب من المشهد السياسي مستقبلا... ولن يستطيع رئيس الحكومة الانفلات! ولن يتمترس أعضاء الحكومة خلف لوحات التاريخ او خرائط الجغرافيا! ستكون السيادة للأمة... والإرادة للأمة... والتغيير بيد الامة...

سيقول رئيس الحكومة المنتخب إنما انا أجير جئت لخدمتكم... ان احسنت فأعينوني... وان أخطأت أقيلوني! ستكون الكويت اجمل... حين يكون رئيس حكومتها خادما لها... وستكون الكويت ارقى... حين يكون الشعب أمناء على سلطتهم...

اخيرا... لنستقبل هذا المشروع ونناقشه... نفتح عقولنا وقلوبنا له... لنقدر الوقت... ونعطي القوس باريها! فهل يتحقق الحلم ام سيقف المتضررون من الاصلاح في وجه المشروع الوطني للأجيال القادمة... وتبدأ لعبة التأويل الفاسد ونفق الاتهام المعلب...
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي