«فوز فيها» على الفضائية الكويتية... ميزته خبرة المذيع لويس
تحتل برامج المسابقات منذ فترة ليست بالقليلة مساحة كبيرة من اهتمام الجمهور، وبالتالي شغلت حيزا كبيرا في جميع القنوات الفضائية، وتزداد أهميتها دائما خلال شهر رمضان سنويا، وفي هذا الإطار كان اهتمام تلفزيون الكويت كبيراً بضرورة وجود برنامج مسابقات كعادته كل عام، ومنذ ما يقرب الأربع أو الخمس سنوات يتصدى المذيع محمد لويس لتقديم البرنامج وتشاركه في التقديم إما مذيعة أو ممثلة ذات وجه مملوح، و« فوز فيها» وهو اسم البرنامج هذا العام الذي تصدى لإخراجه علي الريس، ويعده قاسم عبد القادر وبرفقته فريق كبير من المعدين، شاركت في تقديمه المذيعة ورود.
مبررات وشهرة
يتم تصوير البرنامج في استديو 800 في تلفزيون الكويت وهو واحد من أكبر استديوهات وزارة الإعلام، ولهذا ظهر الديكور الذي صممه المهندس عماد العصفور بشكل مبهر وجميل ساعد على إبرازه الإضاءة التي وضعها عادل الخضر ومن لا يعرفه كمهندس إضاءة يمكن أن يعرفه من خلال العديد من الفيديو كليبات التي أخرجها لقمم غنائية في دول الخليج العربي منهم نبيل شعيل ونوال الكويتية وغيرهما العديد، وتهدف فكرة البرنامج على أن يكون بالفعل هناك مكان للصورة في المسابقات، بدلا من إلقاء الأسئلة على المشاركين بشكل يمكن اعتماده في الإذاعة وليس التلفزيون وهذا في الواقع شيء جيد ويحسب للبرنامج وليس ضده فأخيرا تم التفكير وإعمال العقل قليلا للاستفادة من كل الإمكانات المتاحة تحت يد المعدين، وتم بناء جميع الأسئلة على هذا الأساس، ولكن نأتي للأسئلة فهي تتراوح ما بين السهولة والصعوبة، فواقع أن المشاركين في البرنامج يتخطون السن القانوني للعقل إذاً فأغلب الأسئلة ستكون مرت عليهم من قبل كثيرا ما يجعلها سهلة، ويمكن حلها في «فيمتو ثانية»، ولكن إن استمعنا إلى وجهة نظر المعدين بأنهم وضعوا الأسئلة بهدف ترسيخها أو عرضها للجيل الأصغر الذي لم تمر عليه هذه المعلومات في المدرسة فمن الممكن الاقتناع بها رغم أنه من الممكن وضعها في خانة المبررات الضعيفة لضعف الإعداد في بعض الأمور وليس كلها حيث يحسب لهم الجهد المبذول في البحث عن المادة الفيلمية المصاحبة للأسئلة المطروحة، ولكن التساؤل هو ما الهدف من اللجنة الحكم الموجودة في البرنامج والمكونة من الدكتورة غادة إبراهيم، وهي طبيبة باطنية في مستشفى مبارك، والمهندسة ليلى محمود وهي تعمل في تلفزيون الكويت، والفنانة التشكيلة وداد المطوع ؟ فمن يتابع البرنامج يرى أنهم لا يقومون سوى بإلقاء الإجابات على المتسابقين ويحاولون إرباكهم قليلا حتى يشوش ذهنهم عن الإجابة الصحيحة وتقوم بهذه المهمة على أكمل وجه وداد المطوع التي تحاول إجراء حديث خفيف مع لويس، لكنه مع الأسف يحسب ضدها فبه الكثير من الاستظراف اللاداعي له، وهذه التجربة إن كان لجأ إليها من في اللجنة من أجل الوصول لشهرة محددة فهم نجحوا بها ولكن بطريقة عكسية حيث نالوا عنها الانتقاد وليس المدح، فبالفعل كان يمكن الاستغناء عنهم تماما وخبرة المذيع القدير محمد لويس في مراوغة المتسابقين ليست قليلة ليأتوا بمن يساعده في ذلك.
جمود وإفساح مجال
بخبرة كبيرة في نوعية هذه البرامج يقوم المذيع القدير محمد لويس بأداء دوره على أكمل وجه محاولا جذب الجمهور للمشاركة معه والتفاعل مع الأسئلة المطروحة، ولكن بما أن البرنامج يعرض في شهر رمضان المبارك وأن هذا الشهر به الكثير من الكرم والسخاء فـ «بوعبدالله» يقوم بتوزيع الجوائز حتى على الإجابات الخاطئة، فإن كان مبرر المعدين بأن الأسئلة وضعت بهدف ترسيخ المعلومة فهل يجب أن تحفر بالذهن وهي خاطئة ؟ على المسؤولين عن هذا البرنامج أن يتشددوا قليلا في هذ الموضوع ويكفي أن الإجابات الصحيحة تغشش عن طريق الإيماء بالرأس، أما ورود فهي تحاول بأقصى جهد لها لتكون خفيفة الظل على الجمهور أو المشتركين ولكن مع الأسف مجهودها دائما ما يبوؤه الفشل فهي مصابة بالجمود على الشاشة، ولا نعني بذلك أن تكون حركتها زائدة عن اللزوم لتصل لحد المياعة والدلع غير المحتمل، ولكن منذ بدايتها حاولنا لفت نظرها بأن هناك مذيعة واحدة فقط تدعى حليمة بولند ولا يجب أن يكون الجميع مستنسخات منها ولكن مع الأسف فهي لم تلتفت للمعلومة بل علمنا أنها غضبت كثيرا من النقد الذي يوجه لها على الرغم من أنه لا عداء شخصي بينها وبين العديد من الصحافيين الذين يقدمون لها النصيحة راغبين منها إظهار قدراتها التي جعلتها تصبح الأولى على المجموعة التي تقدمت وحصلت على دورة في التقديم التلفزيوني منذ عدة شهور، فهي حالها كحال الكثيرات من المذيعات الشابات اللاتي يلجأن إلى أسهل الطرق في تقليد حليمة لمدى النجاح الذي حصدته في أي مجال تقتحمه، ويدفن معه شخصياتهن، صدقا على المذيعة ورود أن تبحث عن ذاتها ولا تغضب من النصيحة التي تقدم لها حرصا على إثبات وجودها وعدم مهاجمتها من جديد.
الريس... ريس
وبخبرة كبيرة وواضحة تمكن المخرج علي الريس من السيطرة على زمام البرنامج ومن خلال مجموعة من الشباب الذين يجلسون بغرفة الكنترول تسير الأمور كالساعة، ولكن لا تخلو الأمور من بعض السقطات السريعة الخارجة عن الإرادة، ففي الحلقة التي حضرناها مثلا اختفى صوت ورود تماما وكأن الأمر ينقص ذلك فهي من الأساس صوتها منخفض وبالكاد يسمع في الحديث العادي، ولكن لا يوجد أعلى منه عند حماسها للإجابة الصحيحة، وكان سبب اختفاء صوت الجميلة هو أن المايكات الموضوعة لها «خربت» أو كما قيل البطاريات «خلصت» لتنجلي الحقيقة في نهاية البرنامج بأن وضعها للمايكين الاثنين أسفل ملابسها يجعلها مع الحركة تغلق، وهي مشكلة لا يمكن حلها نوعا ما لأنها ترتدي الدراعات يوميا، ويجلس في الكنترول مع علي الريس مخرجان منفذان شابان هما محمد الكوح، وعبدالحميد الربيعي. ولكن الشيء الخارج عن إرادة الجميع ولا يمكن التعامل معه هو المتسابقون الذين يتم اختيارهم عبر الكمبيوتر والرسائل القصيرة التي يقوم المشاركون بإرسالها على الأرقام المخصصة لذلك، والبعض بمجرد وصوله للمشاركة يعمل على عدم إعمال ذهنه ويكتفي بالاعتماد على المذيعين أو لجنة الحكم في الإشارة لهم على الإجابة الصحيحة، متأكدين من أن رمضان كريييييم.
خلاصة القول
يبقى البرنامج في حيز برامج المسابقات التي تغلق عدد ساعات في الخريطة البرامجية الرمضانية التي ينجذب لها الجمهور الذي اعتاد على الاستسهال في حياته ومن هنا نبعت متابعتها لمثل هذه النوعية من البرامج التي يجيب عن أسئلتها البسيطة المذيعون وليس المشاركين، وأحيانا توزع فيها البرامج بدون الإجابة على شيء، أو حتى على الإجابة الخاطئة، جهد كبير يبذل من خبرات أكبر يساندون فيها الشباب في بداية طريقهم، ولكن هل يأتي اليوم الذي يتولى فيه الشباب مثل هذه البرامج والمهام بمفردهم ؟
على الهامش
أكد المخرج علي الريس أنه لأول مرة يقوم تلفزيون الكويت بتحمل التكلفة الإنتاجية بالكامل للبرنامج، بشرط اعتماد البرنامج في فكرته على لعبة أساسية والباقي يكون مكملاً لها، وتوفقنا على الفكرة مع المعد قاسم عبد القادر، وهذا ما شجع أيضا على ضرورة أن تكون المذيعة كويتية ومن أحد الكوادر المتواجدة في وزارة الإعلام، وكان هناك فريق عمل كامل يعمل على اختيار المذيعة، وبفضل ثقتي الكبيرة بورود وقع الاختيار عليها، ويوما بعد يوم تتقدم، وسعيد جدا بها فهي ومن خلال التعامل السابق معها أثبتت جدارة وأن لديها كاريزما خاصة بها، أما اختيار لجنة الحكم فجاء بناء على الرغبة في التجديد، ولكنتم تمكنتم من إثبات وجودهم ما سيجعلهم ينطلقون في برامج أخرى.
من جانب آخر قال المذيع محمد لويس ان سبب اختفائه طوال العام وظهوره فقط خلال شهر رمضان يعود لأنه لا يحب الظهور بكثرة فهو يحب أن يشتاق إليه الجمهور، ويكفيه شرف أنه كان صاحب أول برنامج مسابقات عام 2000، وكان يسمى «قطاوي» ومن بعده توالت القنوات الفضائية الحرص على تواجد برنامج مسابقاتي ضمن خريطتها الرمضانية كل عام، كما أنه شخصيا يحب برامج المسابقات ويجد نفسة فيها أكثر من غيرها، فهو قام بتقديم برنامج «في ضيافتهم» وتمكن بهذا البرنامج من احتلال مكانة متقدمة في استفتاءات الجمهور، ولكنة يطبق المثل الكويتي القائل « لا تكثر الدوس على خلانك يملونك، لا انت ولدهم ولا طفل يرضعونك» فكلما كنت مقلاً بالظهور ازداد شوق الجمهور لي، وهذا ليس بسبب المقولة القائلة التلفزيون محرقة النجوم، ولكن لا احب التناقض في العمل فلا يعقل على سبيل المثال أن أرى ممثلاً شهماً في قناة وأذهب لغيرها فأجده شريراً، أفضل الصورة الثابتة للشخص، وهذه قناعة نفسية خاصة.
وليس صحيحاً ما نشر عني قبل حلول شهر رمضان والاستقرار على ورود بأنني أبحث عن مجرد وجه جميل وليس الحضور أو الكاريزما، ولكن المسؤولين لمسوا في ورود الاجتهاد والقدرة على تحمل المسؤولية، وهي بالفعل جيدة وأفضل دائما إعطاء الفرصة للشباب، فحليمة رغم أنها تعلنها بأنني صاحب فضل عليها وأنها تعلمت مني الكثير، ولكنها مذيعة جاهزة، ومن قبلها زينب العسكري فهي فنانة تمكنت من إثبات إمكاناتها في التقديم على الشاشة، وأعتقد أن ورود من بعد الحلقة الثامنة تمكنت من تملك زمام الأمور، ولكن مثل هذه البرامج المسابقتية تحتاج لخفة ظل كبيرة، وهذا هو المحك الأساسي بينها وبين الجمهور والذي لا فضل لأحد فيه، فهم إما يحبونها أو العكس، وهي على الرغم من كونها مثقفة وقارئة ولذيذة إلا أن لديها عيباً خطيراً وهو حساسيتها المفرطة والتي عليها أن تتخطاها، كما أن الساحة الإعلامية تتحمل ضخ العديد من الدماء الجديدة، ولكن الله خلق الناس ثلاث فئات « ثقيل الظل، وسط الظل، خفيف الظل « ويبقى على الإنسان أن يتعب ويعمل على نفسه حتى يصل لهدفه، والعتب يبقى على القنوات الفضائية التي تعتمد على المذيعين الجدد تماما فيضعونهم بلا تدريب أمام الكاميرات، فالتلفزيون يدخل لكل مكان وبيت وبالتالي عليهم مراعاة كل شيء، ومن يلجأ للأشكال والوجوه الجميلة فسنرى بعد خمس او ست سنين بأنهم سيفلسون، وأرجو فقط إعطاء ورود فرصة لإكمال باقي حلقات البرنامج ومن ثم يتم الحكم عليها.
أما ورود فقالت انها سعيدة جدا بهذه التجربة الجديدة عليها كليا، وأنها في قمة السعادة وحسدت عليها كثيرا، فهي أولا وأخيرا تعود لثقة المخرج علي الريس والمعد قاسم عبدالقادر بها، وتعد مجرد اختيارها لمثل هذا البرنامج القوي والكبير نجاحاً لها، وترجع نجاحها في هذه التجربة لقوة طموحها والذي دعمها به المخرج والمعد وأعطياها هذه الفرصة، فهي لم تحاول أن تقلد من سبقوها في خوض غمار هذه التجربة فهي تمتلك شخصية مستقلة تماما عنهم، وأكبر دافع يجعلها مصممة على النجاح هو ثقة المسؤولين فيها لذلك فهي حريصة على إثبات جدارتها لهم.