رسالتي

دفاشة

تصغير
تكبير
في أحد المستشفيات جيء بطفل صغير قد أكل دواء مخصصا لعلاج مرضى السكر، وأثناء عملية غسيل المعدة لإنقاذه، استدعى المحقق الموجود في المستشفى والدة الطفل وقال لها إن مات الطفل سنتّهمك بقتله!

هكذا دون مقدمات، ومن دون مراعاة لمشاعر الأم التي تريد الاطمئنان على سلامة ولدها الذي هو بين الموت والحياة يقول لها المحقق مثل هذا الكلام والمسكينة عندما سمعت كلام المحقق انهارت وسقطت على الأرض.


وبحمد الله أن الله تعالى سلّم ذلك الولد، لكن السؤال ألم يتلق هؤلاء المحققون دورات في العلاقات الإنسانية وكيفية التعامل مع الناس؟

نجد الدفاشة عند البعض في الإبلاغ عن خبر محزن من دون مقدمات أو تمهيد وهي للأسف طبيعة بعض البشر، وكما يحدث أحيانا عندما يقع حادث ويتوفى فيه أحد الشباب، فيتم الاتصال بأهله من قبل المعنيين ليبلغوهم مباشرة: ولدكم مات!

كم أعجبني موقف أم سليم رضي الله عنها زوجة الصحابي أبو طلحة، حينما كان لهم ولد أصابه مرض شديد فخرج والده لحاجة ثم مات الطفل خلال فترة غياب والده، فلما عاد أبو طلحة في المساء سأل عن حال الطفل فقالت أم سليم هو في أسكن حال، ثم قرّبت العشاء لزوجها وتزينت ثم أصاب منها ما يصيب الرجل من زوجته، ثم قالت له: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت ثم طلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فإن ابنك عارية من الله وقد استرجعها. فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني، فانطلق وشكاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستحسن الرسول (ص) صنيعها ودعا لهم بالبركة في ليلتهما.

قد تقع في خطأ فتجد من يفاجئك بالنصيحة على الملأ ودون اختيار للمكان أو الوقت المناسب وربما خاطبك بقسوة، وهو يعتقد بأنه قد أبرأ ذمته أمام الله!! وأحيانا قد تعبر برأيك عن قضية فيصدمك أحدهم بقوله : أنت ما تفهم!!

وقد تمارس لعبة جماعية ككرة القدم، لكن يأتيك واحد «دفش» فينقلك إلى مستشفى العظام.

وربما تكون موظفا وتجد السعادة في خدمة الناس وسرعة إنجاز معاملاتهم، ومع ذلك يفاجئك مراجع بقوله: حلل معاشك!!

إن أفضل وسيلة تتعامل بها مع هذا الصنف الدفش من الناس، هي تلك التي استخدمها الرسول عليه الصلاة والسلام مع الأعرابي الذي قام بسحبه من ردائه حتى أثّر في عاتقه وقال له: يا محمد مُرْ لي من مال الذي عندك، فلم يغضب ولم ينتقم وإنما تبسم في وجهه وأمر له بعطاء.

twitter :@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي