وثيقة وتاريخ
معالم الخير والفلاح تحطّ رحلها بين الشريفي والسداح

الوثيقة

الشيخ خالد قزار الجاسم

محمد وعبدالله جاسم السداح

الشيخ فيصل قزار الجاسم






أحب القراءة في تاريخ هجرات الأسر والقبائل إلى الكويت، لأنها تبرز جوانب تاريخية وتربوية مهمة، ومن أهمها إظهار معنى العصامية والسعي والمثابرة لترك بصمة رائعة وذكرى طيبة يخلّدها الناس جيلاً إثر جيل.
قد لا تجد للأسرة قبل قدومها الكويت كبير ذكر في تاريخ مضى، لكنها تبدأ حياتها برجل يطوي ليله ونهاره تكسباً وسعياً وتحرياً للمال الطيب، فما يفارق هذه الدنيا إلا وقد أقرّ الله عينه بسيرة حسنة، وذرية مباركة.
واليوم نطلّ بوثيقة من وثائقنا التاريخية التي قد لا تكون لها دلالة تاريخية كبيرة سوى أنها عرّفتنا بأسرتين كريمتين من أسر الكويت، جعلنا من هذه الوثيقة عصا نتكئ عليها لإنصاف الطيبين، وتخليد الماضين.
نص الوثيقة
الحمد لله
جرى كما ذكر لدي أنا العبد الفاني، محمد بن عبد الله العدساني
السبب إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد باع كزار الشريفي من حامل هذا الكتاب محمد بن علي السداح، وهو أيضا قد اشترى منه الأرض التي اشتراها من سعد بن نبصان الكائن في محلة جاخور الخالد الذي يحده قبلة بيت المشتري محمد المذكور وشمالا الطريق النافذ وشرقا الطريق النافذ وجنوبا الطريق النافذ بثمن قدره وعدده ثمانية وعشرون ريالا، وسلم الثمن بتمامه وكماله المشتري محمد المذكور بيد البائع كزار المذكور..... الأرض المبيعة المذكورة مالا وملكا للمشتري محمد المذكور يتصرف فيها كيفما شاء.
حتى لا يخفى جرى وحرر في 8 صفر سنة 1329 هـ.
ما هو موطن أسرة السداح؟
أسرة السداح في الكويت هي من ذرية علي سداح علي السداح المولود في الزلفي في حدود سنة 1267 هـ، وهو من ذرية معروفة في بريدة واستوطنت الزلفي، وأول من قدم منها إلى الزلفي سداح، ولبعض أقاربهم أملاك في منطقة الثمايل عندي بعض وثائقها، ولهم ثميلة تعرف باسم ثميلة السداح مؤرخة بتاريخ 1285هـ.
وممن ينسب إلى الأسرة أيضاً بيت السداح في بريدة، وهم من ذرية إبراهيم بن سداح - رحمه الله - عمر طويلاً وتجاوز المئة وكان موجوداً سنة 1421هـ - وقد التقاه الشيخ محمد العبودي، وذكر طرفاً من خبره، وكان له دكان في شارع الصناعة في بريدة.
ولإبراهيم ابن يقال له سداح كان معلماً، ولا أعرف خبره اليوم.
متى قدمت أسرة السداح إلى الكويت؟
قدم علي السداح – رحمه الله – إلى الكويت في العام 1280هـ تقريبا، وقد أحضر معه مالاً، اشترى ببعضه أرضاً جعلها سكناً فسيحاً له ولعائلته، وقد كان الوضع المالي للمرحوم علي السداح جيداً لكونه بنى بيتاً كبيراً، وقد اقتطع منه ديوانية كبيرة في فريج السبت بمنطقة القبلة، التي كانت منطقة مزارع، وكانت تسمى «الجديدة» بمعنى منطقة جديدة. ولكون البيت كبيراً جداً، فقد استقطع جزءاً منه وباعه إلى جاره محمد اللافي، بمبلغ تسعين ريالاً قُسطت على ثلاثة أقساط سنوية.
وكان لديه رحمه الله بيوت ملك في فريج الظبية والمسيلة وتم بيعها، وكان لديه أيضاً خدم بالمنزل، وقد وهب أحد هذه البيوت إلى تابعه أمان.
وقد اتخذ المرحوم علي السداح الدباغة حرفة له، فكان يشتري ويبيع الجلود ويصنع الدلو والقرب حتى احترف هذه المهنة، وكان لديه دكان في سوق التجار مختص بتجارة الجلود ودباغتها حيث كانت لديه مدابغ للجلود، وكانت تجارته تجوب منطقة الجزيرة العربية بين نجد والزبير، وقد أخذ أبناؤه وأحفاده يتوارثون هذه المهنة جيلاً بعد جيل.
في ذرية علي السداح
تزوج علي السداح أكثر من مرة، وكانت آخر زوجة له يقال لها فلوة الدريبي، ولم يرزق منها بأولاد، وتزوج سارة محمد الدعيج التي رزق منها بأولاده: محمد، وهو والد جاسم، ومن ذرية جاسم محمد وعلي وعبد الله ومنيرة وفاطمة وغنيمة وأديبة.
وحصة وتزوجت من محمد الحبشي، ونورة وتزوجت من سداح درعان السداح.
وقد رزقت نورة بولد واحد هو عثمان توفي سنة 1954 م، وليس له عقب.
ولما توفي جاء من بريدة إلى الكويت إبراهيم السداح يطالب بميراث إبراهيم وأمه – وهو أخ غير شقيق لعثمان - والوارث الوحيد لهما، فأما بيت عثمان فباعه وأخذ ثمنه، وأما بيت نورة فكان وقفاً، وما زالت حجية الوقف موجودة إلى يومنا في الأمانة العامة للأوقاف.
من أوجه الكرم والعطاء عند المحسن علي السداح
كان المحسن علي السداح مشهوراً بكرمه على أهله من النجادة حيث كان يمد لهم يد العون والمساعدة دائماً، فأي شخص يأتي من نجد كان يتوجه من فوره إلى براحة الفلاح التي كانت قريبة من بيته طلباً لمساعدته، فيهب رحمه الله إلى مساعدته بأي شكل، حيث كان يقدم لهم الطعام والشراب والمساعدة المادية. وقد سجل المحسن علي السداح رحمه الله وصية بوقف ذُّرِّي بتاريخ 21 ربيع الثاني العام 1313هـ، بعد أن وهب ابنه محمد الديوانية والتي انهدم جزء منها في سنة الهدامة، وقام حفيده العم محمد جاسم السداح بعد ذلك بإعادة بنائها.
وأوقف رحمه الله دكاناً تذبح من خيراته الأضاحي وتقدم منه أعمال البِر على الدوام، كما جاء في نص الوقفية. توفي - رحمه الله - سنة 1912 م.
من أعيان الشريفات في الكويت
استقرت في الكويت العديد من القبائل النازحة من بلاد مجاورة، فالكويت بلد هجرات، وفدت عليه الأسر والقبائل قبل ظهور النفط وبعده، ومهما تفاوت تاريخ قدومهم في الكويت فهم اليوم جميعاً أبناء وطن واحد، ولهم الحقوق كافة دون تمييز.
ومن أشهر الأسر المستوطنة في الكويت قديماً قبيلة الشريفات ومفردها شُريفي، وهم يرجعون إلى عبدة من شمر، وقد شارك الشريفات في الكثير من المعارك الكويتية ومنها معركتا الصريف والجهراء.
ساهم أبناء هذه القبيلة الكريمة في بناء الكويت، فتقلد العديد منهم مناصب مهمة في البلد.
وقد نسب إلى هذه القبيلة الكريمة جماعة من وجهاء الكويت وفضلائها.
منهم قيطان بن جاسم من آل دخنة من آل شريف من رجال الشيخ أحمد الجابر، وقد رافقه في أول وفد كويتي يزور بريطانيا سنة 1919 م لتهنئتها بعد الحرب العالمية الأولى، وكان الوفد قد مر في عودته بمصر، وتوجد بعض الصور لتلك الرحلة التاريخية.
وقد توفي قيطان متأثراً بجراحه بعد معركة الجهراء.
وولد لقيطان موازي.
ولد لموازي قيطان وكزار (قزار).
فولد قيطان بن موازي: سالم، عمل في السلك العسكري حتى تقاعده، وتركي، وسعود. فَولد سالم بن قيطان: محمد ومساعد، وعذبي.
ومن ذرية كزار (قزار) بن موازي: الشيخان الفاضلان المؤدبان – بكسر الدال وفتحها – خالد وفيصل، وهما من دعاة الكويت المشهورين، ورموزها البارزين.
ولقيطان بن جاسم شقيق اسمه كزار (قزار) عقبه كلهن بنات، وهو المذكور في وثيقتنا هذه.
قد لا تجد للأسرة قبل قدومها الكويت كبير ذكر في تاريخ مضى، لكنها تبدأ حياتها برجل يطوي ليله ونهاره تكسباً وسعياً وتحرياً للمال الطيب، فما يفارق هذه الدنيا إلا وقد أقرّ الله عينه بسيرة حسنة، وذرية مباركة.
واليوم نطلّ بوثيقة من وثائقنا التاريخية التي قد لا تكون لها دلالة تاريخية كبيرة سوى أنها عرّفتنا بأسرتين كريمتين من أسر الكويت، جعلنا من هذه الوثيقة عصا نتكئ عليها لإنصاف الطيبين، وتخليد الماضين.
نص الوثيقة
الحمد لله
جرى كما ذكر لدي أنا العبد الفاني، محمد بن عبد الله العدساني
السبب إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو أنه قد باع كزار الشريفي من حامل هذا الكتاب محمد بن علي السداح، وهو أيضا قد اشترى منه الأرض التي اشتراها من سعد بن نبصان الكائن في محلة جاخور الخالد الذي يحده قبلة بيت المشتري محمد المذكور وشمالا الطريق النافذ وشرقا الطريق النافذ وجنوبا الطريق النافذ بثمن قدره وعدده ثمانية وعشرون ريالا، وسلم الثمن بتمامه وكماله المشتري محمد المذكور بيد البائع كزار المذكور..... الأرض المبيعة المذكورة مالا وملكا للمشتري محمد المذكور يتصرف فيها كيفما شاء.
حتى لا يخفى جرى وحرر في 8 صفر سنة 1329 هـ.
ما هو موطن أسرة السداح؟
أسرة السداح في الكويت هي من ذرية علي سداح علي السداح المولود في الزلفي في حدود سنة 1267 هـ، وهو من ذرية معروفة في بريدة واستوطنت الزلفي، وأول من قدم منها إلى الزلفي سداح، ولبعض أقاربهم أملاك في منطقة الثمايل عندي بعض وثائقها، ولهم ثميلة تعرف باسم ثميلة السداح مؤرخة بتاريخ 1285هـ.
وممن ينسب إلى الأسرة أيضاً بيت السداح في بريدة، وهم من ذرية إبراهيم بن سداح - رحمه الله - عمر طويلاً وتجاوز المئة وكان موجوداً سنة 1421هـ - وقد التقاه الشيخ محمد العبودي، وذكر طرفاً من خبره، وكان له دكان في شارع الصناعة في بريدة.
ولإبراهيم ابن يقال له سداح كان معلماً، ولا أعرف خبره اليوم.
متى قدمت أسرة السداح إلى الكويت؟
قدم علي السداح – رحمه الله – إلى الكويت في العام 1280هـ تقريبا، وقد أحضر معه مالاً، اشترى ببعضه أرضاً جعلها سكناً فسيحاً له ولعائلته، وقد كان الوضع المالي للمرحوم علي السداح جيداً لكونه بنى بيتاً كبيراً، وقد اقتطع منه ديوانية كبيرة في فريج السبت بمنطقة القبلة، التي كانت منطقة مزارع، وكانت تسمى «الجديدة» بمعنى منطقة جديدة. ولكون البيت كبيراً جداً، فقد استقطع جزءاً منه وباعه إلى جاره محمد اللافي، بمبلغ تسعين ريالاً قُسطت على ثلاثة أقساط سنوية.
وكان لديه رحمه الله بيوت ملك في فريج الظبية والمسيلة وتم بيعها، وكان لديه أيضاً خدم بالمنزل، وقد وهب أحد هذه البيوت إلى تابعه أمان.
وقد اتخذ المرحوم علي السداح الدباغة حرفة له، فكان يشتري ويبيع الجلود ويصنع الدلو والقرب حتى احترف هذه المهنة، وكان لديه دكان في سوق التجار مختص بتجارة الجلود ودباغتها حيث كانت لديه مدابغ للجلود، وكانت تجارته تجوب منطقة الجزيرة العربية بين نجد والزبير، وقد أخذ أبناؤه وأحفاده يتوارثون هذه المهنة جيلاً بعد جيل.
في ذرية علي السداح
تزوج علي السداح أكثر من مرة، وكانت آخر زوجة له يقال لها فلوة الدريبي، ولم يرزق منها بأولاد، وتزوج سارة محمد الدعيج التي رزق منها بأولاده: محمد، وهو والد جاسم، ومن ذرية جاسم محمد وعلي وعبد الله ومنيرة وفاطمة وغنيمة وأديبة.
وحصة وتزوجت من محمد الحبشي، ونورة وتزوجت من سداح درعان السداح.
وقد رزقت نورة بولد واحد هو عثمان توفي سنة 1954 م، وليس له عقب.
ولما توفي جاء من بريدة إلى الكويت إبراهيم السداح يطالب بميراث إبراهيم وأمه – وهو أخ غير شقيق لعثمان - والوارث الوحيد لهما، فأما بيت عثمان فباعه وأخذ ثمنه، وأما بيت نورة فكان وقفاً، وما زالت حجية الوقف موجودة إلى يومنا في الأمانة العامة للأوقاف.
من أوجه الكرم والعطاء عند المحسن علي السداح
كان المحسن علي السداح مشهوراً بكرمه على أهله من النجادة حيث كان يمد لهم يد العون والمساعدة دائماً، فأي شخص يأتي من نجد كان يتوجه من فوره إلى براحة الفلاح التي كانت قريبة من بيته طلباً لمساعدته، فيهب رحمه الله إلى مساعدته بأي شكل، حيث كان يقدم لهم الطعام والشراب والمساعدة المادية. وقد سجل المحسن علي السداح رحمه الله وصية بوقف ذُّرِّي بتاريخ 21 ربيع الثاني العام 1313هـ، بعد أن وهب ابنه محمد الديوانية والتي انهدم جزء منها في سنة الهدامة، وقام حفيده العم محمد جاسم السداح بعد ذلك بإعادة بنائها.
وأوقف رحمه الله دكاناً تذبح من خيراته الأضاحي وتقدم منه أعمال البِر على الدوام، كما جاء في نص الوقفية. توفي - رحمه الله - سنة 1912 م.
من أعيان الشريفات في الكويت
استقرت في الكويت العديد من القبائل النازحة من بلاد مجاورة، فالكويت بلد هجرات، وفدت عليه الأسر والقبائل قبل ظهور النفط وبعده، ومهما تفاوت تاريخ قدومهم في الكويت فهم اليوم جميعاً أبناء وطن واحد، ولهم الحقوق كافة دون تمييز.
ومن أشهر الأسر المستوطنة في الكويت قديماً قبيلة الشريفات ومفردها شُريفي، وهم يرجعون إلى عبدة من شمر، وقد شارك الشريفات في الكثير من المعارك الكويتية ومنها معركتا الصريف والجهراء.
ساهم أبناء هذه القبيلة الكريمة في بناء الكويت، فتقلد العديد منهم مناصب مهمة في البلد.
وقد نسب إلى هذه القبيلة الكريمة جماعة من وجهاء الكويت وفضلائها.
منهم قيطان بن جاسم من آل دخنة من آل شريف من رجال الشيخ أحمد الجابر، وقد رافقه في أول وفد كويتي يزور بريطانيا سنة 1919 م لتهنئتها بعد الحرب العالمية الأولى، وكان الوفد قد مر في عودته بمصر، وتوجد بعض الصور لتلك الرحلة التاريخية.
وقد توفي قيطان متأثراً بجراحه بعد معركة الجهراء.
وولد لقيطان موازي.
ولد لموازي قيطان وكزار (قزار).
فولد قيطان بن موازي: سالم، عمل في السلك العسكري حتى تقاعده، وتركي، وسعود. فَولد سالم بن قيطان: محمد ومساعد، وعذبي.
ومن ذرية كزار (قزار) بن موازي: الشيخان الفاضلان المؤدبان – بكسر الدال وفتحها – خالد وفيصل، وهما من دعاة الكويت المشهورين، ورموزها البارزين.
ولقيطان بن جاسم شقيق اسمه كزار (قزار) عقبه كلهن بنات، وهو المذكور في وثيقتنا هذه.