يبدو أننا في الخليج لا نكاد نفيق من موقف أو تصريح أو قرار خليجي يجعل الحليم حيران، حتى تأتي تصريحات جديدة، بعضها يُنذر بالخطر ويثير التعجب وبعضها الآخر، يجعلنا نردد «يا أمة ضحكت من جهلها الأمم».
من أخطر التصريحات التي قرأتها هذه الأيام هي التي أطلقها قائد شرطة دبي السابق
ضاحي خلفان عبر حسابه في «تويتر» إذ قال «حان الوقت لتشكيل مجلس تعاون استراتيجي يضم مصر والسعودية والامارات والبحرين والأردن».
هذا التصريح الغريب يدعو إلى طرح العديد من التساؤلات، ومنها هل هذا التصريح تعبير شخصي لخلفان أم أنه فقط واجهة يصرح بما يُملى عليه؟
وهل هذا التصريح هو نتيجة لرفض الكويت وعمان إخراج دولة قطر الشقيقة من مجلس التعاون الخليجي؟
وهل موقف قطر وعمان الواضح في رفض الانقلاب العسكري في مصر وتذبذب الموقف الكويتي منه، هو أحد العوامل الأساسية للدعوة إلى التحالف الجديد؟
وهل تأخر الكويت في عدم التصديق على الاتفاقية الأمنية، جعل بعض أشقائنا في الخليج يبحثون عن تحالفات أمنية جديدة؟
وهل الموقف العدائي المعلن والواضح لبعض دول الخليج من جماعة الإخوان المسلمين، والذي صرحت الكويت بأن هذا شأن داخلي لا يعنيها، عجل بمثل تلك الدعوات؟
المواطن الخليجي بعد هذه التصريحات الخطيرة أصبح يضع يده على قلبه، و يشعر بأن إعلان إلغاء مجلس التعاون الخليجي قد أصبح على الأبواب.
وأصبحنا نتعجب من الدعوة إلى عقد تحالف مع دول - وإن كانت عربية شقيقة - لتكون بديلة لدول خليجية، يعلم الجميع بأن الروابط بينها أكبر وأوثق من ناحية النسب والمصاهرة والعادات والتقاليد، كما أن هناك خطرا مشتركا يهدد الجميع وهو الأطماع الإيرانية في المنطقة.
إن بقاء دول الخليج على وضعها الحالي لن يستمر طويلا إذا ما اتجهت بعض الدول الأعضاء إلى تفكيك خيمة المجلس التي يستظل بها أبناء الخليج.
وليتنا نتعلم من تاريخ الأمم، ونستذكر الأندلس وما حل بها بعد التناحر بين ملوك طوائفها، حتى لا يأتي اليوم الذي يُبكى فيه على الحكم والإمارة.
****
حماية المؤخرات
كتبت مرات عدة عن خطورة مواقف بعض أهل اللحى وخاصة أصحاب المناصب، في تلبيس الدين على الناس، واستخدام النصوص الشرعية في غير موضعها، والوصول في درجة تقديس الحاكم ورفعه إلى درجة الأنبياء والمرسلين، وقد تصل في بعض الأحيان إلى غلو فاضح يجعلهم ينسبون له من الصفات التي لا تكون إلا لله رب العالمين، وقد شاهدنا وسمعنا كيف مدح أحد أصحاب العمائم السيسي ووزير داخليته حتى جعلهما رسولين جاءا من رب العالمين!!
ومن التصريحات المزرية والتي أسقطت هيبة رجال الدين - إن صحت التسمية - هي تلك التي أطلقها أحد مسؤولي مؤسسة تُعنى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إحدى دول الخليج وهو من الجامية عندما قال في إحدى المناسبات وأراد تأكيد الولاء نعم كلنا مباحث، ليؤكد تهمة طالما حاول بعض أتباع هذا الفكر والمنهج نفيها، فهو لا يمانع أن يتجسس على الناس، وينقل أسرار مجالسهم بدعوى حماية أمن البلاد واستقرارها، وأود التأكيد على أن ليس كل من يتبع المنهج الجامي يقبلون بمثل هذه الأفكار.
والطامة الكبرى عندما قال هذا المسؤول مهاجما المطالبين بالإصلاحات: ولو سقطت هذه الدولة فلن يستطيعوا أن يحموا مؤخراتهم!!
فأي تدنٍ في الأسلوب وصل إليه أمثال هؤلاء وخاصة أنه يشغل مؤسسة لها احترامها وتقديرها في المجتمع.
الأعجب من ذلك العقول التي كانت حوله، إذ بمجرد أن أنهى حديثه حول المؤخرات، حتى تعالت صيحات : الله أكبر الله أكبر، جزاك الله خيرا!!!
وكأنه حرر القدس وفلسطين.
Twitter :@abdulaziz2002