عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي

الاتفاقية الأمنية والنفس الأمّارة

تصغير
تكبير
عاتبت نفسي الشريرة بعد قراءتي لتغريدة كتبها نائب سابق في مجلس أبو صوت المبطل والمشهور عنه عبارة (وردة المجلس) حيث كتب عن الاتفاقية الأمنية لدول الخليج : هذه الاتفاقية تحمي المواطن من نفسه الأمّارة بالسوء.

عاتبت نفسي الأمّارة كيف لها أن تفكر مجرد تفكير بالاعتراض على هذه الاتفاقية الأمنية، وقلت لها سامحك الله هل أصابك العمى عن انجازات مجلس التعاون الخليجي فتريدين تعطيل تلك المكاسب لمواطني الخليج.


ألست تنتقلين من الكويت إلى أقصى السواحل العمانية دون أن يطلب منك أحد هوية أو أي إثبات؟ ألم تتوحد عملتنا الخليجية فأصبحت من أقوى العملات العالمية؟ ألم يتكون لدينا جيش خليجي واحد، جعل إيران تعتذر عن احتلالها للجزر الإماراتية وتقوم بإرجاعها؟ ألم تتوحد التعرفة الجمركية؟

ولكن لأن نفسي الأمارة بالسوء لم تشكر هذه النعم وتريد تعطيل المكاسب، ولأنها لا ترتدع من الآيات القرآنية ولا الأحاديث النبوية، فهي تستحق أن تفرض عليها الاتفاقية الأمنية.

قال صاحبي لا بد أن نؤيد وندعم الاتفاقية الأمنية، فقلت: لماذا؟ قال: لأن النواب الشيعة معارضون لها!

قلت وهل كل مسألة يعترض عليها إخواننا الشيعة ينبغي أن نؤيدها، أو العكس؟ الكويتيون من الطائفة الشيعية منهم من نختلف معه في الأصول والفروع، ومنهم الليبرالي ومنهم العلماني، وبغض النظر عما يحمله من معتقد أو فكر، فإن ذلك لا يمنع من أن نتعاون معهم في ما فيه تحقيق مصلحة البلاد والعباد، ألم يشارك الرسول صلى الله عليه وسلم في حلف الفضول في الجاهلية، وقال لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت.

للأسف البعض يريد تكرار موضوع دخول مجلس أبو صوت بحجة عدم تركه للنواب الشيعة كي لا يحققوا مكاسب، وفي النهاية وجدنا مجلسا صوريا لا يقدم أو يؤخر، وهو منساق مع التوجهات الحكومية، وكانت المشاركة فيه نوعا من إعطاء الحكومة صكا دائما بأنه يحق لها أن تعبث بالنظام الانتخابي متى شاءت.

كتب أحد الخليجيين في «تويتر» أن الكويتيين هم الوحيدون المعترضون على الاتفاقية وأما بقية مواطني الخليج فالأمر بالنسبة لهم لا يقدم ولا يؤخر، وبالفعل نحن نرى أن الاتفاقية ستقودنا إلى مزيد من كبت الحريات، وملاحقة المعارضين.

الاتفاقية لم تتم بعد وأحد المسؤولين الأمنيين الخليجيين يتوعد المغردين بملاحقتهم ومقاضاتهم! طلبتنا الكويتيون في بعض الجامعات الخليجية تم فصلهم وطردهم بسبب الشك في انتماءاتهم الفكرية، مع أنهم لم يخالفوا قوانين ذلك البلد، فكيف تطالبوننا بتأييد الاتفاقية؟

لقد كشف الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني أن الاتفاقية الأمنية قد أُدخلت عليها بعض التعديلات بناء على طلب الكويت، فلماذا لا يتم الكشف عن هذه التعديلات؟

الاتفاقية الأمنية تعارضها معظم شرائح المجتمع الكويتي، ومعظم التيارات السياسية، والكرة الآن في ملعب نواب مجلس أبو الصوت الواحد، فإما أن يسجل لهم الشعب الكويتي وقفتهم التاريخية في رفض الاتفاقية وإما أن ينساقوا وراء المغريات التي قد تقدمها الحكومة إن كانت هي أصلا مقتنعة بالاتفاقية ويقوموا بالموافقة عليها، وعندما تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ سيندم كل من صوّت عليها عندما يذوق مرارتها، وساعتها لن ينفعه الندم.


twitter :@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي