| عبدالعزيز صباح الفضلي |
إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حق (عبدالله بن عمر)، نعم من أعظم المصائب والمآزق التي تجعل الأنسان يقع في بلوى قد لا يجد لها مخرج هي التسبب في إراقة دماء الآخرين بغير وجه حق.
لقد حدد الرسول عليه الصلاة والسلام الحالات التي يُقتل فيها المسلم بحق وهي المتزوج الزاني والقاتل والتارك لدينه المفارق للجماعة، وما عدا ذلك فهي تعدٍ على دم معصوم.
لو أردنا البحث عن صور من إراقة الدم الحرام بغير حق فلن نتعب بل سيتبادر إلى الذهن سريعا دماء الأبرياء الذين يقتلون بنيران النظام السوري من الآمنين في بيوتهم والتي تنهار عليهم القذائف والصواريخ صباح مساء.
عندما تتأمل صور القتل بدم بارد للمؤيدين للرئيس الشرعي مرسي والمعارضين للانقلاب العسكري، ولا تزال الناس تتذكر دماء الشهداء في رابعة العدوية والنهضة والتي مضى عليها الآن 3 أشهر.
للأسف أن هناك قتلا يتم باسم الإسلام والدفاع عن الدين من خلال فهم خاطئ للنصوص الشرعية يدفع البعض إلى التكفير والتي يعقبها مباشرة إباحة الدم.
نرى التساهل في الدماء من خلال سرعة استخدام السلاح الناري أو الأبيض بمجرد وجود خلاف بين بعض المتخاصمين وأحيانا على أمور تافهة، فتسمع عن قتيل في مجمع تجاري بسبب التشاجر على كسب قلب فتاة، أو مقتل آخر على يد من تنازع معه على موقف سيارة، أو من يتعدى على آخر بسبب خزة أو نظرة.
لا أظن أننا بحاجة إلى التأكيد على مكانة الدماء وصيانتها في شريعتنا، فلقد اطلع الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الكعبة وقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم منك.
أعجب حقيقة ليس ممن يرتكب القتل من أجل الوصول إلى الحكم، أو بدوافع طائفية، فهؤلاء قد أعمت المصالح والطائفية قلوبهم، ولكن أعجب ممن يعين على القتل أو يفرح به وهو لم ينل نصيبا من دنياهم بينما لحقه الإثم والوزر فيخسر الدنيا والآخرة.
إعلاميون، سياسيون، أكاديميون، منهم من يشجع القاتل ومنهم من يبرر جرائمه، وفي الحديث ( من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله ) هذا لمن أعان على القتل بكلمة فكيف بمن دفع ثمن السلاح للقاتل؟
ينتابنا الحزن والأسى ونحن نرى دماء المسلمين تراق في الشام ومصر وفلسطين وبورما وغيرها من البلاد، لكن عزاءنا بأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأن الحرية والكرامة لها ثمن لا بد أن يدفع، وكلمة الحق لا بد أن تقال فسيد الشهداء حمزة، ومعه رجل قام إلى إمام ظالم فأنكر عليه فقام بقتله.
فرحم الله شهداء الأمة الذين سطروا بدمائهم عناوين العزة والكرامة، والخزي والعار لمن سفك دمـــــــاءهــم أو أعان على قتلهم.
twitter :@abdulaziz2002