No Script

ناصر بدر العيدان / من الآخر / عضة عبدالفتاح

تصغير
تكبير
| ناصر بدر العيدان |

قرأت تصريحاً للمدرب الانجليزي الأسطورة «داغليش» بعدما شدد رئيس الاتحاد الانجليزي العقوبة على اللاعب الأورغواني «سواريز» بعد حادثة العضة الشهيرة التي عض بها لاعب اثناء المباراة، وهي الحرمان من اللعب لمدة 10 مباريات على مدى موسمين، قال المدرب الانجليزي تعليقا على هذه العقوبة المغلظة: لقد «عضه».. ولم يأكله! أما المدرب الايطالي «مانشيني» فيقول: لو انه «انجليزي» لما عوقب بهذا العقاب.

قام قبل ايام وكيل المرور اللواء عبدالفتاح العلي باتخاذ قرار بابعاد الوافد اذا ما ارتكب مخالفة مرورية جسيمة. وعندما أقف هنا عند كلمة «جسيمة».. لا أجد أي توضيح أو تصنيف يبين للوافد، أضع نفسي محله، ماهي الأخطاء الجسيمة؟ والسؤال الأكبر، هل المواطن مشمول بخطة وزارة الداخلية اذا ما ارتكب المخالفات الجسيمة نفسها؟ وكم نسبة أخطاء وزارة الداخلية «الجسيمة» التي يقوم بها المواطنون الى تلك التي يقوم بها الوافدون؟ حتى نضع فلسفة واضحة للحد من الخطر الذي يتمخطر في الطرقات!

وأنا أتساءل هل «الابعاد» هو العقوبة المناسبة؟ هل ستحل وزارة الداخلية أزمة العمالة الوافدة الزائدة بهذه الطريقة؟ هل حلت وزارة الداخلية قبل ذلك مشكلة التضخم في اصدار رخص القيادة للوافدين؟ الأمر الأهم، ماذا لو كان المخطئ طبيباً وافداً مختصاً ويتابعه مرضى كثيرون حالتهم حرجة، أو مهندساً أو خبيراً له تأثيره في مؤسسة ما.. هل ستبعده كحال الوافدين العاطلين الذين ملأوا البلد بسبب تجار الاقامات؟ لن تسكت منظمات حقوق الانسان عن هكذا ضعف في توصيف هذه الاخطاء الجسيمة والتي تشكل «ظلم» بواح، ولن يسكت العقل عن عقوبة «تقتل» ولا تعاقب!

أنا أؤيد تغليظ العقوبة، لكن بدراسة منهجية واستراتيجية لا بردود الأفعال ولا بخلط أوراق مشكلة العمالة التي هي أصلاً ليست من اختصاص قطاع المرور. وعلى قرارات الدولة كذلك أن تراعي الجوانب الانسانية والقانوينة لأي قرار، وانسانياً، المستهتر في الحقيقة هو واحد وافدا كان أو مواطنا، فالبشر في الشارع كلهم بشر، والضحية في الشارع لا تفرق لديه ان كان مواطناً من تسبب له بعاهة مستديمة..أو وافدا! كلهم مستهترون، وجميعهم يجب ان تُغلظ عليهم العقوبة.





Nasser.com.kw
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي