متجاوزة «العصر الذهبي» للاستكشاف

البشرية تتعرف على أنواع جديدة من الكائنات الحية بوتيرة غير مسبوقة

تصغير
تكبير

- عام 2020 شهد تسجيل أكبر عدد من الأنواع الجديدة التي جرى وصفها علميا في التاريخ، بلغ 17044 نوعاً
- توقعات أن يرتفع عدد الأنواع الموصوفة علميا بحلول 2400 إلى 2.6 مليون نوع حيواني مقارنة بـ 1.3 مليون اليوم

كشفت دراسة علمية حديثة أن العلماء يكتشفون ويسمّون أنواعا جديدة من الكائنات الحية بوتيرة غير مسبوقة، متجاوزين الاعتقاد السائد بأن ذروة اكتشاف التنوع الحيوي حدثت قبل أكثر من قرن خلال ما يُعرف بـ«العصر الذهبي» للاستكشاف.

ووفقا للدراسة، المنشورة في مجلة Science Advances، شهد عام 2020 تسجيل أكبر عدد من الأنواع الجديدة التي جرى وصفها علميا في التاريخ، بلغ 17,044 نوعا، وهو أعلى رقم منذ بدء التسمية العلمية المنهجية في خمسينيات القرن الثامن عشر. كما أظهرت البيانات أن معدلات الاكتشاف خلال العقدين الماضيين هي الأسرع على الإطلاق، من دون مؤشرات على التباطؤ.

واعتمد الباحثون على تحليل بيانات تقارب مليوني نوع معروف، باستثناء الفيروسات، وخلصوا إلى أن وتيرة اكتشاف الأنواع تتسارع على مستوى العقود، على عكس دراسات سابقة من أوائل العقد الماضي كانت تشير إلى أن الذروة حدثت قرابة عام 1900 ثم بدأت بالانخفاض.

وبيّنت النتائج أن أكثر المجموعات تنوعا هي أيضا الأسرع في إضافة أنواع جديدة، وفي مقدمتها الحيوانات، والمفصليات مثل الحشرات والعناكب والقشريات، إضافة إلى الخنافس والأسماك شعاعية الزعانف. وخلال الفترة من 2000 إلى 2020، جرى وصف نحو 17% من جميع الأنواع الحيوانية المعروفة حاليا.

وسجلت الفطريات قفزة لافتة في السنوات الأخيرة، مع تسمية آلاف الأنواع الجديدة سنويا، فيما شهدت النباتات ارتفاعا ملحوظا في معدلات الاكتشاف خلال العقود الأخيرة بعد استقرار طويل. وحتى البكتيريا والعتائق، رغم صعوبة تصنيفها، أظهرت تسارعا واضحا في وتيرة الوصف العلمي.

ويرجّح الباحثون أن عدة عوامل تقف وراء هذا التسارع، من بينها التقدم التقني ولا سيما تقنيات تحليل الحمض النووي، وتوسع التعاون العلمي الدولي، وتحسن قواعد البيانات الرقمية ووسائل النشر. كما ساهمت زيادة عدد الباحثين وجهود المسح الميداني، خصوصا في المناطق الاستوائية، في رفع معدلات الاكتشاف.

وتحمل النتائج دلالات مهمة لحماية التنوع الحيوي، إذ لا يمكن حماية أي نوع مهدد بالانقراض قبل توثيقه وتسميته علميا. ويحذر العلماء من أن كثيرا من الأنواع قد تنقرض قبل أن تُكتشف، في ظل تسارع فقدان الموائل الطبيعية وتغير المناخ.

وتوقعت الدراسة، استنادا إلى النماذج الحالية، أن يرتفع عدد الأنواع الموصوفة علميا بحلول عام 2400 إلى نحو 2.6 مليون نوع حيواني، مقارنة بنحو 1.3 مليون اليوم، مع بقاء هامش كبير من عدم اليقين. وأكد الباحثون أن الأرقام تتعلق فقط بالأنواع الموثقة علميا، وليس العدد الحقيقي للكائنات الحية على كوكب الأرض، والذي قد يكون أكبر بكثير.

وختمت الدراسة بالتأكيد على الحاجة إلى تطوير أساليب جديدة لتوثيق التنوع الحيوي، مثل تقنيات الترميز الجيني والأنظمة الآلية للتعرّف على الأنواع، لسد الفجوة المتزايدة بين ما هو موجود فعليًا وما تم اكتشافه علميًا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي