د. وائل الحساوي / نسمات / أزمة تلد فوائد كبيرة!
من الواضح أن الدول الغربية قد اكتفت من الحرب الدائرة في سورية وحققت مطمعها الأكبر بايقاع أكبر تدمير ممكن فيها قبل السعي الخجول لايقافها ولكي تكون لها دالة على شعبها بعد التحرير، كما ان دخول من يسمونهم بالجماعات الارهابية إلى سورية قد اخافهم.
ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يحاول ان يوهم السوريين بانه قد جاء بسياسة جديدة تختلف عن سياسة سلفه كلينتون وبأنه متحمس لانقاذ الشعب السوري من براثن النظام المجرم، ولكن الواقع يشهد بأن الغرب قد حقق مراده في سورية وأن سورية قد تحتاج إلى عشرين عاما او اكثر قبل ان تستطيع الوقوف على أرجلها ما يعطي الكيان الصهيوني الفسحة للهيمنة على المنطقة دون الحاجة لدعم النظام السوري له كما فعل خلال اربعين عاما.
لا شك اننا نحترق يوميا ونحن نراقب الدمار الحاصل والقتل والتعذيب الذي سيظل في مخيلة الاجيال إلى الابد، ولكن هذه هي حكمة الله تعالى في مقاومة الظلم حيث ان الضريبة قد تكون بالغة الثمن، فنحن لا نتعامل مع جمادات او اشباح ولكن مع بشر يتألمون ويعانون.
بالرغم من الخسارة الكبيرة التي ألمت بالشعب السوري الا ان هذه المعاناة لها فوائد كبيرة بفضل الله تعالى ومنها:
أولا: انها قد كشفت المواقف الحقيقية لكثير ممن كانوا يتشدقون بالتدين وبالوطنية والعروبة والانسانية والذين كشفوا عن وجوههم القبيحة وتعاونوا على إذلال الشعب السوري المستضعف دفاعا عن سفاحين لا دين لهم ولا إنسانية مثلما فعلت ايران وحزب الله وغيرهما، فكيف يبرر هؤلاء للشعوب المسلمة وقوفهم مع المجرمين ضد اصحاب الحق، ولو كتب المؤرخون اسفارا في بيان حقيقة حزب الله او نظام الملالي الإيراني والتي تقوم على الحقد الدفين ضد الشعوب المسلمة لما استمع لهم احد، لكن تلك الاحداث كشفت حقيقتهما واسقطت ورقة التوت عنهما.
ثانيا: مثلما كبدت الحرب الشعب السوري خسائر كبيرة في الارواح والأموال فانها قد تسببت في استنزاف اقتصاد ايران، ومهما تظاهر الايرانيون بقوتهم وصمودهم فان ضريبة تلك الحرب تعمل بقوة على تدمير اقتصادهم في وقت يعانون فيه من الحصار الاقتصادي الغربي عليهم ووقف تصدير نفطهم، ويجب الا ننسى بان الشعب الايراني يغلي من الداخل بسبب الظلم والفساد الواقع عليه من قياداته، والذي تمثل في الاضطرابات الشديدة التي حصلت خلال الانتخابات الرئاسية السابقة والغليان الذي حدث بسبب تزوير الانتخابات، ولم يطفئ تلك الجذوة ويجعلها تختبئ تحت الرماد الا القمع الذي مارسه النظام ضد شعبه.
ان من شأن الحصار الاقتصادي الحالي المقبل ان يشعل ثورة الشعب الايراني على قياداته ويفجر الاوضاع، لا سيما وان الغرب لن يسكت عن التسليح النووي الايراني، مهما اعتقدت ايران بانها تستطيع خداعه والمرور بسلام إلى بر الامان بطموحاتها النووية وسياساتها العدوانية!!
ثالثا: مثلما ساهمت الحربان العالميتان في اعادة تشكيل العالم خلال القرن الماضي بالرغم من خسارتهما الكبيرة في الارواح والاموال، فان الحرب السورية ستساهم بإذن الله في اعادة صياغة خريطة المنطقة وكشف الاوراق، فقد بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ذلك بوضوح عندما ذكر بان اوضاع المنطقة ستتغير نتيجة تلك الحرب وستؤثر حتما على الاوضاع في العراق ولبنان وسورية، ونحن نقول بان هذا التأثير سيكون باذن الله تعالى ايجابيا وسيساهم في ايقاظ الشعوب العربية من نومها الطويل وتمسكها بشعارات جرت عليها الويلات والدمار خلال عقود طويلة ولم تزدها الا وبالا وتخلفا. ان كشف الحقائق هو الخطوة الاولى نحو السعي للتغيير، عسى الله تعالى أن يبصرنا لمعرفة الحق والسير على منهجه.
د. وائل الحساوي
[email protected]
ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يحاول ان يوهم السوريين بانه قد جاء بسياسة جديدة تختلف عن سياسة سلفه كلينتون وبأنه متحمس لانقاذ الشعب السوري من براثن النظام المجرم، ولكن الواقع يشهد بأن الغرب قد حقق مراده في سورية وأن سورية قد تحتاج إلى عشرين عاما او اكثر قبل ان تستطيع الوقوف على أرجلها ما يعطي الكيان الصهيوني الفسحة للهيمنة على المنطقة دون الحاجة لدعم النظام السوري له كما فعل خلال اربعين عاما.
لا شك اننا نحترق يوميا ونحن نراقب الدمار الحاصل والقتل والتعذيب الذي سيظل في مخيلة الاجيال إلى الابد، ولكن هذه هي حكمة الله تعالى في مقاومة الظلم حيث ان الضريبة قد تكون بالغة الثمن، فنحن لا نتعامل مع جمادات او اشباح ولكن مع بشر يتألمون ويعانون.
بالرغم من الخسارة الكبيرة التي ألمت بالشعب السوري الا ان هذه المعاناة لها فوائد كبيرة بفضل الله تعالى ومنها:
أولا: انها قد كشفت المواقف الحقيقية لكثير ممن كانوا يتشدقون بالتدين وبالوطنية والعروبة والانسانية والذين كشفوا عن وجوههم القبيحة وتعاونوا على إذلال الشعب السوري المستضعف دفاعا عن سفاحين لا دين لهم ولا إنسانية مثلما فعلت ايران وحزب الله وغيرهما، فكيف يبرر هؤلاء للشعوب المسلمة وقوفهم مع المجرمين ضد اصحاب الحق، ولو كتب المؤرخون اسفارا في بيان حقيقة حزب الله او نظام الملالي الإيراني والتي تقوم على الحقد الدفين ضد الشعوب المسلمة لما استمع لهم احد، لكن تلك الاحداث كشفت حقيقتهما واسقطت ورقة التوت عنهما.
ثانيا: مثلما كبدت الحرب الشعب السوري خسائر كبيرة في الارواح والأموال فانها قد تسببت في استنزاف اقتصاد ايران، ومهما تظاهر الايرانيون بقوتهم وصمودهم فان ضريبة تلك الحرب تعمل بقوة على تدمير اقتصادهم في وقت يعانون فيه من الحصار الاقتصادي الغربي عليهم ووقف تصدير نفطهم، ويجب الا ننسى بان الشعب الايراني يغلي من الداخل بسبب الظلم والفساد الواقع عليه من قياداته، والذي تمثل في الاضطرابات الشديدة التي حصلت خلال الانتخابات الرئاسية السابقة والغليان الذي حدث بسبب تزوير الانتخابات، ولم يطفئ تلك الجذوة ويجعلها تختبئ تحت الرماد الا القمع الذي مارسه النظام ضد شعبه.
ان من شأن الحصار الاقتصادي الحالي المقبل ان يشعل ثورة الشعب الايراني على قياداته ويفجر الاوضاع، لا سيما وان الغرب لن يسكت عن التسليح النووي الايراني، مهما اعتقدت ايران بانها تستطيع خداعه والمرور بسلام إلى بر الامان بطموحاتها النووية وسياساتها العدوانية!!
ثالثا: مثلما ساهمت الحربان العالميتان في اعادة تشكيل العالم خلال القرن الماضي بالرغم من خسارتهما الكبيرة في الارواح والاموال، فان الحرب السورية ستساهم بإذن الله في اعادة صياغة خريطة المنطقة وكشف الاوراق، فقد بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ذلك بوضوح عندما ذكر بان اوضاع المنطقة ستتغير نتيجة تلك الحرب وستؤثر حتما على الاوضاع في العراق ولبنان وسورية، ونحن نقول بان هذا التأثير سيكون باذن الله تعالى ايجابيا وسيساهم في ايقاظ الشعوب العربية من نومها الطويل وتمسكها بشعارات جرت عليها الويلات والدمار خلال عقود طويلة ولم تزدها الا وبالا وتخلفا. ان كشف الحقائق هو الخطوة الاولى نحو السعي للتغيير، عسى الله تعالى أن يبصرنا لمعرفة الحق والسير على منهجه.
د. وائل الحساوي
[email protected]