د. وائل الحساوي / نسمات

نفسك... عالم عجيب !

تصغير
تكبير
أردت أن أكسر جمود الكتابة وتكرار الشكوى من زماننا واهلنا وحكومتنا، واردت ان أتخير بعض النقاط الايجابية في واقعنا، وان اروّح عن القارئ الذي ملّت نفسه من كثرة الحزن على أطلال الماضي والنوح على الواقع المرير والخوف من المستقبل القريب.

جلست ساعتين اتفكر في ما اكتب، لكن افلام الرعب التي تجول في مخيلتي ليلاً ونهاراً من المشاهد التي ألفنا مشاهدتها في الفضائيات وقراءتها في الصحف، والتي اضيف لها مشاهد كثيرة على «اليوتيوب»، هذه المشاهد والخيالات المرعبة ابت ان تفتح لي في سجني ولو نافذة صغيرة من الأمل لكي ابثه لكم واطمئن قلوبكم به، فلم اجد اروع مما كتبه الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:


(نفسك) عالم عجيب!

تتبدل كل لحظة وتتغير

ولا تستقر على حال

تحب المرء فتراه ملكاً

ثم تكرهه فتبصره شيطاناً

وما كان ملكاً ولا كان شيطاناً

وما تبدل!

ولكن تبدلت (حالة نفسك)

وتكون في مسرة

فترى الدنيا ضاحكة

ثم تراها وانت في كدر،

باكية قد فرغت في سواد الحداد

ما ضحكت الدنيا قط ولا بكت!

ولكن كنت انت:

(الضحك الباكي)

مسكين جداً انت

«حين تظن ان الكُره يجعلك اقوى»

وان الحقد يجعلك اذكى

وان القسوة والجفاء هي ما تجعلك

انساناً محترماً!

تعلم ان تضحك مع من معك

وان تشاركه ألمه ومعاناته

عش معه وتعايش به، عش كبيراً،

وتعلم ان تحتوي كل من يمر بك

ولا تصرخ عندما يتأخر صديقك

ولا تجزع حين تفقد شيئاً يخصك

تذكر ان كل شيء قد كان في

لوحة القدر قبل ان تكون

شخصاً من بين ملايين البشر!

ان خسرت شيئاً:

فتذكر انك قد ربحت اشياء

وان فاتك موعد:

فتذكر انك قد تلحق موعداً آخر!

مهما كان الألم مريراً

ومهما كان القادم مجهولاً

افتح عينيك للأحلام والطموح

فغداً يوم جديد

وغداً انت شخص جديد

هل تعلم ان الحكمة الشهيرة:

«رضا الناس غاية لا تدرك»

دائماً يتناقلها الناس مبتورة وغير مكتملة وانها بتكملتها من اروع الحكم وهي:

«رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لا تترك، فاترك ما لايدرك، وادرك ما لايترك»

لا يلزم ان تكون وسيماً لتكون جميلاً ولا مداحا لتكون محبوباً ولا غنياً لتكون سعيداً، يكفي ان ترضي ربك وهو سيجعلك عند الناس جميلاً ومحبوباً وسعيداً لو اصبت 99 واخطأت مرة واحدة لعاتبوك بالواحدة وتركوا الـ 99 هؤلاء هم البشر!

ولو اخطأت 99 مرة واصبت مرة لـ غفر الله الـ 99 وقبل الواحدة ذاك هو الله.

فما بالنا نلهث وراء البشر ونبتعد عن الله اننا نعرف ابن حنبل ولا نعرف اسم جلاده.

ونعرف ابن تيمية ولا نعرف اسم سجانه، فالجلادون والسجانون يذهبون دوماً الى مزابل التاريخ.

د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي