يا مسلم البراك احترت من وين أبدأ الحديث عنك، ولا أُلام في ذلك، فلقد احتار بك أعداؤك وخصومك قبل محبيك. مشهد التفاف الناس حول النائب السابق مسلم البراك ربما لم تشهد له الكويت نظيرا، تضامنا معه في الأحكام الصادرة ضده، مسيرات وندوات ومظاهرات، وحشود ومبيت في ديوانه، وتجمع في المحاكم والقاعات، وسجود شكر جماعي عند قرار وقف نفاذ الحكم القاضي بسجنه، مشاهد بالفعل قلّ أن تجد لها مثيل.
لقد عبر مسلم البراك عن تطلعات الشعب، وتحدث عن آلامه واشتكى بلسانه، لم يكوّن ثروات ولم يعقد صفقات، تحمل أن يكون رأس حربة، واختار هذا الطريق وهو يعلم تبعاته، ومن هنا كان معظم الشعب وفيا له ولم يتخل عنه حتى في أحلك الظروف، وبالفعل استحق أبو حمود أن يطلق عليه الناس ( ضمير الأمة ).
من الأمور التي ينبغي الانتباه لها هذا الأيام هي تلك المحاولات التي تقوم بها الحكومة لضرب المعارضة وإضعافها من خلال بث روح الشقاق والفرقة بين فصائلها تمهيدا للقضاء عليها واحدا تلو الآخر. فمن دعم أطراف معينة في كتلة الغالبية، وفتح بعض خطوط التواصل، وإظهار بعض الدعم المعنوي، وتأييد بعض التصريحات التي تصب في خانة زيادة التباعد بين أقطاب المعارضة. ومحاولاتها في الاستفراد ببعض خصومها، كما هو حاصل مع النائب السابق مسلم البراك، والذي أرادت الحكومة أن تجعل من معاقبته عبرة لكل من يريد أن يقف في وجهها.
هذا الاستفراد حاولت الحكومة وما تزال محاولاتها مستمرة في ضرب المنتمين لفكر الإخوان سواء في جناحها السياسي ( حدس ) أو الاجتماعي المتمثل بجمعية الإصلاح، من أجل استكمال سلسلة الهجوم على هذه الجماعة والحاصل في مجموعة من الدول العربية.
ويكتفي أن تتابع القنوات الفضائية الحكومية والخاصة في هجومها على الإخوان ومحاولة تشويه الصورة وبث الأكاذيب وتلفيق التهم دون بيّنة أو برهان، كل ذلك من أجل القضاء على أكبر حركة وجماعة معروفة في قوتها التنظيمية والحركية. ولعل من آخر محاولاتها وليس آخرها المزاعم التي أطلقها أحد النواب والتي زعم من خلالها أن الإخوان يسعون للصعود على أكتاف مسلم البراك، أو أنهم يدفعون به إلى الهاوية للتخلص منه ومن ثم تخلو لهم ساحة المعارضة.
ونقول ألم يكف تلفيقك السابق عندما أشرت إلى أن الإخوان طالبوا بمليار دولار كي يوقفوا الاضطرابات في الكويت، وعندما رفع عليك خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان قضية لإدعاءاتك ومطالبا لك بإثبات صحتها هربت خلف الحصانة البرلمانية، ثم ها أنت تأتي بادعاءات جديدة؟ لقد تكشف للناس بطلان المزاعم التي ترددها بين فترة وأخرى، لذلك نقول لك أما آن لك أن تتعقل وتترك هذه اللعبة أم أنك لا تستطيع.
عبدالعزيز صباح الفضلي
Twitter : @abdulaziz2002