عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / متى أختار رئيسي؟

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

أعتقد وربما يتفق معي الكثيرون أن أحد أسباب قوة قرارات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحاسمة والحازمة أنه جاء لهذا المنصب عبر اختيار الشعب، ولذلك لا تجده يتردد في اتخاذ أي قرار يرى أن فيه مصلحة لشعبه ووطنه، ولعل من أشهر هذه القرارات هو إيقاف جميع أشكال التعامل والتعاون مع إسرائيل إلى أن تتم موافقتها على الشروط التي وضعتها تركيا بعد حادث الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مرمرة وأسطول الحرية والذي راح ضحيته تسعة من الأتراك.

وبالفعل وبعد قرابة الثلاث سنوات اضطرّت إسرائيل إلى الموافقة على الشروط الثلاث وهي الاعتذار الرسمي وتقديم تعويضات لأسر الضحايا مع رفع الحصار عن قطاع غزة.

إسرائيل ما كان لها أن تُوقف عدوانها الأخير على غزة وتقبل بشروط وقف إطلاق النار والتي اعتبرها المحللون مُهينة لها، لولا أن الحكم في مصر قد تغير من رئيس عسكري إلى رئيس جاء باختيار شعبي.

لذلك نقول أن معظم الدول إنما تنبع قوتها بالدرجة الأولى من خلالها رئيسها المنتخب، ولعل في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والتي تعتبر كأكبر قوة مادية في العالم.

الرئيس المنتخب يسعى دائماً لتحقيق أهداف وأمنيات وتطلعات شعبه، لأنهم في النهاية سيحاسبونه، فإن أحسن جددوا له الولاية وإن أساء استبدلوه.

الرئيس المنتخب سيبذل كل ما في وسعة للتنمية ولمحاربة الفساد ولزيادة الرخاء والأمن الاجتماعي، ولهذا سيختار أفضل الوزراء والمستشارين ليعينوه على تحقيق أهدافه، ولن يكون هناك مجال في الاختيار بحسب الولاء أو القرابة أو المصالح الشخصية.

ربما يتساءل البعض عن فائدة الرئيس المنتخب ما دام ذلك سيتسبب في إثارة القلائل والنزاعات والفوضى كما هو حاصل في مصر وبعض دول الربيع العربي، وأقول أن مصر تعيش فترة تعافي بعد العملية، وهي مرحلة ستتجاوزها الشقيقة الكبرى بإذن الله، لكنها تحتاج إلى صبر حتى يتم تطهير البلد من أصحاب المصالح الخاصة والمدعوم بعضهم من دول تأسست على أسلوب حكم الفرد والتي لا ترغب أن تمتد لها يد التغيير حتى تستمر في أسلوبها الذي يعتمد على الاستئثار في توزيع ثروات البلد على الأقربين، واتخاذ القرارات المتعلقة بالبلاد حسب ما تتحقق به مصالحها لا ما يحقق طموحات شعوبها.

كثير من الشعوب العربية تطمح بأن يأتي اليوم الذي تختار فيه رؤساءها، وأعتقد أنه إذا أتى ذلك اليوم فلن يكون للغرب سلطانا على بلاد الإسلام، وستكون ما تسمى بإسرائيل ( في خبر كان ).

لا بد أن يعيش المسلمون بروح التفاؤل، فما كان من المستحيلات قبل سنوات قريبة صار يقينا، وما كان أحلام أصبح واقعا عيانا.

فهل تُفسح بعض الدول لشعوبها أن تختار رؤساء حكوماتها على الأقل حتى تُبرئ ذمتها أمام الله؟ وهل ستصنع هي التغيير أم أنها ستنتظر حتى يُفرض عليها؟ أعتقد أن الزمن كفيل بالإجابة.



Twitter :@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي