إن الوطنية هي شعور بشرف الانتماء إلى الوطن، وهذا الشعور يتولد من كرامة الأوطان وعزتها، وحجم الفائدة التي تعود على الفرد من كونه منتميا إلى وطنه.
الوطن هو علاقة أزلية موجودة مع وجود الإنسان، هو يُوّلد الهمم ويرفع للقمم، هو الضمير الإنساني الذي ينادي بصوت خافت لا تفعل لا تخطئ لا تذنب من أجل رفعتي وسمعتي، هو إطلالة من السماء إلى الأرض لترفع وتُرقّي الأرواح وتبعث فيها الأمل والتفاؤل والاستبشار.
هو نعمة عظيمة من نعم الله على الإنسان، هو من يحقق لنا الأهداف والطموحات، هو إحساس فطري لا شعوري، هو إبداء وإعراب راقٍ يعلن ويصرح عن نضج الإنسان واكتمال مداركه وعواطفه وأحاسيسه، هو يستوطن القلوب، هو نبع للإخلاص والوفاء، هو ينبوع المسؤولية والعطاء والاحترام والنزاهة، هو منهل القيم والأخلاقيات، هو من يدفعنا للهمة والعمل.
هو من يجعلنا نبدع ونضيف، هو يشمل حياة الإنسان بكل جوانبها، هو عين الحياة وقلبها، هو الحياة ذاتها، هو الذي يجسد قيمة الحياة ومنافعها، هو يقودنا لفعل الخير والنماء، هو طاقتنا لإحقاق الحق وإبطال الباطل.
هو حقيقة لا وهم تترجم سلوك الآخرين، هو أفعال وأقوال، هو مفهوم لكل إيجابية، هو تعميق للإرادة وتثبيت للتضحية، هو تجرد من الأهواء والشخصانية، هو تعالٍ على المصالح الذاتية التي تضاد وتنافي المصالح الجماعية، من يمتلكه لا يستطيع إلا أن يحكّمه في سائر سلوكياته من مشاعر وأحاسيس وأقوال وأعمال، هو من يسمو بنا للمعالي، ويدفعنا لاتخاذ قرارات صادقة حقيقية شجاعة، هو من يجعلنا نتحدى الصعوبات ونواجه المشكلات من دون انحراف والتواء، هو ينأى بنا للتطور، هو يجعلنا ثابتين على مبادئنا وقناعاتنا، هو يحمينا ويحصننا من الغش والخداع والخيانة، هو يجعلنا مناضلين مكافحين عن قيمنا.
هو ظاهرة طبيعية تعصف بحياتنا لتجعلنا أقوياء صامدين أمام المغريات، غير مضطربين في مفاضلة الأمور وموازنتها في ما بين الصالح والأصلح، المهم والأهم، الفاضل والمفضول، هو حب الوطن فالمحب الصادق لوطنه وأرضه وشعبه، الراغب في إصلاح الخلل، وجبر العلل، لا يمكن أن يفسد ويحطم ويخرب، حب الوطن يمنحنا القوة التي نواجه بها المرضيات والغيابات من دون عذر، والممارسات اللاأخلاقية من البعض.
لذا نقول إلى كل العالم إن المواطن الكويتي مواطن صالح مستقيم الشخصية يسهم في رقي بلده ونفعها، يرسخ المواطنة الحقيقية التي هي عطاء أكثر من أن تكون أخذاً، ولا يمارس المواطنة بصور خاطئة باسم الوطن والوطنية، مواطنته تتسم بالواقعية والعملية والارتباط بالعقيدة والمبادئ الإسلامية، ليس كما صوره البعض بأنه مواطن تافه لا يفقه من المواطنة إلا التهرب من المسؤولية، والخروج بمسيرات تعارض القيم والأخلاق، بل هو على العكس تماما كما ذكرنا سلفا، بل هو داعم لمجتمعه، يشارك في تشييد بلده، ينهض بأمته، هذا هو المواطن الكويتي.
twitter: @mona_alwohaib
[email protected]