وثيقة وتاريخ
أسرة السند... مقام في العلم لا يخفى على أحد
في زيارة توثيقية للعم الراوية حسن المبارك في منزله في الرياض
الوثيقة
الشيخ محمد بن عبد الرحمن السند
تعرف بعض الأسر الكويتية بأمر يلازم أبناءها كابراً عن كابر، وتسهم به في بناء الكويت.
ومن أشهر الأسر العلمية في الكويت أسرة السند، وهي أسرة كريمة النسب يرجع نسبها إلى بو رباع من الحسنى من السلقا من عنزة، فقد هاجر جد الأسرة محمد بن سند حريملاء، وسكن جزيرة فيلكا، ثم انتقل إلى الأحساء، ثم الزبير.
وهذه وثيقة فيها بيان لرجل عالم من هذه الأسرة كان ذا مكانة مرموقة أهّلته لأن ينوب عن عم أهل الزبير في تقديم الدعوة إلى حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح - رحمه الله - في حضور تأبين الشيخ العالم محمد الأمين الشنقيطي مدير مدرسة النجاة - رحمه الله.
نص الوثيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة صاحب السمو ذي الفضل والإفضال أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر المحترم.
تحية واحتراما يليقان في مقامكم الأرفع
أما بعد، فنعزي سموكم بفقيد زعيم العلم ورئيس مدرسة النجاة الأهلية في الزبير الشيخ محمد بن أمين (صوابه محمد الأمين لأنه اسم مركب) الشنقيطي طيب الله ثراه ولطف بالمسلمين عامة وبالزبيرين والكويتيين خاصة ومحبيه وعارفي فضله أمثالكم على الخصوص بأن يوفقهم إلى القدرة بما يستحق من الثناء وإسعاف ما ابتدأ به من المشاريع النافعة التي أهمها مدرسة النجاة الاهلية في الزبير بالملاحظة والإنعاش.
وبما أن هيئة مدرسة النجاة اعتزمت على إقامة حفلة تأبين لذلك الراحل الفاضل الساعة التاسعة يوم الخميس الموافق 27 جمادى ثاني 1351 هـ في بناية المدرسة.
لم تر بدا من تقديم الدعوة إلى سموكم لما نعلم من إخلاصكم لهذا الشيخ وبما عرفتم به من أقدار العاملين المخلصين حق قدرهم، فرجاؤنا التفضل بتنازلكم إلى الحضور هذا التأبين، وبحضوركم تقوى عزائم العاملين، وتطيب أنفس رجال الإخلاص والصدق والنصيحة لأمتهم.
هذا والله نسأل أن يحفظكم وأن يجعلكم ممن يعين على انتشال الأمة من كبدة الجهل ومخالب التأخر.
والمأمول إشعارنا بقبول تلك الدعوة أو عدمها قبل اليوم المميز لنعلم كيف نرتب حالة الاحتفال.
21 جمادى 1351 هـ
عن هيئة المدرسة النجاة الأهلية في الزبير
العضو محمد بن عبد الرحمن السند
أسرة السند ذرية
بعضها من بعض
وقد أنجبت أسرة السند جماعة من العلماء ممن صار لهم ذكر في العلم والفضل، وقد جمع طرفا من أخبارهم في بحث مختصر منشور أخونا البحاثة محمد بن حسن المبارك، وهو من أهل المبارك أمراء حريملاء أبناء عمومة الابراهيم الراشد أمراء الزبير، وهم من آل بو رباع من الحسني من السلقا من عنزة، وقد التقيت والده العم الراوية حسن المبارك في رحلة بحث حول تاريخ أسرة السند وغيرها من أسر نجد، فألفيته بالناس خبيرا، وبتواريخهم بصيرا، وقد أفادني حول بعض علماء السند، ومنهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن علي السند المولود في الزبير سنة 1308 هـ، وقد كفّ بصره صغيراً، وأخذ العلم عن علماء الزبير حتى صار من علمائها وأعيانها، وهو خطيب جامع النجادة. توفي – رحمه الله - سنة 1398 هـ.
وله من الأولاد: عبد الرحمن وأولاده سليمان، وعمر – وهو مستقر في الرياض – وخالد ومستقر في المنطقة الشرقية في السعودية.
ومن أولاد الشيخ محمد: يوسف، وله ولدان بدر وتوأمه فيصل وهما مستقران في السعودية، وأحمد.
مئات الوثائق النادرة لمدرسة النجاة
أقوم – بعون الله – على جمع الوثائق وتصنيفها وفهرستها في برنامج إلكتروني خاص عندي سأقوم قريباً – بإذن الله – بإتاحة الاستفادة منه إلكترونياً للجميع بعد أن يجتمع من الوثائق العدد الصالح للنشر، وهذه الوثائق منها ما يمنّ عليّ بها أسر كريمة، وباحثون فضلاء، ومنها ما يتم شراؤه بأثمان متفاوتة، وقد تيسّر لي قريباً – بحمد الله – الحصول على وثائق نادرة لمدينة الزبير النجدية روحا ومعنى، سأنشر الصالح مع التعريف بها – قريباً – بإذن الله، ومنها هذه الوثيقة التي أعرضها هنا.
ما علاقة الشيخ أحمد الجابر الصباح بمدينة الزبير؟!
الوثيقة عبارة عن رسالها بعثها الشيخ محمد بن عبد الرحمن السند إلى الشيخ أحمد الجابر – رحمهما الله – للمشاركة في تأبين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله، والسبب في إرسال هذه الرسالة للشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت هو العلاقة الوطيدة التي تربط أهل الزبير بأهل الكويت، فهي أولاً علاقة رحم فكثير من الأسر الزبيرية تربطها بالأسر الكويتية وشيجة رحم أو نسب، وهي أيضاً علاقة جوار فالزبير متاخمة للحدود الكويتية الشمالية، وبينهما من العلاقات الاقتصادية ما لا يجهل أمره.
وهي كذلك علاقة أخوية دينية لاجتماع الدين بل والمذهب.
الكويتيون يجددون مساجد الزبير
ولذا نجد الكثير من أهل الكويت كانت لهم مزارع في الزبير والبصرة وما جاورهما، بل إن كثيراً من مساجد الزبير قد قام بترميمها وإعادة بنائها بعض وجهاء الكويت.
فجامع النجادة جدد بناءه الشيخ عبد الله السالم – رحمه الله، وجامع المجصة جدد على نفقة الشيخ ناصر صباح الناصر – رحمه الله، وجامع الإبراهيم جددت بناءه الشيخة الدكتور سعاد الصباح – بارك الله فيها، وجامع مزعل جدد على نفقة المحسن عبد اللطيف سليمان العثمان – رحمه الله، بل إن جامع الرشيدية أسسه المحسن محمد يوسف الصبيح وجدد على نفقة المحسن صبيح براك الصبيح – رحمهما الله، وجامع المنتفق جدد على نفقة المحسن عبد الله عبد اللطيف العثمان – رحمه الله – وغير ذلك من أوجه البر والصلة.
ما علاقة بريطانيا بترك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الكويت؟!
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – ولد في شنقيط سنة 1879 م وطلب العلم على العديد من العلماء في العديد من البلاد، وقدم البصرة والزبير وصار له حظوة عند أهلها لسعة علمه، وله أخبار يطول ذكرها لعلها تأتي في وثيقة خاصة به – بإذن الله، وكان له دور كبير في تأسيس مدرسة النجاة في الزبير سنة 1920 م وتولى إداراتها حتى وفاته – رحمه الله – سنة 1932م، فأقامت له المدرسة حفل تأبين ووجهت خطاباً للعديد من الوجهاء والعلماء، ومنه هذا الخطاب الموجه للشيخ أحمد الجابر الصباح – رحمه الله - حاكم الكويت آنذاك.
والشيخ محمد الأمين الشنقيطي كان قد أقام في الكويت زمنا بدعوة من أهلها للتدريس في المدرسة المباركية في أيام حكم الشيخ مبارك الصباح – رحمه الله، ونظراً لمواقفه المعادية للوجود الإنكليزي في المنطقة فقد أمر الشيخ مبارك بمغادرته الكويت، بل وأصر الشيخ سالم المبارك – رحمه الله – أيضاً على عدم دخوله الكويت لما تولى الحكم بعد ذلك. لكن الشيخ الشنقيطي كان على علاقة حب ووئام مع الشيخ أحمد الجابر، ولذا أخذه معه إلى الحج في سنة 1918 م، وكان الشيخ الشنقيطي مقيماً في عنيزة آنذاك، كما أقام له الشيخ أحمد الجابر حفل تكريم في الكويت في النادي الأدبي سنة 1924 م.
وقد كان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – مشاركات في الجهاد ضد الإنكليز في جنوب العراق، ومنها معركة الشعيبة، كما شارك في الجهاد ضد الطليان في ليبيا.
ومن أشهر الأسر العلمية في الكويت أسرة السند، وهي أسرة كريمة النسب يرجع نسبها إلى بو رباع من الحسنى من السلقا من عنزة، فقد هاجر جد الأسرة محمد بن سند حريملاء، وسكن جزيرة فيلكا، ثم انتقل إلى الأحساء، ثم الزبير.
وهذه وثيقة فيها بيان لرجل عالم من هذه الأسرة كان ذا مكانة مرموقة أهّلته لأن ينوب عن عم أهل الزبير في تقديم الدعوة إلى حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح - رحمه الله - في حضور تأبين الشيخ العالم محمد الأمين الشنقيطي مدير مدرسة النجاة - رحمه الله.
نص الوثيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة صاحب السمو ذي الفضل والإفضال أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر المحترم.
تحية واحتراما يليقان في مقامكم الأرفع
أما بعد، فنعزي سموكم بفقيد زعيم العلم ورئيس مدرسة النجاة الأهلية في الزبير الشيخ محمد بن أمين (صوابه محمد الأمين لأنه اسم مركب) الشنقيطي طيب الله ثراه ولطف بالمسلمين عامة وبالزبيرين والكويتيين خاصة ومحبيه وعارفي فضله أمثالكم على الخصوص بأن يوفقهم إلى القدرة بما يستحق من الثناء وإسعاف ما ابتدأ به من المشاريع النافعة التي أهمها مدرسة النجاة الاهلية في الزبير بالملاحظة والإنعاش.
وبما أن هيئة مدرسة النجاة اعتزمت على إقامة حفلة تأبين لذلك الراحل الفاضل الساعة التاسعة يوم الخميس الموافق 27 جمادى ثاني 1351 هـ في بناية المدرسة.
لم تر بدا من تقديم الدعوة إلى سموكم لما نعلم من إخلاصكم لهذا الشيخ وبما عرفتم به من أقدار العاملين المخلصين حق قدرهم، فرجاؤنا التفضل بتنازلكم إلى الحضور هذا التأبين، وبحضوركم تقوى عزائم العاملين، وتطيب أنفس رجال الإخلاص والصدق والنصيحة لأمتهم.
هذا والله نسأل أن يحفظكم وأن يجعلكم ممن يعين على انتشال الأمة من كبدة الجهل ومخالب التأخر.
والمأمول إشعارنا بقبول تلك الدعوة أو عدمها قبل اليوم المميز لنعلم كيف نرتب حالة الاحتفال.
21 جمادى 1351 هـ
عن هيئة المدرسة النجاة الأهلية في الزبير
العضو محمد بن عبد الرحمن السند
أسرة السند ذرية
بعضها من بعض
وقد أنجبت أسرة السند جماعة من العلماء ممن صار لهم ذكر في العلم والفضل، وقد جمع طرفا من أخبارهم في بحث مختصر منشور أخونا البحاثة محمد بن حسن المبارك، وهو من أهل المبارك أمراء حريملاء أبناء عمومة الابراهيم الراشد أمراء الزبير، وهم من آل بو رباع من الحسني من السلقا من عنزة، وقد التقيت والده العم الراوية حسن المبارك في رحلة بحث حول تاريخ أسرة السند وغيرها من أسر نجد، فألفيته بالناس خبيرا، وبتواريخهم بصيرا، وقد أفادني حول بعض علماء السند، ومنهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن علي السند المولود في الزبير سنة 1308 هـ، وقد كفّ بصره صغيراً، وأخذ العلم عن علماء الزبير حتى صار من علمائها وأعيانها، وهو خطيب جامع النجادة. توفي – رحمه الله - سنة 1398 هـ.
وله من الأولاد: عبد الرحمن وأولاده سليمان، وعمر – وهو مستقر في الرياض – وخالد ومستقر في المنطقة الشرقية في السعودية.
ومن أولاد الشيخ محمد: يوسف، وله ولدان بدر وتوأمه فيصل وهما مستقران في السعودية، وأحمد.
مئات الوثائق النادرة لمدرسة النجاة
أقوم – بعون الله – على جمع الوثائق وتصنيفها وفهرستها في برنامج إلكتروني خاص عندي سأقوم قريباً – بإذن الله – بإتاحة الاستفادة منه إلكترونياً للجميع بعد أن يجتمع من الوثائق العدد الصالح للنشر، وهذه الوثائق منها ما يمنّ عليّ بها أسر كريمة، وباحثون فضلاء، ومنها ما يتم شراؤه بأثمان متفاوتة، وقد تيسّر لي قريباً – بحمد الله – الحصول على وثائق نادرة لمدينة الزبير النجدية روحا ومعنى، سأنشر الصالح مع التعريف بها – قريباً – بإذن الله، ومنها هذه الوثيقة التي أعرضها هنا.
ما علاقة الشيخ أحمد الجابر الصباح بمدينة الزبير؟!
الوثيقة عبارة عن رسالها بعثها الشيخ محمد بن عبد الرحمن السند إلى الشيخ أحمد الجابر – رحمهما الله – للمشاركة في تأبين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله، والسبب في إرسال هذه الرسالة للشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت هو العلاقة الوطيدة التي تربط أهل الزبير بأهل الكويت، فهي أولاً علاقة رحم فكثير من الأسر الزبيرية تربطها بالأسر الكويتية وشيجة رحم أو نسب، وهي أيضاً علاقة جوار فالزبير متاخمة للحدود الكويتية الشمالية، وبينهما من العلاقات الاقتصادية ما لا يجهل أمره.
وهي كذلك علاقة أخوية دينية لاجتماع الدين بل والمذهب.
الكويتيون يجددون مساجد الزبير
ولذا نجد الكثير من أهل الكويت كانت لهم مزارع في الزبير والبصرة وما جاورهما، بل إن كثيراً من مساجد الزبير قد قام بترميمها وإعادة بنائها بعض وجهاء الكويت.
فجامع النجادة جدد بناءه الشيخ عبد الله السالم – رحمه الله، وجامع المجصة جدد على نفقة الشيخ ناصر صباح الناصر – رحمه الله، وجامع الإبراهيم جددت بناءه الشيخة الدكتور سعاد الصباح – بارك الله فيها، وجامع مزعل جدد على نفقة المحسن عبد اللطيف سليمان العثمان – رحمه الله، بل إن جامع الرشيدية أسسه المحسن محمد يوسف الصبيح وجدد على نفقة المحسن صبيح براك الصبيح – رحمهما الله، وجامع المنتفق جدد على نفقة المحسن عبد الله عبد اللطيف العثمان – رحمه الله – وغير ذلك من أوجه البر والصلة.
ما علاقة بريطانيا بترك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الكويت؟!
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – ولد في شنقيط سنة 1879 م وطلب العلم على العديد من العلماء في العديد من البلاد، وقدم البصرة والزبير وصار له حظوة عند أهلها لسعة علمه، وله أخبار يطول ذكرها لعلها تأتي في وثيقة خاصة به – بإذن الله، وكان له دور كبير في تأسيس مدرسة النجاة في الزبير سنة 1920 م وتولى إداراتها حتى وفاته – رحمه الله – سنة 1932م، فأقامت له المدرسة حفل تأبين ووجهت خطاباً للعديد من الوجهاء والعلماء، ومنه هذا الخطاب الموجه للشيخ أحمد الجابر الصباح – رحمه الله - حاكم الكويت آنذاك.
والشيخ محمد الأمين الشنقيطي كان قد أقام في الكويت زمنا بدعوة من أهلها للتدريس في المدرسة المباركية في أيام حكم الشيخ مبارك الصباح – رحمه الله، ونظراً لمواقفه المعادية للوجود الإنكليزي في المنطقة فقد أمر الشيخ مبارك بمغادرته الكويت، بل وأصر الشيخ سالم المبارك – رحمه الله – أيضاً على عدم دخوله الكويت لما تولى الحكم بعد ذلك. لكن الشيخ الشنقيطي كان على علاقة حب ووئام مع الشيخ أحمد الجابر، ولذا أخذه معه إلى الحج في سنة 1918 م، وكان الشيخ الشنقيطي مقيماً في عنيزة آنذاك، كما أقام له الشيخ أحمد الجابر حفل تكريم في الكويت في النادي الأدبي سنة 1924 م.
وقد كان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – مشاركات في الجهاد ضد الإنكليز في جنوب العراق، ومنها معركة الشعيبة، كما شارك في الجهاد ضد الطليان في ليبيا.