يبدو أن اتهام الناس والافتراء عليهم دون دليل أصبح عادة لا يستطيع أن يتخلص منها من تربوا في أحضان السلاطين ورضعوا من أعطياتهم.
ومن آخر ما شاهدته من سلسلة الأكاذيب مقابلة في إحدى القنوات المحلية مع أحد الجامية ممن سقطوا في انتخابات مجلس أبو صوت عندما كرر مزاعمه تجاه جماعة الإخوان بقوله «إن من بين المؤسسين لهذه الجماعة يهودا ونصارى وماسونيين وعلمانيين وشيعة»، وقوله بأن «حسن البنا لما نزل الانتخابات وزع منشورات تدعو إلى تأييده وتؤثّم من لا يصوت له، وأن من لا يصوت للبنا خائن لدينه وأمانته!!».وأقول لهذه الجامي (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
أتعجب حقيقة ممن ترى في ملامحه آثار التدين، ثم تجد في عبارته الافتراء، وأتعجب ممن يدعي التمسك بآثار السلف، وهو أبعد ما يكون عن أخلاقهم.
كل الذي أود قوله هو التذكير بقول الله تعالى (والذين يُؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) وبقول الرسول عليه الصلاة والسلام (أيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء سَبّه بها في الدنيا، كان حقا على الله أن يذيبه يوم القيامة في النار، حتى يأتي بنفاذ ما قال) وبقوله ? (ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله رَدغة الخبال حتى يخرج مما قال) وفي رواية سقاه من طينة الخبال. ( وهي عصارة أهل النار وعرقهم ) فهل تسوى عليكم؟!
****
محمد قطب
فقدت الأمة الإسلامية يوم الجمعة الماضي أحد أعلامها وعلمائها، وهو الشيخ محمد قطب رحمه الله.
ذلك الرجل الذي كان له الدور الكبير في تأصيل الدعوة الوسطية، وبيان حقيقة الإسلام كمنهج حياة، ذلك العالم الذي فضح العلمانية، وبين خطورة دعوات التنوير التي يُراد بها تمييع الدين، ذلك العالم الذي قال كلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم فكانت عقوبته السجن لأكثر من ست سنوات متواصلة ذاق خلالها ألوانا شتى من العذاب.
ذلك الشيخ الذي عمل في تدريس مواد العقيدة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة وتخرج على يديه الكثير من دعاة العصر، وقد شارك رحمه الله في كتابة بعض مناهج كتب العقيدة للمدارس في المملكة.
ومما يؤسف له أن يأتي اليوم من يطعن في الشيخ ومنهجه وفكره، وربما وصفه بالإرهاب! وأتساءل لماذا لم يتم اكتشاف ذلك طوال هذه المدة التي قضاها في المملكة حتى ساعة وفاته؟
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته، وجعل كتبه من العلم النافع الذي يستمر أجره للميت بعد وفاته. ?
twitter : @abdulaziz2002