«قام بحراسة دروازات السور لدى وقوع معركة الجهراء سنة 1920»
محمد بن طاحوس ... أمير منطقة «وارة» سنة 1937
• كان من ضمن حرس «صباح السوق» سنة 1923
• فوض من قبل شركة نفط الكويت لتزكية العاملين لديها
• والده كان من رجالات الشيخ مبارك الصباح
• شارك في بناء السور سنة 1919
• استشهد أخوه حمد في معركة الرقعي 1928
• أسهم بتوصيل الخدمات إلى منطقة وارة وما حولها
• أوكل إليه توزيع السلاح ومواد التموين للنقاط الأمنية وحراسة الآبار
• فوض من قبل شركة نفط الكويت لتزكية العاملين لديها
• والده كان من رجالات الشيخ مبارك الصباح
• شارك في بناء السور سنة 1919
• استشهد أخوه حمد في معركة الرقعي 1928
• أسهم بتوصيل الخدمات إلى منطقة وارة وما حولها
• أوكل إليه توزيع السلاح ومواد التموين للنقاط الأمنية وحراسة الآبار
نحن اليوم مع سيرة المرحوم محمد بن طاحوس، امير منطقة وارة نتعرف من خلالها على هذه المنطقة، والمهمات التي اوكلت اليه حين تولى امارتها، ثم نتطرق الى بعض اسهاماته الوطنية، التي بدأت من بناء سور الكويت الثالث، وحراسة الدروازات في معركة الجهراء... فلنترك له عزيزي القارئ مع ذلك:
كانت ولادة محمد بن طاحوس في اوائل القرن المنصرم، 1903 في منطقة الشرق وهو احد احياء مدينة الكويت القديمة والذي كان اهله اكثر عملهم في تجارة اللؤلؤ والغوص، وقد اطلق عليه بالحي الشرقي لأنه القسم الشرقي من البلد ولادة محمد بن طاحوس كانت في احد فرجانه وهو فريج الشيوخ والذي كانت غالبية اسرة الحكم تسكن به.
وقد ارتبطت اسرته مع اسرة الحكم بالمصاهرة والاخوة في الرضاعة فقد ارضعته حرم الشيخ احمد الجابر حصة الغانم مع ابنائها الشيخ عبدالله الاحمد والشيخ محمد الاحمد والشيخة منيرة الأحمد والشيخة اسماء الأحمد فأصبح اخا لهم في الرضاعة.
التحق مع اخيه حمد في المدارس الاهلية المتوافرة بالقرب من سكنهم والذي تنقل ما بين عدة فرجان كان من ضمنها فريج الشملان وهلال لكنه لم يستمر في دراسة الكتاتيب طويلا فكانت استفادته محدودة اما اخوه حمد فقد كان له حظ من تلك الدراسة التي يطلق عليها الكويتيون التعلم عند الملا.
البحر
رغم ان ابناء جيله وسكان منطقة الشرق اهل الغوص ونواخذة البحر ونشأته وسفن الغوص امام بيتهم راسية في نقعه هلال يراه في ذهابه وايابه إلا ان البحر وركوبه لم يكن له حيز في حياته فلم يؤثر انه مارس شيئا من مهنه اما الشق الاخر لحياة الماضي وهي حياة البادية والخروج لها وقت الربيع ونزول الامطار فلقد كانت اسرته في مواسم الربيع تخرج وتمكث تستمتع بجمال الطبيعة الخلابة في تلك الايام.
فلقد كانت حلال تودع وقت الصيف واذا حل وقت الامطار وفصل الشتاء والربيع اخذت تتولى العناية بها وفي احدى السنوات نزل والده بر مشرف ثم عاد للكويت حيث كان من لرجال الشيخ مبارك الصباح ورافقه في معاركه وحين توليه زمام الحكم في البلاد اراد ان يكون عند الشيخ مبارك بعض الوقت ثم يعود الى اسرته وبينما اسرته في المكان الذي تركها فيه بر «مشرف» مر الملك عبدالعزيز بن سعود قادما لزيارة الكويت على محل اقامة اسرة بن طاحوس وكان محمد لم يتجاوز عمره عشر سنين في ذلك الوقت فشعرت امه بالركاب قد اناخت بالقرب منهم فارسلت ولدها بواجب الضيافة فلما قدم الى الملك عبدالعزيز ورجاله المرافقين له رحب به فسأله عن اسمه فقال انا بن طاحوس ووالدي ذهب الى الشيخ مبارك الصباح.
السور
حين هب ابناء الكويت لبناء السور الثالث 1919 لحماية البلاد ممن اراد الاعتداء عليها شارك مع ابناء بلده وحمل معهم ادوات البناء ومستلزماته وحين حدثت معركة الجهراء سنة 1920 كان من حراس البوابة ثم انتدبه الشيخ احمد الجابر ليكون من طلائع الاستطلاع التي اختيرت للذهاب الى ارض معركة الجهراء واما معركة الرقعي التي حدثت سنة 1928 فلقد كان محمد بن طاحوس ممن تأهب للقتال اما اخوه حمد فلقد كان ممن دافع في معركة مع الشيخ علي السالم فكان احد شهدائها.
الشمالية
بعد معركة الجهراء بعام سنة 1921 انتقل مع قوة حراسة الحدود الشمالية والتي كانت من مهماتها فرض طوق امني للرعايا الكويتيين القاطنين في تلك الجهة والحفاظ على الحدود الشمالية.
السوق
صباح السوق لقب اطلق على الشيخ صباح الدعيج الذي اوكل اليه حراسة أسواق مدينة الكويت حينما كان السور ضاربا عليها وكان معه حراس اشداء موزعين في انحاء الاسواق وقد عرف عن تلك الحقبة الزمنية الصرامة في العمل وهذا الذي جعل الامن هي السائدة في تلك الفترة، انضم محمد بن طاحوس الى هؤلاء الحرس الامني الذي كان مسؤولا عنه الشيخ صباح الدعيج وكان انضمامه الى ذلك العمل بحدود 1923 وهي تجربة عملية استفاد منها خلال حياته فالعمل مع صباح السوق عمل دؤوب فيه التفاني والاخلاص والحرص على اتقان الأعمال على أكمل وجه.
النفط
كانت فترة حكم الشيخ احمد الجابر (1921 - 1950) من الفترات التي شهدت اكتمال المفاوضات الشاقة والمضنية بين حكام الكويت وشركات النفط العالمية من اجل الحصول على امتياز التنقيب عن النفط في البلاد وبدأت اولى عمليات التنقيب العام 1936 وتم اكتشاف بئر برقان الاولى سنة 1938 وتوقفت عمليات بناء واستكمال المؤسسات النفطية حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية خلال السنوات الاولى للتنقيب عن النفط واوكل الى محمد بن طاحوس متابعة الامور الأمنية لعمال شركة النفط.
وارة
وارة من المناطق الواقعة جنوب البلاد بعيدا عن ساحل الخليج وهي ذات عمق تاريخي وجاء ذكرها في الشعر والأدب العربي، استقر بها مجموعة من الأهالي حين كثرت بها الأعمال المرتبطة في النفط ونظرا لتزايد عدد سكانها تم تعيين محمد بن طاحوس اميرا عليها سنة 1937 وعلى المناطق المجاورة لها والبرقان وجعيدان ودبوس وقد سعى في توفير كثير من الخدمات ومنها الرعاية الصحية حيث تعاون مع ادارة الصحة حين كان يرأسها الشيخ فهد السالم ثم ساهم في انشاء اول مسجد في منطقة وارة لإقامة شعائر صلاة الجمعة ثم ألحق به مدرسة اهلية لتعليم ابناء الاسر القاطنة في وارة وقد تولى التدريس بها وإمامة المسجد الشيخ الملا عمر القحطاني.
التفويض
فوض من قبل ادارة شركة النفط في حل المشكلات والخلافات مع أهل البادية ممن كانت لهم أغنام وابل ترعى حول المنشآت النفطية، كما كان من يريد العمل منهم مع الانكليز حين عملهم في التنقيب عن النفط وتصديره وانشاء المنشآت النفطية لغرض الحصول على تزكية من محمد بن طاحوس.
آبار
وبما انه كان اميرا على منطقة وارة والتي تشكل آبار النفط ومكامن تخزينه جزءا كبيرا من امتداد مساحتها اصبح مسؤولا عن مراكز حراسة آبار النفط ولتوفير المستلزمات الامنية لها فوض بعدة امور منها اختيار افراد القوة الامنية وتزكيتهم لهذا العمل ثم توزيع الأسلحة والذخيرة والاشراف على توفير الخدمات التموينية لأفراد القوة الامنية تحديد النقاط الأمنية وأماكن الحراسة.
الاحتواء
كانت المشاكل التي تحدث والتعديات على المنظومة الامنية كثيرة في تلك الحقبة لكثرة الناس القاطنة حول وارة فهي تمتد الى جنوب البلاد وتمر بها الطرق المؤدية الى براري وصحاري البلاد الجنوبية والغربية مع المملكة العربية السعودية بالاضافة الى السوق العامة التي انشئت في وارة وكان يقصدها الكثير للتزود بحاجاتهم منها لذا اتخذ محمد بن طاحوس سياسة الاحتواء وعدم تصعيد الامر.
كان يعالج ويحل اشكالاتها ويبذل مافي وسعه لاحتواء الامور فلا يصعد تلك القضايا ويرفعاها للحكومة والمسؤولين في ذلك الوقت فكل مشكلة تحصل يوجد لها حل عند «ابن طاحوس» حيث وجد الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك لرجاحة عقله وسعة حلمه وكانت الحكومة في ذلك الوقت مطمئنة ومرتاحة من ناحيته، فهو له علاقاته الاجتماعية مع كل طبقات المجتمع.
تم افتتاح سوق في منطقة وارة سنة 1947 وكان عبارة عن مجموعة دكاكين يستقطب اهل البادية الذين يسكنون في وارة وحولها فيوفر بعض الحاجيات الضرورية لهم ويقطع عنهم عناء الطريق الذي كانوا يسلكونه للذهاب للكويت وقد وفر محمد بن طاحوس نقطة امنية تكون بمثابة تواجد امني للحفاظ على النظام وردع من تسول له نفسه الاخلال في النظام، وذات يوم حدث تعد من بعض رواد السوق لأهل الدكاكين ادى الى اتلاف بعض البضائع وتكسير محتوياتها فلما وصل الامر اليه امر بالقبض على هؤلاء وسجل بحقهم قضية واراد رفعها للمسؤولين لكن الالحاح والتوسل والاعتذار الذي ابداه هؤلاء المعتدون جعله يلزمهم بدفع غرامة قدرها 5 آلاف روبية بدل ما اتلفوه وقاموا بتكسيره مع التعهد والاعتذار لأصحاب الشأن.
ديسكون
معروف لدى أهل الكويت شخصية الكولونيل ديسكون والذي كان له جولات مع زوجته في صحارى البلاد وارتبط محمد بن طاحوس بعلاقة شخصية معه حيث انه عمل فترة بعد تقاعده في شركة نفط الكويت لذلك نشأت تلك العلاقة معه ورافقه في احدى سفراته لأمير البحرين وكان ذلك في اواسط الاربعينات.
المعاصرة
ان العمر المديد الذي كتبه الله لمحمد بن طاحوس مكنه من معاصرة سبعة حكام من حكام الكويت، وكان له مع كل حاكم منهم صلات، حيث كلف من كل الذين عاصرهم بمهام وأعمال وكان في كل عمل يثبت انه جدير بالثقة التي ينالها.
الشهادة
كانت شهادته معتبرة لدى لجان الجنسية لما عرف عنه بالصدق والامانة ومعرفة اهل الكويت حاضرتها وباديتها لذلك كان محل ثقة لدى الجميع.
خديجة... ترجمت لوالدها
كم هو جميل ان يتولى نسل المرء الكتابة عنه ان كان ذا اثر وانجاز في الحياة فهم احق الناس به واعرفهم، ناهيك انه مسلك من شعب البر والاحسان وهذا ما حققته الاستاذة خديجة المدني حينما ترجمت لحياة والدها اللواء وجيه المدني الذي كان احد مؤسسي الجيش الكويتي لقد جاء الكتاب في تسعة فصول استهلته بمقدمة كمدخل لسيرته حيث ذكرت ان هذا الكتاب «بر ووفاء لرجل من رجالات الكويت المخلصين» ثم تطرقت للتعريف به ومولده وصفاته الخلقية واسرته ونشأته ثم مشواره العلمي ومراحله ومشواره العسكري خارج الكويت الذي بدأ بالتحاقه في الكلية العسكرية البريطانية ثم مشاركته في الحرب العالمية الثانية وبعد ان وضعت الحرب اوزارها التحق بالبعثة العسكرية البريطانية في الطائف والتي كانت تحت ادارة الدفاع السعودي وقضى فيها عاما بعدها انضم الى جيش الانقاذ التابع لجامعة الدول العربية بعد ذلك تطرقت المؤلف الى المحطة العامة في حياته وهو انضمامه للجيش الكويتي حيث ارسل له الشيخ عبدالله المبارك يطلبه في الالتحاق بالجيش الكويتي.
والمساهمة معه في تأسيس وبناء الجيش الكويتي وقد كان الحديث عن هذه المحطة مليئا بالوثائق والصور وذكر الانجازات وجيه المدني، اما الاوسمة التي حصل عليها خلال مسيرة كفاحه من 1939 - 1983، فقد خصصت لها الفصل السابع من الكتاب، ومن الامور التي تسجل للمؤلفة حفاظها لارشيف عن والدها الذي كان حقا ثريا بمحتوياته ومن ذلك الكراسة التي عرضتها وكانت بخط اللواء وجيه المدني حينما كان يدرس أهمية الجغرافية العسكرية في أول الستينات والكتاب اضافة للمكتبة الكويتية وبالأخص الجانب العسكري منها.
كانت ولادة محمد بن طاحوس في اوائل القرن المنصرم، 1903 في منطقة الشرق وهو احد احياء مدينة الكويت القديمة والذي كان اهله اكثر عملهم في تجارة اللؤلؤ والغوص، وقد اطلق عليه بالحي الشرقي لأنه القسم الشرقي من البلد ولادة محمد بن طاحوس كانت في احد فرجانه وهو فريج الشيوخ والذي كانت غالبية اسرة الحكم تسكن به.
وقد ارتبطت اسرته مع اسرة الحكم بالمصاهرة والاخوة في الرضاعة فقد ارضعته حرم الشيخ احمد الجابر حصة الغانم مع ابنائها الشيخ عبدالله الاحمد والشيخ محمد الاحمد والشيخة منيرة الأحمد والشيخة اسماء الأحمد فأصبح اخا لهم في الرضاعة.
التحق مع اخيه حمد في المدارس الاهلية المتوافرة بالقرب من سكنهم والذي تنقل ما بين عدة فرجان كان من ضمنها فريج الشملان وهلال لكنه لم يستمر في دراسة الكتاتيب طويلا فكانت استفادته محدودة اما اخوه حمد فقد كان له حظ من تلك الدراسة التي يطلق عليها الكويتيون التعلم عند الملا.
البحر
رغم ان ابناء جيله وسكان منطقة الشرق اهل الغوص ونواخذة البحر ونشأته وسفن الغوص امام بيتهم راسية في نقعه هلال يراه في ذهابه وايابه إلا ان البحر وركوبه لم يكن له حيز في حياته فلم يؤثر انه مارس شيئا من مهنه اما الشق الاخر لحياة الماضي وهي حياة البادية والخروج لها وقت الربيع ونزول الامطار فلقد كانت اسرته في مواسم الربيع تخرج وتمكث تستمتع بجمال الطبيعة الخلابة في تلك الايام.
فلقد كانت حلال تودع وقت الصيف واذا حل وقت الامطار وفصل الشتاء والربيع اخذت تتولى العناية بها وفي احدى السنوات نزل والده بر مشرف ثم عاد للكويت حيث كان من لرجال الشيخ مبارك الصباح ورافقه في معاركه وحين توليه زمام الحكم في البلاد اراد ان يكون عند الشيخ مبارك بعض الوقت ثم يعود الى اسرته وبينما اسرته في المكان الذي تركها فيه بر «مشرف» مر الملك عبدالعزيز بن سعود قادما لزيارة الكويت على محل اقامة اسرة بن طاحوس وكان محمد لم يتجاوز عمره عشر سنين في ذلك الوقت فشعرت امه بالركاب قد اناخت بالقرب منهم فارسلت ولدها بواجب الضيافة فلما قدم الى الملك عبدالعزيز ورجاله المرافقين له رحب به فسأله عن اسمه فقال انا بن طاحوس ووالدي ذهب الى الشيخ مبارك الصباح.
السور
حين هب ابناء الكويت لبناء السور الثالث 1919 لحماية البلاد ممن اراد الاعتداء عليها شارك مع ابناء بلده وحمل معهم ادوات البناء ومستلزماته وحين حدثت معركة الجهراء سنة 1920 كان من حراس البوابة ثم انتدبه الشيخ احمد الجابر ليكون من طلائع الاستطلاع التي اختيرت للذهاب الى ارض معركة الجهراء واما معركة الرقعي التي حدثت سنة 1928 فلقد كان محمد بن طاحوس ممن تأهب للقتال اما اخوه حمد فلقد كان ممن دافع في معركة مع الشيخ علي السالم فكان احد شهدائها.
الشمالية
بعد معركة الجهراء بعام سنة 1921 انتقل مع قوة حراسة الحدود الشمالية والتي كانت من مهماتها فرض طوق امني للرعايا الكويتيين القاطنين في تلك الجهة والحفاظ على الحدود الشمالية.
السوق
صباح السوق لقب اطلق على الشيخ صباح الدعيج الذي اوكل اليه حراسة أسواق مدينة الكويت حينما كان السور ضاربا عليها وكان معه حراس اشداء موزعين في انحاء الاسواق وقد عرف عن تلك الحقبة الزمنية الصرامة في العمل وهذا الذي جعل الامن هي السائدة في تلك الفترة، انضم محمد بن طاحوس الى هؤلاء الحرس الامني الذي كان مسؤولا عنه الشيخ صباح الدعيج وكان انضمامه الى ذلك العمل بحدود 1923 وهي تجربة عملية استفاد منها خلال حياته فالعمل مع صباح السوق عمل دؤوب فيه التفاني والاخلاص والحرص على اتقان الأعمال على أكمل وجه.
النفط
كانت فترة حكم الشيخ احمد الجابر (1921 - 1950) من الفترات التي شهدت اكتمال المفاوضات الشاقة والمضنية بين حكام الكويت وشركات النفط العالمية من اجل الحصول على امتياز التنقيب عن النفط في البلاد وبدأت اولى عمليات التنقيب العام 1936 وتم اكتشاف بئر برقان الاولى سنة 1938 وتوقفت عمليات بناء واستكمال المؤسسات النفطية حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية خلال السنوات الاولى للتنقيب عن النفط واوكل الى محمد بن طاحوس متابعة الامور الأمنية لعمال شركة النفط.
وارة
وارة من المناطق الواقعة جنوب البلاد بعيدا عن ساحل الخليج وهي ذات عمق تاريخي وجاء ذكرها في الشعر والأدب العربي، استقر بها مجموعة من الأهالي حين كثرت بها الأعمال المرتبطة في النفط ونظرا لتزايد عدد سكانها تم تعيين محمد بن طاحوس اميرا عليها سنة 1937 وعلى المناطق المجاورة لها والبرقان وجعيدان ودبوس وقد سعى في توفير كثير من الخدمات ومنها الرعاية الصحية حيث تعاون مع ادارة الصحة حين كان يرأسها الشيخ فهد السالم ثم ساهم في انشاء اول مسجد في منطقة وارة لإقامة شعائر صلاة الجمعة ثم ألحق به مدرسة اهلية لتعليم ابناء الاسر القاطنة في وارة وقد تولى التدريس بها وإمامة المسجد الشيخ الملا عمر القحطاني.
التفويض
فوض من قبل ادارة شركة النفط في حل المشكلات والخلافات مع أهل البادية ممن كانت لهم أغنام وابل ترعى حول المنشآت النفطية، كما كان من يريد العمل منهم مع الانكليز حين عملهم في التنقيب عن النفط وتصديره وانشاء المنشآت النفطية لغرض الحصول على تزكية من محمد بن طاحوس.
آبار
وبما انه كان اميرا على منطقة وارة والتي تشكل آبار النفط ومكامن تخزينه جزءا كبيرا من امتداد مساحتها اصبح مسؤولا عن مراكز حراسة آبار النفط ولتوفير المستلزمات الامنية لها فوض بعدة امور منها اختيار افراد القوة الامنية وتزكيتهم لهذا العمل ثم توزيع الأسلحة والذخيرة والاشراف على توفير الخدمات التموينية لأفراد القوة الامنية تحديد النقاط الأمنية وأماكن الحراسة.
الاحتواء
كانت المشاكل التي تحدث والتعديات على المنظومة الامنية كثيرة في تلك الحقبة لكثرة الناس القاطنة حول وارة فهي تمتد الى جنوب البلاد وتمر بها الطرق المؤدية الى براري وصحاري البلاد الجنوبية والغربية مع المملكة العربية السعودية بالاضافة الى السوق العامة التي انشئت في وارة وكان يقصدها الكثير للتزود بحاجاتهم منها لذا اتخذ محمد بن طاحوس سياسة الاحتواء وعدم تصعيد الامر.
كان يعالج ويحل اشكالاتها ويبذل مافي وسعه لاحتواء الامور فلا يصعد تلك القضايا ويرفعاها للحكومة والمسؤولين في ذلك الوقت فكل مشكلة تحصل يوجد لها حل عند «ابن طاحوس» حيث وجد الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك لرجاحة عقله وسعة حلمه وكانت الحكومة في ذلك الوقت مطمئنة ومرتاحة من ناحيته، فهو له علاقاته الاجتماعية مع كل طبقات المجتمع.
تم افتتاح سوق في منطقة وارة سنة 1947 وكان عبارة عن مجموعة دكاكين يستقطب اهل البادية الذين يسكنون في وارة وحولها فيوفر بعض الحاجيات الضرورية لهم ويقطع عنهم عناء الطريق الذي كانوا يسلكونه للذهاب للكويت وقد وفر محمد بن طاحوس نقطة امنية تكون بمثابة تواجد امني للحفاظ على النظام وردع من تسول له نفسه الاخلال في النظام، وذات يوم حدث تعد من بعض رواد السوق لأهل الدكاكين ادى الى اتلاف بعض البضائع وتكسير محتوياتها فلما وصل الامر اليه امر بالقبض على هؤلاء وسجل بحقهم قضية واراد رفعها للمسؤولين لكن الالحاح والتوسل والاعتذار الذي ابداه هؤلاء المعتدون جعله يلزمهم بدفع غرامة قدرها 5 آلاف روبية بدل ما اتلفوه وقاموا بتكسيره مع التعهد والاعتذار لأصحاب الشأن.
ديسكون
معروف لدى أهل الكويت شخصية الكولونيل ديسكون والذي كان له جولات مع زوجته في صحارى البلاد وارتبط محمد بن طاحوس بعلاقة شخصية معه حيث انه عمل فترة بعد تقاعده في شركة نفط الكويت لذلك نشأت تلك العلاقة معه ورافقه في احدى سفراته لأمير البحرين وكان ذلك في اواسط الاربعينات.
المعاصرة
ان العمر المديد الذي كتبه الله لمحمد بن طاحوس مكنه من معاصرة سبعة حكام من حكام الكويت، وكان له مع كل حاكم منهم صلات، حيث كلف من كل الذين عاصرهم بمهام وأعمال وكان في كل عمل يثبت انه جدير بالثقة التي ينالها.
الشهادة
كانت شهادته معتبرة لدى لجان الجنسية لما عرف عنه بالصدق والامانة ومعرفة اهل الكويت حاضرتها وباديتها لذلك كان محل ثقة لدى الجميع.
خديجة... ترجمت لوالدها
كم هو جميل ان يتولى نسل المرء الكتابة عنه ان كان ذا اثر وانجاز في الحياة فهم احق الناس به واعرفهم، ناهيك انه مسلك من شعب البر والاحسان وهذا ما حققته الاستاذة خديجة المدني حينما ترجمت لحياة والدها اللواء وجيه المدني الذي كان احد مؤسسي الجيش الكويتي لقد جاء الكتاب في تسعة فصول استهلته بمقدمة كمدخل لسيرته حيث ذكرت ان هذا الكتاب «بر ووفاء لرجل من رجالات الكويت المخلصين» ثم تطرقت للتعريف به ومولده وصفاته الخلقية واسرته ونشأته ثم مشواره العلمي ومراحله ومشواره العسكري خارج الكويت الذي بدأ بالتحاقه في الكلية العسكرية البريطانية ثم مشاركته في الحرب العالمية الثانية وبعد ان وضعت الحرب اوزارها التحق بالبعثة العسكرية البريطانية في الطائف والتي كانت تحت ادارة الدفاع السعودي وقضى فيها عاما بعدها انضم الى جيش الانقاذ التابع لجامعة الدول العربية بعد ذلك تطرقت المؤلف الى المحطة العامة في حياته وهو انضمامه للجيش الكويتي حيث ارسل له الشيخ عبدالله المبارك يطلبه في الالتحاق بالجيش الكويتي.
والمساهمة معه في تأسيس وبناء الجيش الكويتي وقد كان الحديث عن هذه المحطة مليئا بالوثائق والصور وذكر الانجازات وجيه المدني، اما الاوسمة التي حصل عليها خلال مسيرة كفاحه من 1939 - 1983، فقد خصصت لها الفصل السابع من الكتاب، ومن الامور التي تسجل للمؤلفة حفاظها لارشيف عن والدها الذي كان حقا ثريا بمحتوياته ومن ذلك الكراسة التي عرضتها وكانت بخط اللواء وجيه المدني حينما كان يدرس أهمية الجغرافية العسكرية في أول الستينات والكتاب اضافة للمكتبة الكويتية وبالأخص الجانب العسكري منها.