منى فهد العبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي / حياة العلاقات...!

تصغير
تكبير
تشير كلمة النهضة إلى الحركة الفكرية العامة، التي تتقدم باستمرار في فضاء القرن، مع طرح كل ما هو جديد وربطه بالماضي، فهي تصور جديد للحياة، وبها تستطيع النظر للكون بمنظار جديد، هي التمازج الحي بين حركتي الأصالة والتجديد، وهي الحركة التي تقودها النخب، وتشمل مجالات عدة منها.. العلم والدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع.

إن تحدثنا عن النهضة أو ذكرنا المصطلح في المجالس، على الفور يتبادر إلى أذهان الحضور إلى نهضة الأمم على توالي القرون، من الجميل أن نكون ملمين بتاريخ نهوض الأمم بنفسها إلى أن وصلت إلى الريادة في شتى المجالات، ولكن الأجمل والأكمل أن نعرف كيف ينهض الإنسان بعقله وروحه وسلوكه وعلاقاته الاجتماعية؟.

إن أسقطنا معاني النهضة على الإنسان، لرأينا أن الإنسان على مدار التاريخ كان مستعداً للتكيف مع الظروف والمعطيات الجديدة، ومع التطور التقني الحادث اليوم يستطيع أن يخالط نماذج من كل البشر، ويطّلع في آن واحد على الأفكار والمفاهيم والعقائد الموجودة لدى كل الملل والشرائع، ومن هنا يستطيع الإنسان أن يرتب أولويات الإصلاح والخطوات العملية الأولى على طريق نهضة العقل والروح والسلوك والعلاقات الاجتماعية.

إن النهوض بالنفس يستوجب علينا امتلاك قابلية عقلية وروحية وعرفية للتغيير والتحوّل والترميم للقصور، سواء كان قصورا ذاتيا على مستوى العقل والروح والسلوك، أم كان قصورا على مستوى العلاقات مع الآخرين، لا أظن يخفى على أحدنا كيف ينهض الإنسان بعقله وروحه، فبالمعرفة والثقافة يزود العقل، وبالعبادات والروحانيات تزود الروح، وكلاهما يشتركان في نهضة السلوك، إن ترجمنا وبلورنا المعرفة والثقافة والعبادات ترجمة صحيحة سليمة مشاهدة على سلوكنا السوي مع أنفسنا ومع الآخرين، أما النهضة على مستوى العلاقات الاجتماعية فهي أن تحمل هموم الناس المقربين من حولك وتساعدهم في حل مشكلاتهم، من هنا بالطبع ستنهض العلاقة وتتطور وتجعلك تتصور تصورات جديدة لحياة العلاقة، وتنظر لها بمنظور جديد يؤهلك بأن تكون من الرواد في قيادة العلاقات الاجتماعية، وآنذاك لن يصعب عليك التغيير أو الترميم في بعض العلاقات لمصلحة الجميع.

احرص دائما على أداء حقوق الآخرين، وامتلك أداة تعينك على تحليل عميق لواقع العلاقة، مع الحرص على إرشاد الأطراف الأخرى إلى كيفية التعامل مع هذا الواقع، من الضروري جدا في مجال نهضة العلاقات أن تكون العلاقات منظمة وتتحكم فيها معايير وقواعد محددة، كما أن إيجاد نوع من التماثل والتجانس في العلاقات وفق القيم والضوابط التي تحكم العلاقة يجعلها تنهض على مستوى العقل والروح والسلوك، إن النهوض بالعلاقات يحقق بعض الحاجات النفسية لك وللطرف الآخر ويحقق بعض من أهدافكما، العلاقات الاجتماعية هي منظومة حياة لا يستغني عنها البشر، فلنهتم بتجديدها مع المحافظة على أصالتها حتى ننهض بها، فهي حياة مجتمع بأكمله ما أن نحرص ونهتم بنهضة العلاقات إلا نهض وازدهر المجتمع في جميع المواقع.



منى فهد عبدالرزاق الوهيب

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي