بدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

أردوغان للزعامة عنوان

تصغير
تكبير
برغم قوة التآمر على أردوغان وحزبه، وبرغم محاولات التشكيك في نزاهته ورجاله، وبرغم التسريبات للمكالمات الخاصة العائلية له ولبعض معاونيه، وبرغم الخيانة في تسريب الاجتماع الخاص لوزير الخارجية التركي المنتمي لحزبه حول الشأن السوري، والذي أرادوا من خلاله إحراج الحزب وإدخاله في صراع مع دول اقليمية، وبرغم الأموال الطائلة التي صرفتها دول عربية وغربية من أجل الإطاحة بحكومة أردوغان، وبرغم الهجمة الإعلامية الشرسة التي شنتها قنوات عربية وتركية وغربية ضده خصوصا بعد حجب الحكومة التركية لموقع «تويتر» والذي جاء بحكم قضائي، برغم ذلك كله استطاع الزعيم رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية من قيادة حزبه لتحقيق نصر كبير في انتخابات البلدية التي جرت في 31 مارس حيث حصل الحزب على 45.5 في المئة من أصوات الناخبين وبزيادة 7 في المئة عن الانتخابات السابقة التي جرت عام 2009 بينما حصل أقرب منافسيه على 27.9 في المئة.

لماذا فاز أردوغان وحزبه؟


لا يحتاج الإنسان إلى طول تفكير كي يعرف الإجابة، فمواقف أردوغان وإنجازته هي التي تتحدث عنه وتعطي الناس دافعا للتصويت إلى حزبه، فهو الرجل الذي ساهم في حصول المواطن التركي على المياه النقية، والأجواء غير الملوثة، وساهم في رفع الدخل السنوي للمواطن، وهو صاحب الانجازات في تحديث وسائل النقل وإنشاء المصانع، ومنها تصنيع أول طائرة تركية، وساهم في جلب وزيادة رأس المال والمستثمر الأجنبي، ومن زار تركيا قبل وبعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم يعرف الفارق.

وأما مواقف أردوغان فإنها تجعله رمزا يفتخر به المسلمون قاطبة وليس الشعب التركي وحده، فأردوغان من أكبر الداعمين للشعب الفلسطيني ولحقوقه، والشعب السوري مايزال يقدر له وقفته الرجولية معهم في محنتهم خلال صراعهم مع النظام السوري المجرم، ووقفة أردوغان الصارمة في وجه قادة الانقلاب في مصر، ومطالبته الدائمة في وجوب عودة الشرعية لن ينساها له الشرفاء من أهل مصر.

لقد استفاد الشعب التركي من التجربة المصرية، وعلم أن بعض من يدّعون محاربة الفساد إنما هم الفاسدون أنفسهم، وأن المطالبة بإزاحة أردوغان وحزبه عن قيادة الحكومة والبلديات، إنما الهدف منه هو تنحية أي قيادة ذات توجه إسلامي، فلقد تذرع البعض في مصر خلال مظاهرة 30 يونيو بالرغبة في الاصلاح لتتكشف بعدها المؤامرة الانقلابية، لذلك صوت الأتراك لصالح حزب العدالة والتنمية، وأيّدوه وساندوه.

لقد شكّلت نتائج انتخابات البلديّات في تركيا نكسة لدى البعض خصوصا المحاربين للمشروع الإسلامي، وكذلك للرافضين لأي ديموقراطية حقيقة تأتي باختيارات حرة نزيهة، لأنهم تعودوا إما على الحكم الفردي، وإما الوصول إلى السلطة عبر تزوير الانتخابات.

لذلك وجدنا أنه في الوقت الذي احتفل فيه أنصار حزب العدالة والتنمية بفوزهم، أقام آخرون مجالس عزاء وخصوصا في «تويتر».

لقد قام الزعيم أردوغان بإلقاء خطاب النصر من مقر حزبه، ومن أجمل ما قال : بأنهم جاؤوا إلى هذه المناصب ليكونوا خدما للشعب التركي وليس أمراء عليه.

كما شكر الشعب التركي والشعوب العربية والإسلامية في مصر وسورية والبلقان وفلسطين والذين رفعوا أيديهم ودعوا الله أن يحقق النصر لحزب العدالة.

كما توعد أردوغان الخونة الذي قاموا بتسريب أسرار الدولة إلى الإعلام، وبأنه سيلاحقهم قانونيا، لأنه ليس في تركيا مكان للخونة والعملاء.

فهنيئا للشعب التركي بهذا الزعيم، والذي أصبح قائدا ملهما لمعظم أبناء الأمة الإسلامية.

twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي