عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / حلال عليكم حرام على مصر

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

عندما تجد إنسانا يحكم على موقفين متشابهين تماما بحكمين مختلفين فاعلم أنه غير منصف، وأن للهوى ورغبات النفس دوراً في ذلك. نقرأ ونسمع للبعض فتاوى في وجوب طاعة ولي الأمر، وتحريم النقد أو النصح العلني له، وأن هذا الفعل مخالف للشرع وبأنه يثير الفتن، لكن الأمر يختلف عندما يكون النقد موجها لرئيس أو حاكم من الإخوان المسلمين، كما هو حاصل مع الرئيس المصري د.مرسي، والعجيب أن البعض يعتبره رئيساً صوريا حتى يبيح لنفسه الطعن فيه والكلام عليه، بينما لو تأملنا الحقيقة لوجدنا أن الرئيس مرسي يكتسب شرعية من خلال انتخاب الشعب له، ما لا يملكها الكثير ممن يدين لهم بعض أهل الفتوى بالولاء والطاعة.

تُطرح هذه الأيام العلاقة ما بين مصر وإيران، وأن الرئيس المصري سيفتح باب التشيع على مصراعيه في مصر مقابل الدعم المالي الذي ستقدمه إيران، ويتم استنكار استئناف الرحلات الجوية بين مصر وإيران بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثين عاما، كما استُنكر على الرئيس المصري استقباله لنجاد أيام مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المواقف، والعجيب أن الكثير من الدول العربية لها علاقات مع ايران ديبلوماسية وتجارية واقتصادية وسياحية، فلماذا لا يتم الإنكار عليها؟

بعض الدول ترتكب خطأ فادحا عندما تدير ظهرها لمصر وتتركها دون دعم ومساندة للنهوض بعد ثورتها المباركة، وكأني بهذه الدول تكرر خطأها عندما تخلت عن دعمها لحماس في غزة ثم يعاتبونها لماذا تقبل الدعم من إيران، ويُكررون الخطأ نفسه عندما تخلوا عن دعم الأحزاب السنية في العراق، فازداد النفوذ الإيراني فيها، لذلك نقول على هذه الدول أن تعيد تقييم موقفها من الثورة المصرية ومن رئيسها الشرعي، لأن مصر والدول العربية لا يستغني أحدهما عن الآخر والعلاقة بينها كالعلاقة بين اليد والعين، فإن تألمت اليد بكت العين، وإن دمعت العين مسحتها اليد.

شتان بين موقفين

موقفان متناقضان يُشعرانك بمدى الاختلاف في عقلية بعض المسلمين في تحسين أو تشويه صورة الإسلام عند الآخرين، الموقف الأول هو اغتصاب فتاتين بريطانيتين في ليبيا جاءتا للتضامن مع الشعب المحاصر في غزة، ولما لم تسمح لهما مصر بالدخول عادتا عن طريق ليبيا، فتم اختطافهما وتعرضتا للاعتداء أمام عين والدهما الذي كان يرافقهما، كم نتأمل لهذه الفعلة المخزية التي شوهت صورة الإسلام قبل تشويه صورة من ارتكبها أو البلد الذي ينتمي له، وكم سيكون من الصعب إقناع الآخرين بأن هذه حادثة فردية.

وأما الموقف المخالف فقد كان من خلال مقطع فيديو تحدث فيه أحد القساوسة عن سؤال وجهته له امرأة مسنّة كانت تأتي للكنيسة وهو لماذا يتعامل معها سائق التاكسي المسلم بالإحسان فلا يأخذ منها الأجرة وخاصة إذا علم أنها متجهة للكنيسة ويعتبرها بمقام والدته، بينما لا يقوم سائقو الأجرة من نفس دينها بنفس التعامل؟

وكم كانت الإجابة صاعقة عندما أثنى القسيس على الشاب المسلم وأخبر العجوز بأن ذلك الشاب إنما تعامل معها وفق ما تُمليه عليه تعاليم الإسلام، ثم أعلن ذلك القسيس أن المسلمين هم من سيحكمون العالم مستقبلا بأخلاقهم، ثم لحرصهم على تقوية العلاقة مع الله مستشهدا بالمساجد العامرة بالمصلين بينما تشتكي الكنائس من قلة المرتادين. فهل نعي عِظم المسؤولية التي نحملها على عاتقنا يا أبناء أمة التوحيد؟

 

Twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي