| عبدالعزيز صباح الفضلي |
كل من قرأ وتابع مقابلة ممثل التجمع السلفي في مجلس أبو صوت الأخ عبدالرحمن الجيران مع جريدة «الراي» يجد فيه العديد من التناقضات والغرائب، ولعل من أول الغرائب قوله ان من السياسة ترك السياسة، بينما هو ممثل تجمع سياسي في مجلس سياسي.
بل من يعرف تاريخ الاخ الجيران يعلم أنه كان ممن يقول بكفرية هذه المجالس ثم دار الزمان حتى أصبح أحد المشاركين فيه فسبحان مغير الأحوال.
الأمر الآخر هو الهجوم الواضح ضد أميركا والتي كانت في يوم من الأيام حليفة وحبيبة الخليج، بل كان التجمع السلفي ممن أيد غزوها للعراق، فما الذي بدل وغير الأحوال؟
أراد الأخ الجيران تلميع التجمع السلفي، ولكن للأسف على حساب ضرب التجمعات الإسلامية الأخرى وفي مقدمها الإخوان وحركة حدس، فكان من صور الاختلاف التي ذكرها أن التجمع السلفي يقدم رأي الشرع على الرأي السياسي، وأنا في الحقيقة أتمنى من الأخ الجيران أن يأتي بموقف واحد خالفت فيه حدس الرأي الشرعي المقطوع به والذي لا يسع فيه الخلاف.
ثم يظهر التناقض لدى الأخ الجيران عندما يقول أنه لا فرق بين الشريعة والسياسة، فإذاً لماذا قسمت الآراء بين سياسي وشرعي في البداية؟
العجيب في تصريح ومقابلة الجيران أنه يشبه الإطاحة بمرسي بأنها مماثلة للإطاحة بحسني ويتساءل عن غضب الإخوان لذلك، وأنا استغرب من رجل يعتبر نفسه سياسيا كيف لا يفرق بين الإطاحة برئيس جاء بحكم عسكري ممتد لانقلاب عسكري سعى في الأرض فسادا وهو حسني مبارك، وبين الإطاحة والإنقلاب على رئيس جاء بانتخابات شعبية حرة ونزيهة!!
الأخ الجيران يؤيد ويدعم الموقف الخليجي الداعم للانقلاب، لكنه في المقابل يرفض الانقلاب أو تغيير الحكم في دول الخليج، بدعوى أنها جاءت بناء على مبايعة الشعوب لحكامها ونحن معه في ذلك، لكن ينبغي أن نجعل الميزان واحدا فكيف نرفضه على دول الخليج بينما نؤيده في مصر برغم أن الشعب هو من اختار رئيسه؟
يؤيد الاخ الجيران موقف الخليج بسبب أن مرسي سعى للتقارب مع إيران وروسيا، والسؤال هل التقارب مع أميركا حلال ومع روسيا حرام؟ والأمر الآخر أتمنى أن يخبرنا الأخ الجيران برأيه في تصريح وزير الخارجية المصري والذي أعلن بأنه سيكون وسيطا لحوار بين دول الخليج وإيران، فإن رفضت دول الخليج، فإنه سيسعى لإجراء الحوار منفردا مع إيران؟
الأخ الجيران وتياره يستذبح في التقرب من السلطة ولذلك يسعى دائما للتخويف والتحذير من التيارات الأخرى الإسلامية وغيرها حتى لو وصل الأمر باتهامها بالخيانة والتآمر مع أميركا من أجل تغيير النظام، وهو الأمر الذي ترفضه جميع التيارات، والتي أكدت تكرارا ومرارا أن الاختلاف السياسي حول طريقة الحكومة في إدارة شؤون البلد لا يعني بأي حال من الأحوال أنه يعني الدعوة إلى تغيير النظام، ولعل تمسك الكويتيين بأسرة الصباح أثناء الغزو العراقي عام 1990 خير دليل على ذلك.
أخيرا وصف الأخ الجيران وزير الأوقاف الحالي الأخ الفاضل شريدة المعوشرجي بأنه رجل المرحلة لهذه الوزارة، ولا أدري إن كان يقصد بأنه رجل المرحلة لإقصاء القيادات المنتمية لجمعية الاصلاح من الوزارة، وهو ما دعا له أحد الكتاب التابعين للتجمع نفسه والذي قالها صراحة إ على وزير الأوقاف استئصال القيادات الإخوانية من الوزارة، فهل هذا ما كنت تعنيه أيها النائب الفاضل؟
twitter :@abdulaziz2002