| منى فهد عبدالرزاق الوهيب |
إن المجتمعات الإسلامية في حاجة ماسة إلى النهضة من أجل القيام بأمر الله تعالى ومن أجل مواكبة العالم، والخلاص من الأسقام الاجتماعية التي يولّدها العيش في زمان كزماننا هذا، ولطالما الإنسان فطر على التشوق إلى النهوض والتقدم والحصول على مزيد من المنافع، سيواجه العوائق والعقبات النابعة من انحطاط الثقافة الاجتماعية السائدة ومن فشل الحكومات في القيام بواجبها تجاه التقدم والنهوض بالأفراد والمجتمعات.
الشعب هو اداة النهضة، وهو المادة الأولية التي تُصنع منها، وإذا أردنا للنهضة أن تصبح واقعاً مستمراً، فلابد أن نجعل عموم الناس يتشربون قيمها ويؤمنون بها، ويجعلون سلوكهم مطابقا لتلك القيم، حتى تترسخ ثقافة النهضة في المجتمع، وتنتشر بين الناس، إلى أن تمارس أدبياتها وأخلاقياتها في كل مؤسسات الدولة.
قدمت مقالي بثقافة النهضة، وذلك لجوهريتها في حياة الناس وفي كل عمليات التغيير والإصلاح، ولأن النهضة تعتبر من الاستراتيجيات التي توجّه القرارات لدى الحكومات، وإن لم ننهض ونتقدم مؤكدا سنتقادم، وسنبرهن على التقادم بتجربة مزعجة ومشاهدات مقلقة مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، بعد أكثر من عشر سنوات من مقاطعتها، مازالت في تقادمها إلى أن أحرزت المركز الأول في التقادم!.
تأسست شركة الخطوط الجوية الكويتية في فبراير 1953 على يد اثنين من رجال الأعمال الكويتيين، وبدأت الشركة رحلاتها رسمياً في 16 مارس 1954، وبعد مرور عام على الانطلاق تعرضت الشركة إلى بعض المشكلات الاقتصادية ما أدى إلى تدخل الحكومة الكويتية وشرائها بنسبة 50 في المئة من رأسمال الشركة، وقامت أيضاً بمضاعفة رأس المال، وأدت هذه الزيادة إلى شراء الحكومة لنسبة الـ50 في المئة المتبقية في وقت لاحق، وأصبحت الشركة منذ عام 1956 ملكاً للحكومة الكويتية بالكامل، فقامت بعد ذلك بتغيير اسمها إلى «مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية».
ومع بداية عام 1960 قامت الشركة بتوسيع شبكة خطوطها، والارتقاء بخدماتها، فكان لها السبق والريادة في الإنتاجية المهنية والخدماتية، ومع مرور السنين انتقلت الخطوط الجوية الكويتية من السبق والريادة إلى الكلالة والعطالة، وبدأت تقل إنتاجيتها في جميع الجوانب إلى أن وصلت إلى تعاملاتها اللاإنسانية مع ركابها بعدم التزامها بمواعيد إقلاع طائراتها، وعدم اكتراثها بمعاناتهم النفسية والجسدية، وهدر أوقاتهم وجهدهم، فقد شاهدنا وعايّنا هذه الأخطاء المتكررة للخطوط في الأسبوع الماضي عندما تأخرت طائرتها عن موعد الإقلاع ثلاث ساعات، فضلا عن تواجد الركاب قبل موعد الإقلاع بساعتين في المطار، فقد تسببت بأضرار نفسية وجسدية لغالبية الركاب، وأهدرت أوقاتهم من دون أدنى درجات المسؤولية.
إن القائمين على مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية نجزم أنهم لا يمتلكون تطلعات وطموحات، تنقل المؤسسة إلى الريادية والإبداعية كما كانت في السابق، وتحسين أسلوب تعاملهم اللاأخلاقي مع الركاب، فكان لسان ممارساتهم يطلق ويرسخ شعار «مع الكويتية تتقادم»، وكأنهم يوجهون اللوم والعتب لكل من اختار السفر والتنقل على متنها، لذا نطالب كل من لديه سلطة أن يحاسب ويعاقب المتسبب بالتقادم والتراجع ليس فقط مهنياً بل حتى بتعاملهم مع الركاب بثقافة بهائمية وليست إنسانية.
[email protected]
twitter: @mona_alwohaib